المصدر:
المناقب – لمؤلفه ابن المغازلي الشافعي
روى أنس ابن مالك فقال: أهديَ لرسول الله بساطٌ من بهندث ، فقال لي: يا أنس أبسطهُ ، فبسطتهُ ، ثم قال: أدعو العشرة (يوجد في بعض الروايات الأخرى أسماء معينة من بينها: سلمان، عمّار ، أبو بكر ، عمر ، طلحة ، عبد الرحمن بن عوف) فدعوتهم ، فلمّا دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط ، ثم دعا عليـًا فناجاه طويلاً ، ثم رجع عليٌ فجلس على البساط ثم قال: يا ريح احملينا ، فحملتنا الريح فإذا البساط يدفُ بنا دفـًا ، ثم قال: يا ريح ضعينا ،
ثم قال: تدرون في أي مكانٍ أنتم؟
قلنا: لا.
قال: هذا موضع الكهف والرقيم، قوموا فسلـّموا على اخوانكم.
فقمنا رجلاً رجلاً فسلـّمنا عليهم ، فلم يردّوا علينا.
فقام علي ابن أبي طالب فقال: السلام عليكم معاشر الصدّيقين والشهداء ، فقالوا: عليك السلام ورحمة الله وبركاته.
فقلنا: ما بالهم ردّوا عليك ، ولم يردّوا علينا؟
فقال: ما بالكم لم تردوا على إخواني؟
فقالوا: إنـّا معاشر الصدّيقين والشهداء لا نكلم بعد الموت إلا نبيـًا أو وصيّا.
ثم قال: يا ريح احملينا.
فحملتنا تدفُ بنا دفـًا ، ثم قال: يا ريح ضعينا.
فوضعتنا فإذا نحن بالحرّة ، فقال علي: ندرك النبي في آخر ركعة.
فطوينا وأتينا وإذا النبي يقرأ في آخر ركعة {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا}.
ملاحظات:
• لم يمت أهل الكهف بعد ، وإنما عبارة الموت هنا مجازية عن نومهم.
• يقوم أهل الكهف عند الظهور المبارك من نومتهم ويكونون من أنصار الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف، وعند ذلك يستشهدون ، ولذلك يجوز تسميتهم بالشهداء لأن ذلك من المستقبل المتحقق الوقوع.
• كان رسول الله يصلي صلاة الصبح ، بقرينة أن الركعة الأخيرة كان فيها قراءة.