- اقتباس :
- وليس هذا زهدا منهم في المواساة ولا شحّا منهم بالبكاء..وإنّما حيل بينهم وبين ما يأملون ويرغبون ويشعرون.. ومُنعوا حتى من التعبير عن مشاعرهم بشكل جماعي..و لا عجب في ذلك، فإنّ كل تجمّع واجتماع في بلدهم يحتاج إلى إذن بل و ترخيص مسبق.. !
التفاصيل :
وطبعا الحصول على هكذا إذن أمر مستحيل (بل من سابع المستحيلات.. !)، لاسيّما في ظل الأوضاع القائمة التي تكرّست فيها القبضة الأمنيّة الحديديّة التي ما فتئت تضيّق الخناق على المواطنين جميعا، ومهما كانت أطيافهم وألوانهم.. !
وكان للشيعة، وهم أقليّة مستضعفة في هذا البلد، نصيبهم من هذا الاستبداد الناعم.. !
سيدي الفاضل مؤمن 14 ..أرى أن مقالك فيه مبالغة و تجن على السلطة التونسية و عدم وعي بأجواء تونس الحقيقية..
فلتعلم أن راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية المعارضة كتب في مقال له منذ مدة ليست بقصيرة أن
السلطة في تونس تتحالف مع إيران لنشر التشيع في المغرب العربي.. هذا حتى تعلم أن السلطة في تونس ليست ضد الشيعة و لا ضد التشيع و لا ضد إيران حتى لأنه هناك بينهما علاقات اقتصادية و ثقافية تتمثل في تنظيم رحلات للتونسيين إلى إيران و قد تكلم رجال الأعمال الذين سافروا لإيران عن ذلك في برنامج إذاعي و مدحوا إيران و جمالها الطبيعي الخ..
كذلك فلتعلم أن إيران تبيع تونس بنزين بثمن متميز و مستقر لا يتغير مع تغير قيمة الدولار و في ذلك محاباة لها.
كذلك سمحت السلطة في تونس بفتح مكتبة الزهراء للكتب الشيعية في قلب تونس العاصمة .. و رغم أنهم لم يسمحوا في المكتبة بالكتب العقائدية التي تعرف بالمذهب و لكن ربما يفهم تصرفهم هذا بأنهم يريدون تجنيب البلاد الفتنة الطائفية ..
لأنه ليس من الحكمة إعلان الشيعة عن انفسهم في هذه الفترة التي يبحث فيها الوهابية و السلطات السعودية على أي ثغرة لكي يثيروا الفتن الطائفية في وسط المجتمع التونسي المنسجم عقائديا.
السلطة في تونس تشجع الحركة الصوفية و ترعى نشاطها و لو من وراء حجاب يعني ليس بتصريح عمل معلن و لكنه يغضون الطرف عنهم و يراقبون من بعيد حتى لا يدخل عليهم الدخلاء من الوهابية و الإخوانجية الذين يريدون ان يصطادوا في الماء العكر ..
بالنسبة للشيعة فليحمدوا الله على هامش الحرية الفكرية الموجود في تونس في الفترة الحالية و أنهم غير محاربين في أشخاصهم و في عقائدهم و ما تفعله السلطة هو فقط الحذر من الفتن التي تهدد السلم الأهلي و الإنسجام الداخلي للمجتمع التونسي المسالم.
هل تريد من الشيعة إقامة مراسم العزاء العاشورائية علنا حتى يجلبوا لهم السلفية التفجيرية التكفيرية فيعلنون عليهم حربهم بالتفجير و القتل و التكفير و تدخل البلاد بذلك في فتنة عمياء تجلب التشويه للمذهب اكثر من الدعوة له...؟
لقد حذرت الإخوان الموالين في تونس بأن لا يسعوا للتحزب و التجمع في هذه الفترة الحالكة و يتحلوا بالصبر حتى تمر موجة الإرهاب السلفي التكفيري التفجيري..
في الحقيقة أنا ضد كل تجمع و تحزب شيعي تحت أي إسم في بلدان الإستبصار لأن ذلك سيجلب لهم نظرة الريبة و العداء من السلطة و سيسبب لهم عزل المجتمع لهم و لن يستطيعوا بعدها نشر التشيع لأن الناس سيعاملونهم كمعاملة الإخوانجية و سيخافون من التعامل معهم على أساس أنهم خمينيين .. و سيقع الموالون بذلك في نفس الفخ الذي وقع فيه الإخوانجية من قبل و السلفية الآن ..
هذا عدى عن أمور أخرى و أسرار ربانية ليس هنا مجالها.
و للحديث بقية إن شاء الله.
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله الطاهرين و عجل فرجهم.