الفكر السني .....والإرهاب

الله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم وأحسن تعديل وفي
أحسن صورة ، ومن رحمته وإشفاقه تعالى خلقه هذا أرسل
له رسلا وأنبياء هدى ورحمة لينيروا له الطريق بالحكمة و
بالموعظةالحسنة ومجادلتهم بالتي هي أحسن وعدم الفضاضة
معه ٠ هذا هو منهاج الله تعالى والذي وصى به رسله وأنبيائه
بحيث صبروا أشد الصبر على البلاء والإيذاء ولم يعتدي أحد
منهم على صنعة الله المثقنة ويجعلها أشلاء تتطاير في الهواء
وركام من اللحم والعضام تدوسه الأرجل ٠
إن منهاج الله تعالى هو الصبر على عباده وتقدير صنعته وعدم
التسرع في تحقيق الهدف أو اللجوء إلى أساليب تعتدي على صنعه
لذلك فالله تعالى لن يحاسب رسله على النتيجة وما مدى ماحققوه ٠
لم يسبق من قبل أن شكل رسول أو نبي عصابة تقتل الناس بسبب
أديتهم لهم وكان من السهل عليهم القيام بذلك لكن ليست هذه هي
رسالتهم السامية ٠
فمن أين دخل إذا الإرهاب إلى منهاج الأنبياء ؟
الأنبياء كانوا لايريدون جزاء ا ولا شكورا ويريدون ذلك فقط من
الله تعالى لذلك كانوا صبورين على عباده غير متسرعين في تحقيق
هدفهم السامي ٠
ولكن سرعان ما يتغير هذا الأمر عند ذهاب هؤلاء الرسل ومنهاجهم
القويم ويبدأ الإنسان بالإبتعاد عنه ويركن إلى الحياة الدنيا ويصبح
مستعدا لفعل أي شيء من أجل هذه الدنيا والمصلحة ، لذلك تجده
غير مستعد للبقاء صابرا محتسبا بل تجده مسرعا في الوصول إلى
الهدف ليعيش حياته هو ولو على حساب تدمير صنعة الله المتقنة ٠
فالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان رحمة وهدى ونور
للعالمين حتى تحول من بعد نقمة وإرهاب للعالمين ، ولم
يكن هذا ليتحقق إلا بالخروج على نهجه وسنته وسبيله ٠
لذلك نجد أن معاوية لم يتورع عن سفك الدماء وأعلنها حربا
دموية وإرهابا للمسلمين أمام النهج النبوي القويم لأميرالمؤمنين
الذي كان يقدر صنعة الله ولا يبيعها بتحقيق مصالح دنيوية ٠
وكذلك الخروج على النهج النبوي هوالذي جعل يزيد لا يتوع
في سفك أطهر الدماء ٠
وهكذا تواثرت المصلحة الدنيوية على حساب المصلحة والنهج
النبويين وأصبحت الدماء هي السبيل لإرواء عطش هذه المصلحة
الدنيوية ٠
وهكذا تواثر المسلمين هذا النهج الدموي إلى يومنا هذا وبحدة أكبر
وحيث أصبحت صنعة الله المتقنة تهان وتدمرباسمه ولا يلقى لها
أي بال