mustapha12 عضو مميز
تاريخ التسجيل : 19/10/2010 عدد المساهمات : 114 العمر : 46
| موضوع: معركة المغرب الجمعة 26 نوفمبر 2010, 22:22 | |
| إدريس هانيFriday, November 26, 2010 أحداث العيون ، من المنتصر؟كيف سمح المغرب أن يقام مخيم يأوي آلاف من المحتجين ، ألم يكن في وارده أن هذا الاحتجاج الاجتماعي معرض للاختراق والتوظيف السياسي؟ كيف يسرح ويمرح الملثمون داخل الدوائر الرسمية ويتلفون الممتلكات العامة والخاصة ويستولون حتى على الإذاعة التي يعتبر الاستيلاء عليها انتصارا في انقلابات الدول؟ ألا يوجد أمن ألا يوجد استشعار ومعرفة مسبقة ومحتملة بكل هذه الأحداث؟ هذه تساؤلات وأكثر منها تحملها جعبة المستهينين بالسياسة المغربية. لكن ثمة من يتحدث عن أن هذا غير ممكن ، إلا أن يعتبر تدبيرا من المغرب لفضح أساليب البوليساريو والجزائر التخريبية. شيء من هذا وذاك قد يكون صحيحا وكثير من هذا وذاك لا يمكن التسليم به. هناك ما يمكن أن نسميه دينامية مقاومة التآمر. من يدرس الأمور من خلال خواتمها يدرك أن المغرب انتصر إعلاميا في نهاية المطاف. إن الهدف الذي كان يرمي إليه مدبروا هذا التخريب هو أن يتم تدويل المسألة وتأزيم مشروع الحل الدولي و تعقيد المسار الذي فرضته المبادرة المغربية بقبول فكرة الحكم الذاتي في سياق تحولات سياسية داخلية ماضية في مشروع الجهوية الموسعة. وما حدث بالفعل ، هو حرج كبير على إسبانيا، ضرب مصداقيتها الإعلامية وتعدى إلى مواقف سياسية جعلت إسبانيا تبحث عن مخرج من الورطة ، حيث لا يمكننا التنبؤ بكافة تداعيات الموقف وآثاره السيئة على إعلام يراهن على سمعته داخل الاتحاد الأوربي؛ بتعبير آخر ، بعد ضرب الجودة وضرب المصداقية ، من سيصدق الإعلام الاسباني بعد اليوم؛ ذلك هو الثمن الذي دفعته إسبانيا لقاء لعبة لم تتقنها. أما مجلس الأمن فقد رفض التحقيق بصورة أحبطت المؤامرة من أساسها، كما كذبت منظمة هيومن ووتش رايتس سردية البوليساربيو والجزائر بشأن المجزرة. كم كان الوضع محرجا حينما يتوجه صائب عريقات كبير المفاوضين في السلطة الفلسطينية كما مصور مجزرة الأطفال في غزة وآباء الضحايا الذين استغلت صورتهم وسائل الإعلام الاسبانية لإدانة المغرب دون ذكر مصور أحداث البيضاء التي تم استغلالها في تشويه صورة المغرب، يحتجون ويهددون بمقاضاة الإعلام الاسباني؟! كما كم كان فاضحا أن يظهر المخربون أنفسهم يتبولون فوق الجثث. خسر المخربون سمعتهم الإنسانية ومصداقيتهم السياسية وظهروا كإرهابيين وقطاع رؤوس والأهم في هذا أنهم اقتربوا من أسلوب القاعدة وأظهروا أنهم لا ينتمون بالثقافة والاجتماع لهذا المجال. لقد انتصر المغرب في نهاية المطاف، وإن بدا أنه يتردد في متابعة انتصاراته ، لأنه وجب أن يستمر في ملاحقة المسؤولين عن التخريب دوليا أو يعقد صفقات من شأنها أن تخدم أجندته ولا يكون كريما وزاهدا في أوراقه. إن نجاحه إذن لم يكن صدفة ، بل أيضا يؤكد على أن الأمر لا يخلو من تدبير. فإن كان المغرب قد عرّى على حقيقة خصوم الوحدة الترابية المغربية، فإن ذلك يجعله من بين متقني اللعبة. لكن ليس كل لعبة ننجح فيها نخرج منها من دون أضرار ولو جانبية. يجب أن تتحرك الآلة الإعلامية ووسائل الضغط في ملاحقة الخصم وحصاره. لقد وضعتنا أحداث العيون الأخيرة أمام مشهد يوحي بالضحالة. لا يقف الأمر عند شكل العنف البدائي الممارس من جانب واحد إلى حدّ الاحتفال بمظاهر الوحشية التي ظهرت عيانا من قبل عناصر واضحة في توجهها العدائي للمغرب ، بل نحن أمام كل مظاهر الضحالة التي تبدأ من الوحشية والتآمر حتى الضحالة المهنية في التغطية الإعلامية في معركة توحي جميع المعطيات أنها وليدة خطة محكمة من أطراف متعددة. كان ذلك ثمن الممانعة ضد الاستدراج إلى مخطط توريط المغرب عشية انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين المغرب البوليساريو بمانهاست في ردود فعل تجعل صورة المغرب معادلة على الأقل للصورة التي بدت عليها الجبهة والجزائر في موضوع اختطاف المناضل الصحراوي السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الذي تم اختطافه من قبل مجموعة من البوليساريو والمخابرات الجزائرية، ذهب الفريقان إلى التفاوض هذه المرة بعد أن سجل المغرب على كل من البوليساريو والجزائر إصابة وضعتهما في موقع شديد الحرج ، بعد فجرت قضية حقوق الإنسان داخل مخيمات تيندوف. وإذا كان الثمن الذي دفعه المغرب غاليا هذه المرة في شكل ضحايا من عناصر الأمن الذين سقطوا أثناء أدائهم لواجبهم الوطني في ظروف صعبة ، إلا أنه نجح في إفشال مخطط كان يهدف إلى أبعد من ذلك بكثير. فالصورة التي كانت تتوقعها الجزائر وإسبانيا من هذه المؤامرة هي نفسها الصورة التي عبروا عنها بالفعل في وسائل إعلامهم من الشروق الجزائرية إلى الباييس الإسبانية؛ الجميع يتحدث عن سقوط مئات القتلى في صفوف الشعب. وجب أن نعذرهم لأنهم عوضوا خسارتهم ببث صور عن جرائم أجنبية مثل صور أطفال غزة في وسائل الإعلام الإسبانية . إنهم لم يجدوا غير صورة عناصر انفصالية متسللة تمارس الذبح والقتل والتمثيل بالجثث. لقد كانوا ينتظرون من المغرب أن تكون ردة فعله كذلك قبل أن يخيب ظنهم هذه المرة أيضا. أهم ما في الموضوع أن الجزائر وإسبانيا فوجؤوا بأن الأداء الأمني للمغرب في إحباط هذه المؤامرة خلا من ردود الفعل ودفع من دم عناصر مكافحة الشغب في مواجهة لم تطلق فيها رصاصة واحدة بينما تم التمثيل من قبل عناصر معادية بجثث الضحايا إلى حد التبول فوق الجثث. لكم كان المشهد مؤلما، لكن تلك هي الصورة الوحشية الوحيدة التي تملك الجهات المراهنة على نزيف ملف الصحراء المفتوح أن تقدمه دفاعا عن مشروع التجزئة. لا شك أن أحداث العيون الأخيرة كانت مفاجئة للمغرب بكل ما تعني كلمة مفاجأة من معنى. لكنه تصرّف بإمكاناته التي استطاع المخربون أن يخرجوا عن السيطرة. مجموعة من الملثمين أظهروا أن الأمر هو أبعد مما يتعلق بعملية احتجاج ذي طابع اجتماعي. الاحتجاجات من هذا القبيل لا تملك كل هذا التكتيك المنظم لحرب العصابات. في توقيت دقيق كانت العناصر المدربة والجاهزة للتدخل والتشغيب، تملك أكثر من خطة ، كان الهدف من ورائها وضع المغرب في مأزق محرج دوليا. لا تملك العمليات الاحتجاجية ذات الطابع الاجتماعي هذه الخبرة الدقيقة في ترتيب الخطط وردّة الفعل الدقيقة والسرعة الفائقة. هذا بالإضافة إلى أن الاحتجاجات الاجتماعية لا تجعل أبرز شعاراتها ذات طابع انفصالي إلى حد إحراق العلم الوطني وقطع الرؤوس والتبول على الجثث. نحن إذن أمام عملية اختراق منظم لعناصر انفصالية أتقنت دورها التخريبي بامتياز. لقد كانت مفاجأة للمغرب. وهذا يعني أنها لم تكن مسرحية، لأن المغرب لم يكن في مصلحته أن يقوم بعملية من ذاك القبيل في سياق تفاوضي لا يزال يملك فيه المبادرة؛ إنهم يتفاوضون على مقترح زكته المباردة المغربية حينما قبل المغرب بخيار الحكم الذاتي كإطار للتفاوض. ما يؤكد على أن الأمر يتعلق بتدخل لإحباط مؤامرة كان الخصم يملك فيها خطط استثائية لفك السيطرة حوله إذا ما حصل ردّ فعل من قبل المغرب ، أن 12 من عناصر الأمن الوطني المغربي لقوا حتفهم مقابل مقتل مدني أو اثنين لا ندري من وراء قتلهما كما لو كانوا هم الجهة المجردة عن السلاح ، في أحداث ظهر فيها سلاح العناصر الانفصالية واختفى فيها سلاح العناصر الأمنية. لم تمر على تلك الأحداث الأليمة أياما قليلة، كي يقع في قبضة الأمن المغربي عناصر لا تنتمي لهذا المجال؛ يتعلق الأمر بمواطنين من بينهم ضابط في الاستخبارات الجزائرية ومرتزق من تشاد وغيرهما من شتات المرتزقة. لا شيء يمنع من التساؤل حول ما إذا كان المغرب سيحافظ على سياسته في الصحراء؛ وإلى أي حد يمكننا القول أن الصحراء بعد أحداث العيون ستكون هي نفسها قبل أحداث العيون. بالتأكيد لا يتعلق الأمر بتصعيد الخيار الأمني في المنطقة ، بل يتعلق الأمر بتفعيل حالة اليقظة القصوى في تدبير هذا الملف مع نهج سياسة القرب والإنصات للمواطنين والحوار الاجتماعي وقضايا أخرى ظلت على هامش الاهتمام في تسيير الشأن العام داخل الصحراء. إن كبرى الأخطاء التي وجب أن يعترف بها ساسة الصحراء أن خيار الانفتاح والحوار لا يعني التساهل في مراقبة المتغيرات الدقيقة التي تجري في الصحراء ، والتي أدى الجهل بها إلى وضع المغرب أمام مفاجأة أحداث العيون التي داس فيها المتسللون على المطالب المشروعة لبعض الفئات من المجتمع الصحراوي لصالح مطالب انفصالية واضحة الملامح. إحدى أبرز تلك الأخطاء هو غياب الضبط والأجرأة في استقبال وفود العائدين من دون سياسة تمحيصية وإدماجية تحصن عملية العودة من التسلل والاختراق والتمييع. إننا أبدينا حتى الآن جانبا من الحس الوطني التسامحي في وجه العائدين، لكن وجب أن نواصل ذلك القياس لنقول بأن الوطن يرفض الخيانة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
المشرف العام المدير
تاريخ التسجيل : 16/08/2009 عدد المساهمات : 1175 العمر : 55 الموقع : http://al-ofeq.blogspot.com/
| موضوع: رد: معركة المغرب الجمعة 26 نوفمبر 2010, 22:28 | |
| بارك الله بك أخي الفاضل مصطفى على هذا النقل الموفق | |
|
mustapha12 عضو مميز
تاريخ التسجيل : 19/10/2010 عدد المساهمات : 114 العمر : 46
| موضوع: رد: معركة المغرب الأحد 28 نوفمبر 2010, 22:15 | |
| و بوركتم اخي الفاضل ابو اية | |
|