"العدل والإحسان" والتشيع: أوجه التقارب والتباعد(الحلقة الثالثة)

العدل والإحسان والتشيع أوجه التقارب والتباعد (الحلقة الثالثة)
الفصل الأول:أهل البيت ومزاياهم
I – قال الإمام علي عليه السلام (17) : "بنا اهتديتم في الظلماء، و تسنمتم العلياء 1 و بنا انفجرتم عن السرار 2. وقر سمع لم يفقه الواعية 3 . و كيف يراعي النبأة 4 من أصمته الصيحة 5 ".
1 العلياء : تسنمتم العلياء: ركبتم سنامها و ارتقيتم إلى أعلاها.
2 السرار : كسحاب و كتاب آخر ليلة من الشهر يختفي فيها القمر. و انفجرتم : دخلتم في الفجر. و المراد كنتم في ظلام حالك و هو ظلام الشرك و الضلال فصرتم إلى ضياء ساطع بهدايتـنا و إرشـادنا و الضمـير لمحمد (ص) و الإمام ابن عمه و نصيره في دعـوته . و يروى أفجرتم بدل انفجرتم و هو أفصح و أوضح لأن الفعل لا يأتي لغير المطاوعة إلا نادرا . أما أفعل فيأتي لصيرورة الشيء إلى حال لم يكن عليها كقولهم : أجرب الرجل إذا صارت إبله جربى و أمثاله كثير.
3 الواعية : الصاخبة و الصارخة و الصراخ نفسه و المراد هنا العبر و المواعظ الشديدة الأثر. ووقرت أذنه فهي موقورة ووقرت كسمعت صمت . دعاء بالصمم على من لم يفهم الزواجر و العبر.
4 النبأة : أراد منها الصوت الخفي .
5 الصيحة: هنا الـصوت الشديد : أي من أصـمته الصيحة فلم يسمعها كيف يمكن أن يسمع النبأة فيراعـيها و يشير بالصيحة إلى زواجر كتاب الله و مقال رسول الله ، و بالنبأة إلى ما يكون منه رضي الله عنه ، و قد رأينا هذا أقرب مما أشرنا إليه في الطبعة السابقة .
II – وقال الإمام علي (ع) (18): "أما بعد أيها الناس .فأنا فقأت عين الفتنة 1 ولم تكن ليجرؤ عليها أحد غيري بعد أن ماج غيهبها 2 واشتد كلبها3. فاسألوني قبل أن تفقدوني. فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شئ فيما بينكم و بين الساعة، و لا عن فئة تهدي مائة و تضل مائة إلا أنبأتكم بناعقها 4 وقائدها وسائقها. و مناخ ركابها و محط رحالها و من يقتل من أهلها قتلا، و يموت منهم موتا. و لو قد فقدتموني و نزلت بكم كرائه 5 الأمـور و حوازب 6 الخطوب لأطرق كثير من السائلين و فشل كثير من المسؤولين. وذلك إذا قلصت 7 حربكم و شمرت عن ساق، و ضاقت الدنيا عليكم ضيقا تستطيلون معه أيام البلاء عليكم حتى يفتح الله لبقية الأبرار منكم. إن الفتن إذا أقبلت شبهت 8 و إذا أدبرت نبهت 9 . ينكرن مقبلات و يعرفن مدبرات. يحمن حول الرياح يصبن بلدا و يخطئن بلدا. ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية، فإنها فتنة عمياء مظلمة عمت خطتها 10 وخصت بليتها، و أصاب البلاء من أبصر فيها 11 ، و أخطأ البلاء من عمي عنها. وايم الله لتجدن بني أمـية لكم أرباب سوء بعدي كالناب 12 الضـروس 13 تعذم 14 بفيها و تخـبط بيدها ، و تزبن 15 برجلها و تمنع درها 16 . ولا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلا نفعا لهم أو غير ضائر بهم و لا يزال بلاؤهم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا كانتصار العبد من ربه. و الصاحب من مستصحبه 17. ترد عليكم فتنتهم شوهاء 18 مخشية 19، و قطعا جاهلية . ليس فيها منار هدى، و لا علم يرى 20 نحن أهل البيت منها بمنجاة 21 و لسنا فيها بدعاة ثم يفرجها الله عنكم كتفريج الأديم 22 بمن يسومهم خسفا 23 و يسوقهم عنفا و يسقيهم بكأس مصبرة 24 لا يعطيهم إلا السيف و لا يحلسهم إلا الخوف 25. فعند ذلك تود قريش بالدنيا و ما فيها لو يرونني مقاما واحدا و لو قدر جزر جزور 26 لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونني"
1 الفتنة : فقأت عين الفتنة أي شققتها و قلعتها : تمثيل لتغلبه عليها، وذلك كان بعد انقضاء أمر النهروان و تغلبه على الخوارج.
2 غيهبها : الغيهب : الظلمة، و موجها: شمولها و امتدادها.
3 كلبها : الكلب محركة: داء معروف يصـيب الكلاب ، فكل من عضـته أصـيب به فجن و مات ، شبه به اشتداد الفتنة حتى لا تصيب أحدا إلا أهلكته.
4 بناعقها: الداعي إليها: من نعق بغنمه إذا صاح بها لتجتمع.
5 كرائه : جمع كريهة.
6 حوازب : جمع حازب و هو الأمر الشديد ، حزبه الأمر إذا اشتد عليه.
7 قلصت : تمادت و استمرت.
8 شبهت : اشتبه فيها الحق و الباطل.
9 نبهت : لأنها تعرف بعد انقضاءها و تنكشف حقيقتها فتكون عبرة.
10 خطتها : شمل أمرها لأنها رئاسة عامة. و خصت بليتها: آل البيت لأنها اغتصاب لحقهم.
11 أبصر فيها : من عرف الحق فيها نزل به بلاء الانتقام من بني أمية.
12 الناب : الناقة المسنة.
13 الضروس : السيئة الخلق تعض حالبا.
14 تعذم : من عذم الفرس إذا أكل بجفاء أو عض.
15 تزبن : تضرب.
16 درها : لبنها و المراد خيرها.
17 مستصحبه : التابع من متبوعه، أي: انتصار الأذلاء و ما هو بانتصار.
18 شوهاء : قبيحة المنظر.
19 مخشية : مخوفة مرعبة.
20 علم يرى : دليل يهتدى به.
21 بمنجاة : بمكان النجاة من إثمها.
22 الأديم : كتفريج الأديم : كما يسلخ الجلد من اللحم.
23 خسفا : يلزمهم ذلا . وقوله بمن متعلق بيفرجها.
24 مصبرة : مملوءة إلى أصبارها
25 إلا الخوف : و لايحلسهم إلا الخوف : من أحلس البعير إذا ألبسه الجلس و هو كساء يوضع تحت البرذعة، أي لا يكسوهم إلا الخوف.
26 الجزور: الناقة المجزورة، أو هو البعير مطلقا، أو الشاة المذبوحة. أي: و لو مدة ذبح البعير أو الشاة.
III - و قال الإمام (ع) (19): "ألا إن مثل آل محمد صلى الله عليه و آله كمثل نجوم السماء إذا خـوى 1 نجم طلع نجم، فكأنكم قد تكاملت من الله فيكم الصـنائع، و أراكم ماكنتم تأملون"
1 خوى : غاب.
IV - و يقول الإمام (ع) (20): "تالله لقد علمت تبليغ الرسالات، و إتمام العدات 1 . و تمام الكلمات. و عندنا أهل البيت أبواب الحكم و ضياء الأمر"
1 العدات : جمع عدة يعني الوعد.
V - و قـال عليه السـلام (21): "... نحن الشعار 1 و أصحـاب الخزنة و الأبواب. لا تؤتى البيوت إلا من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا".
(منها) "فيهم كرائم القرآن 2، وهمم كنوز الرحمان. إذا نطقوا صدقوا، و إذا صمتوا لم يسبقوا 3. فليصدق رائد أهله و ليحضـر عقله و ليكن من أبناء الآخرة، فإنـه منـها قدم و إليها ينقلب ..."
1 الشعار : ما يلي البدن من الثياب و المراد بطانة النبي (ص).
2 كرائم القرآن : الضمير لآل محمد، و الكرائم : جمع كريمة، و المراد : أنزلت في مدحهم آيات كريمات، و القرآن كريم كله و هذه كرائم من كرائم.
3 لم يستقوا : لم يسبقهم أحد إلى الكلام و هم سكوت أي: يهاب سكوتهم فلم يجرؤ أحد على الكلام فيما سكتوا عنه.
VI - و قال عليه السلام (22): "هم عيش العلم و موت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم، و صمتهم عن حكم منطقهم لا يخالفون الحق و لا يختلفون فيه. هم دعائم الإسلام و ولائج الاعتصام 1 . بهم عاد الحق في نصابه 2 وانزاح الباطل عن مقامه، و انقطع لسانه عن منبته عقلوا الدين عقل وعـاية ورعاية 3، لا عقل سمـاع و رواية. فإن رواة العلم كثير و رعاته قليل".
1 ولائج الاعتصام: جمع وليجة. و هي ما يدخل فيه السائر اعتصاما من مطر أو برد أو توقيا من مفترس.
2 الحق في نصابه : نصـاب الحق : أصله. و الأصل في معنى النصـاب مقبض السكين،
و كأن الحق نصل ينفصل عن مقبضه و يعود إليه. و انزاح : زال. و انقطاع لسان الباطل عن منبته : أي عن أصله، مجاز عن بطلان حجته و انخذاله عند هجوم جيش الحق عليه.
3 عقل الوعاية: حفظ في فهم. و الرعاية : ملاحظة أحكام الدين و تطبيق الأعمال علـيها و هذا هو العلم بالدين حقيقة. أما السماع و الرواية مجردين عن الفهم و الرعاية فمنزلتهما لا تخالف منزلة الجهل إلا في الإسم.
VII - و قال أيضـا (23) : "وكان رسـول الله صلى الله عليه و آله إذا احمـر البأس 1 و أحجم الناس قدم أهل بيته فوقى بهم أصحابه حر السيوف و الأسنة. فقتل عبيدة ابن الحارث يوم بدر 2، و قتل حمزة يوم أحد، و قتل جعفر يوم مؤتة، و أراد من لو شئت ذكرت اسمه مثل الذي أرادوا من الشهادة 3 و لكن آجالهم عجلت و منيتهم أجلت، فيا عجبا للدهر إذ صرت يقرن بي من لم يسع بقدمي 4 .و لم تكن له كسابقتي التي لا يدلي أحد بمثلها إلا أن يدعي مدع ما لا أعرفه، و لا أظن الله يعرفه. و الحمد لله على كل حال".
1 احمرار البأس: اشتداد القتال، و الوصف لما يسيل فيه من الدماء. و حر الأسنة: شدة وقعها.
2 عبيدة ابن عمه و حمزة عمه و جعفر أخو الإمام، و مؤتة بلد في حدود الشام.
3 من لو شئت : يريد نفسه.
4 من لم يسع بقدمي: بقدم مثل قدمي جرت و ثبتت في الدفاع عن الدين. و السابقة: فضله السابق في الجهاد. و أدلى إليه برحمه: توسل، و حل دفعه إليه و كلا المعنيين صحيح.
الخلاصة
1 – أن الإمام علي عليه السلام منحه الله تعالى شجاعة لا نظير لها بعد رسول الله (ص). و من أراد أن يقف عند مواطن شجاعته فعليه أن يطلع على سيرته من صباه إلى استشهاده.
2- أن علمه و حكمته لا يضاهيه فيهما أحد بعد النبي (ص)، بل هو الوارث لهما منه صلى الله عليه وآله و سلم، و قد ورد في ذلك أحاديث كثيرة، فلتطلب من مناقبه عليه السلام.
3 – أن علمه كان يشمل حتى ما ستؤول إلـيه الأمة بعده من فتن و قتل و هرج و مـرج و دعوات ضلال و حيرة و كذا من صلاح و عدل و يظهر ذلك جليا من سرده لمجمل الأحداث التي ستقع بعده ووقوعها فعلا بدءا من فتنة بني أمية، و من أراد الإطلاع على المزيد فعليه أن يطالع "نهج البلاغة" كله و بعض كلامه المنقول عنه في الكثير من الكتب الروائية و التاريخية.
4 – أن العلماء و العامة على السواء سيصابون بالحيرة و الخيبة بعد فقدانه إلا من التجأ إلى أهل البيت عليهم السلام الذين هم بمنجى من الفتن، و هذا ما يفسر ظهور الكثير من الفرق الكلامية و المذاهب الفقهية و غيرها من الاتجاهات و الطوائف و النحل و الملل، أي بعبارة نبوية الفرق الثلاث و السبعون.
5 – أن مقارنة الإمام عليه السلام بغيره ظلم له و سيأتي تأكيد ذلك في خطبته"الشقشقية".
6 – أن أهل البيت عليهم السلام بهم محى الله عز و جل ظلمة الشرك و الضلال و الظلم الذي كان سـائدا قبل بعثة رسول الله (ص)، و بهم ظهر نور الإيمـان و الهدى و العدل، و بهم عز و ساد المسلمون، و هم بمثابة نجوم السماء كلما خفي نجم طلع آخر و هم بطانة النبي (ص) و أقرب أصحابه و خزنة علومه وأبوابها، و من أراد الولوج إلى هذه العلوم و الخزائن من غير أبوابها سمي سارقا . و أن الله جلت قدرته مدحهم في القرآن الكريم في غير ما آية أو مناسبة و أنهم يتمتعون بأخلاق عالية من حلم و شجـاعة و كرم و سخاء و غير ذلك. و أن معرفتهم للدين ليست حفظا للنصوص فقط بل هي حفظا ووعيا و فهما و دراية لروحه و مقاصده إضافة إلى تطبيقه و تمثيله و تجسيده على أكمل وجـه و أجمل صورة و أتمها.
المناقشة
انطلاقا مما استخلصناه وجب علينا معرفة من هم "أهل البيت" الذين وردت في حقهم كل هذه المواصفات و المميزات. ووجب علينا كذلك معرفة علومهم و معارفهم و سيرهم لنقتدي و نتأسى بها.
قال الشيخ عبد السـلام ياسين (24) : "إن تولي رسول الله صلى الله عليه و سلم، و الصلاة عليه الدائمة، وحب آل البيت المطهرين، و تولي صحابته، لمما يقرب المسافات للمريد الطالب. و اختلف العلماء فيمن هم أهل بيته الذين جاءت في محبتهم و موالاتهم أحاديث صحيحة تذكرنا الله و تناشدنا الله فيهم و في القرآن. فمن قائل إنهم الآل الذين تحرم عليهم الصدقة من بني هاشم. و من قائل إنهم ذريته و أزواجه، ومن قائل إنهم أمته عـامة. ومن قائل إنهم أتقياء أمته خـاصة. و حديث الترمذي يخصص عليـا و فـاطمة و السبطين الكريمين الحسن و الحسين. و عند مسلم أن زيد بن أرقم رضي الله عنه عرف أهل البيت بأنهم: "من حرم الصدقة بعده، و هم آل علي و آل عقيل و آل جعفر و آل عباس". و الموفق من يوالي الله و رسوله والأهل الخاصين و العامين، محبة متصلة ممتدة تربطه برباط المودة و الرحمة بمن أحبهم الله و أمر بمحبتهم".
هذه هي مشكلة تراثنا : اختلافات و خلافات في الأصـول و الفـروع، في العقائـد و العبادات، في التفسير و الحديث، في التراجم و الرجال، في السيرة و التاريخ و في و في و في ...
لكن يبقى الحل دائما هو الصدق و الحوار و تحديد الآليات و المناهج العلمية الدقيقة لتقليص الهوة، و الوصول إلى الحسم في الكثير من القضايا و خصوصا الكليات منها.
إن قضيتنا هذه – تحديد من هم أهل البيت – ليست من القضايا الجزئية أو الفرعية التي يمكن إرجاء النظر فيها إلى أجل غير مسمى بل هي من الكليات و الأصول و القواعد التي تبنى عليها الكثير من المعارف و القضايا و البحوث. إذ أن أهل البيت عليهم السلام بمثابة قطب رحى الإسلام، و يمثلون المركزية في الدين بعد رسول الله (ص)، وهم يعسوب المسلمين كما أسلفنا.
جاء في كتاب " الإحسان" (25) "روى الإمامان أحمد و مسلم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أما بعد ألا أيها الناس. فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب. و أنا تـارك فيكم ثقلين: أولهما كتـاب الله، فيه الهدى و النور من استمسك و أخذ به كان على الهدى، و من أخطأه ضل. فخذوا بكتاب الله تعالى، و استمسكوا به . و أهل بيتي!أذكركم الله في أهل بيتي!أذكركم الله في أهل بيتي".إذا كانت نسبة أحد من هذه الأمـة إلى أحـد نسبة تشرف، فهي نسبة المسلميـن جميعـا إلى الله و رسوله. زاد أهل البيت بالنسب الطيني لنزولهم من سلالته الطاهرة صلى الله عليه و سلم التي تأذن الله عز و جل في كتابه العزيز أنه يريد أن يذهب عنهم الرجس و يطهرهم تطهيرا. و أمر الله لا يرد، و إرادته المعلنة لا تتعطل. و أهل البيت أمان للأمة، تشرف الأمة إن عظمتهم و ذكرت الله فيهم كما ذكرت. ادعاء العصمة لأحد دون النبوة تجاوز لكل الحدود، و فتح لترعة لا تسد، يدخل منها على الدين كل باطل. و ما دون العصمة مكانة يحتلها رجال جامعون بين النسب الطيني إلى ذلك الجانب المطهر و بين النسب الديني أولئك هم العارفين،غالبا ما تجد أئمة التربية من آل البيت".
هذه الفقرة من كتاب "الإحسان" تروي لنا حديث رسول الله(ص) وهو على وشك الموت أولا، و يوصينا بثقلين أي نفيسين غاليين عظيمين و يقرن بينهما ثانيا : كتاب الله و أهل البيت ، ثم أن الله عز وجل تأذن أن يذهب عنهم الرجس و يطهرهم تطهيرا، طبقا لقوله تعالى في سورة الأحزاب (26) : "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا" ثالثا، و أنهم أمان للأمة رابعا.
رصيد آخر يضاف إلى ما أسلفنا من مزاياهم و فضائلهم. و إتماما للفائدة وزيادة في إيضاح وصية رسول الله (ص) بالثقلين نورد هته الأحاديث :
1 – قال الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله "يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله و عترتي أهل بيتي" (27)
2 – و قال أيضا : "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي،و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما". (28)
3 – و قال (ص) : " إني أوشك أن أدعى فأجيب و إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل و عترتي، كتـاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، و عترتي أهـل بيتي. و إن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما" (29)
4 – وقال" إني تارك فيكم خليفتين:كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، أو ما بين السماء إلى الأرض ،و عترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " (30)
5- وفي غدير خم عند رجوعه (ص) من حجة الوداع قال : "كأني دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله عز وجل مولاي، وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليه،اللهم وال من والاه ،وعاد من عاداه" والحديث طويل(31).
6-وقال:"إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وأهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض"(32).
إن هته الأحاديث وردت عن أكثر من عشرين صحابيا وبطرق مختلفة وفي مختلف المناسبات، موزعة على الكثير من مصادر الأخبار، محققة بذلك أعلى درجات التواتر.
(تتمة المناقشة في الحلقة القادمة بحول الله تعالى).

(17) : نهج البلاغة ص 32
(18) : نفسه ص 127
(19) : نهج البلاغة ص 135.
(20): نهج البلاغة ص 161.
(21): نفسه ص 194.
(22): نفسه 313.
(23): نهج البلاغة ص 323.
(24): الإحسان، الجزء الأول، الطبعة 1، ص 180- 181.
(25): الإحسان، الجزء الأول، ص 106 -107.
(26): الآية 33.
(27): أخرجه الترمذي و النسائي عن جابر، و نقله عنهما المتقي الهندي في أول باب الاعتصام بالكتاب و السنة من كنز العمال، ص 44، من جزءه الأول .
(28): أخرجه الترمذي عن زيد ابن أرقم و هو الحديث 874 من أحاديث كنز العمال، ص 44، من الجزء الأول.
(29): أخرجه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري من طريقين أحدهما في آخر ص 17، و الثاني في آخر ص 26 من الجزء الثالث من مسنده. و أخرجه أيضا ابن أبي شيبة و أبو يعلى و ابن سعد عن أبي سعيد. و هو الحديث 945 من أحاديث الكنز في ص47 من جزءه الأول.
(30): أخرجه الإمــام أحمد من حديث زيد ابن ثابت بطريقين صحيحين أحدهمـا في أول ص 182، و الثاني في آخر ص 189 من الجزء الخامس من مسنده. و أخرجه الطبراني في الكبير عن زيد ابن ثابت أيضا و هو الحديث 873 من أحاديث الكنز ص 44 من الجزء الأول.
(31): أخرجه الحاكم عن زيد ابن الأرقم مرفوعا في ص 109 من الجزء الثالث من المستدرك تم قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه بطوله. و أخرجه عن طريق آخر عن زيد ابن أرقم في ص 533 من الجزء الثالث من المستدرك ثم قال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه. و أورده الذهبي أيضا في التلخيص معترفا بصحته.
(32): أخرجه الحاكم في ص 148 من الجزء الثالث من المستدرك ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين و لم يخرجاه. و أخرجه الذهبي في تلخيص المستدرك معترفا بصحته على شرط الشيخين.

السلام عليكم و رحمة الله

امر عجيب اذا كانت صيغة الحديث تركت فيكم الثقلين كتاب الله و سنتي وجب اتباع القران الكريم و سنة الرسول الاكرم صلى الله عليه و اله بفهم بايهم اقتديتم اهتديتم

اما ان كانت الصيغة كتاب الله و عترتي وهي الاصح سندا و متنا يكون وجوب اتباع القران و حب اهل البيت فقط

"و اهل البيت كما يقول عبد السلام ياسين" امان للامة "صحيح ثم يقول بنفس نهج تفسير حديث الثقلين" وجب عليها تعظيمهم و ذكر الله تعالى فيهم

امر عجيب

» "العدل والإحسان" والتشيع: أوجه التقارب والتباعد
» العدل والإحسان والتشيع أوجه التقارب والتباعد
» العدل والإحسان والتشيع
» موسسة الرسول الأعظم برعاية المرجع السيد صادق الشيرازي تنشر مقال الحراق الذي رد فيه على أباطيل مفكر العدل والإحسان أحمد الزقاقي
» بين عائشة وفاطمة -الحلقة الثالثة