بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّـهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد الطاهِرِين الطَيبِين إلى قِيَام يَوْمِ الدّين وعجّل فَرَجَهُم الشريف يارب العالمين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للامانة كاتب الموضوع هو موالي جزائري وهو عضو في هذا المنتدى هو الاخ مجتبىموضوع الحوار:
" نَافِلِةً رَمَضَان بَيْنَ بِدْعَةِ عُمَر و سُنَةِ النَّّبِي صل الله عليه وآله "
لطالما ادّعى أتباع مدرسة السنة والجماعة أو الوهابية أنهم حريصين على سنة النبي صل الله عليه وآله و إتباعها وبأنهم يتبعون سنّته ولا يحيدون عنها.
ولكننا نجدهم في بعض الزوايا و الأماكن يخالفون سنة النبي صل الله عليه و آله الصحيحة عندهم لأجل نعرات طائفية و مذهبية و دفاعا عن موروثات ورثوها لا يوقنون مدى صحتها و خير مثال يُوضّح هذا: صلاة التراويح فهي خير مثال يُوضح الانحراف عن نهج النبي صل الله عليه و آله.
ومن الغريب أن هذا الانحراف يُدافع عنه باسم سنة النبي صل الله عليه وآله، فدائما ما نجد الوهابية في المساجد حين يجدون مثلا بعض من يقرؤون حزبين كل يوم في المسجد قبل صلاة المغرب فيقولون لهم هذه بدعة ما فعلها النبي و يشنعون عليهم ولو كانت بيدهم القوة لضربوهم.
و مثال آخر يتجلى في إحياء مولد النبي أو في التكبير و التهليل في الجنائز و كل هذه الأمور بدعة و شعارهم في محاربة هذه الأمور أن النبي صلى الله عليه وآله لم يفعلها.
فكيف تجيزون ذلك في صلاة التراويح؟
لنرى وحسب نفس هذا المنطق هل أن التراويح فعلها وأقرّها أم أنّها بدعة محدثة دأب عليها الناس و تعودوها؟
سَنُنَاقش الموضوع من عدّة أمور من حيث البدعة والسنّة و من حيث النافلة و كيفية أدائها هل تُؤدى جماعة أو فرادى؟ و هل أن النبي أقرّ القيام جماعة في رمضان أو لا ؟
_ أولا: إن العبادة في شهر رمضان والقيام من الأمور التي تدعوا
لها الشريعة و تحض عليها ولا خلاف في ذلك بين مذاهب المسلمين.
فقد: أخرج البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ يقول: رمضان من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه.
أخرج مسلم عن أبي هريرة قال: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه.
ولكن أصل الإشكال في كيفية أدائها
فمثلا التراويح هل صلاها النبي ثمان ركعات يختم بالشفع و الوتر أم في كل يوم حزبين ؟ وهذا صدد بحثنا.
لنرى من خلال نصوص مدرسة السنة
هل كان النبي يدعو لصلاة النافلة في المسجد أو لا ؟
فمن صحيح إبن خزيمة ج2 ص 211
1203 - نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند ح وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن هند عن سالم أبي النضر عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة.
وقال بندار : أفضل صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة
قال الأعظمي : إسناده صحيح
و من صحيح مسلم: باب استحباب صلاة النافلة في البيت
و هذا الحديث
213 - ( 781 ) وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت قال : احتجر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حجيرة بخصفة أو حصير فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي فيها قال فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلون بصلاته قال ثم جاءوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه و سلم عنهم قال فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم مغضبا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم مازال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة.
و من صحيح إبن خزيمة ج4 ص 423
1139 - نا محمد بن بشار ، نا محمد بن جعفر ، نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، ح وثنا سلم بن جنادة ، ثنا وكيع ، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن هند ، عن سالم أبي النضر ، عن بسر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة » . وقال بندار : « أفضل صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة ».
نكتفي بهذا القدر من الأحاديث:
من هذه الأحاديث الواضحة الدلالة نستنتج منها ما يلي :
كلام النبي هنا واضح صريح الدلالة أن الصلاة غير مكتوبة يجب أن تؤدى في البيت لا المسجد فضلا على أن تؤدى جماعة و هذه هي ألفاظ النبي :
خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة
فاللفظ الثاني:
فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة.
و من سنن النسائي :
8. أخرج النسائي عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن جدّه قال: صلّى رسول اللّه صلاة المغرب في مسجد بني الأشهل، فلمّا صلّى قام ناس يتنفّلون فقال النبي : عليكم بهذه الصلاة في البيوت.
أرأيتم أن النبي يتهى عن النافلة في المسجد
و هنا أمر صريح و مباشر من النبي بأنه عليكم بالصلاة في بيوتكم لغير المكتوبة وهنا يطرح أول سؤال و إشكال:
لا شك أن التراويح نافلة (و نحن إلا الآن لن نناقش بدعيتها من
حيث عدد ركعاتها و زمانها و كيفية أدائها بل نناقش
المسألة من حيث هي نافلة)
فحسب كلام النبي إذا كنا نؤمن به و ندّعي إتباع سنته فعلينا تأديتها في البيت.
فلماذا تراويح عمر تؤدى في المسجد؟؟؟؟
و كما قلنا سابقا سنرى هل علماء السنة هم حقا متبعون للسنة أم هذا مجرد شعار يرفعونه كما رفع يوما ما قميص عثمان كمجرد شعار.
يقول إبن حزم في المحلى: ج 3 ص 38
«مسألة» وصلاة التطوّع في الجماعة أفضل منها منفرداً، وكلّ تطوع فهو في البيوت أفضل منه في المساجد إلاّ ما صُلّي منه جماعة في المسجد فهو أفضل.
لاحظوا تناقضه هنا فهو يقول كل تطوع في البيت أفضل منه في المسجد و هذا من النصوص السابقة الذكر ولكنه يأتي بحكم بدون دليل و هو في الحقيقة دفاع عن تراويح عمر.
و ذلك حين يقول: إلاّ ما صُلّي منه جماعة في المسجد فهو أفضل.
من أين أتى بحكم أن من صلى النافلة جماعة في المسجد فهو أفضل؟.
و نحن نجد هذا الكلام مخالفة صريحة وتامة لأوامر النبي فمن أين أتى بهذا الحكم طبعا هو بدون دليل؟.
و من رواية النسائي السابقة :
صلّى صلاة المغرب في مسجد بني عبد الأشهل فلما صلّى، قام ناس يتنفّلون، فقال النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ : «عليكم بهذه الصلاة في البيوت». فلو كان التنفّل مع الجماعة في المسجد أفضل من التنفّل في البيوت، لأرشدهم النبي إلى ما هو الأفضل مع أنّه قال بضرس قاطع: «عليكم بهذه الصلاة في البيوت» أي اتركوا التنفّل في المسجد مطلقاً فرادى وجماعة وعليكم بها في البيوت.
و حكم إبن حزم بأن الجماعة أفضل يعتبر تشريعا في مقابل كلام رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- ومن غير دليل.
و للمزيد من الأدلة و النصوص :
ففي سنن ابن ماجة: ج1ص439
أخرج إبن ماجة عن عبد اللّه بن سعد قال: سألت
رسول اللّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ أيّما أفضل الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ قال: ألا ترى إلى بيتي ما أقربه إلى المسجد؟! فلأن أُصلّي في بيتي أحبّ إليَّ من أن أُصلّي في المسجد إلاّ أن تكون صلاة مكتوبة.
قال المعلّق في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
هنا النبي يؤكد و بنص صريح واضح الدلالة
ويقول له انظر إلى بيتي ما أقربه من المسجد و الصلاة في بيتي لغير المكتوبة أحب إليَّ.
هل تريدون وضوحا من النبي أكثر من هذا
حتى تفهموا أن النافلة في البيت و ليست في المسجد!
فلماذا يا ترى التراويح و هي نافلة تؤدة في المسجد؟؟؟؟؟ هل هذا يرضي النبي أم لا ؟؟؟
و قال النووي في شرح صحيح مسلم :
ج 6 ص 286، وقال مالك وأبو يوسف وبعض الشافعية وغيرهم: الأفضل فرادى في البيت لقوله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ: «أفضل الصلاة، صلاة المرء في بيته إلاّ المكتوبة» متّفق عليه.
نجد مالك و أبو يوسف و بعض الشافعية و غيرهم
يقولون بل تؤدى فرادى في البيت مستندين لكلام النبي
بأنه صلوا في بيوتكم و هم يستندون لدليل
على عكس ابن حزم فيما سبق يذكر بأن الجماعة في المسجد في النافلة أفضل و لا يسوق أي دليل من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
و نجد الشوكاني في كتابة نيل الأوطار:ج3 ص 50
يقول: (قالت العثرة إنّ التجميع فيها بدعة)
وهنا نقف وقفة تعجب تحار فيها العقول
النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في حجة الوداع حين أراد ترك الأمة و الذهاب للقاء ربه قال: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عثرتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا)
والعثرة حسب الشوكاني تقول بأنها بدعة، و لكن من يدّعي التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم الوهابية و عموم
مذهب السنة يتركون العثرة و هم وصية النبي لقول فلان وعلان .
هنا إنتهينا من باب النافلة و سندخل في أصل مشروعية
صلاة التراويح هل هي مستمدة من فعل النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ أم من فعل عمر ابن الخطاب.
ولنبدأ مع صحيح مسلم :
أخرج مسلم عن زيد بن ثابت قال: احتجر رسول اللّه حجيرة بخصفة أو حصير فخرج رسول اللّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ يصلّي فيها، قال: فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلّون بصلاته، قال: ثمّ جاءوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول اللّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ عنهم، قال: فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب، فخرج إليهم رسول اللّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ مغضباً، فقال لهم رسول اللّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ : مازال بكم صنيعكم حتّى ظننت انّه سيكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فانّ خير صلاة المرء في بيته إلاّ الصلاة المكتوبة.
الحُجيرة ـ بضم الحاء ـ تصغير حُجرة، عَطف الحصير على الخصفة يعرب عن شك الراوي في تعيّن واحد منهم، ومعنى الرواية احتجر حجرة أي حوّط موضعاً من المسجد بحصير أو نحوه ليستره ليصلّي فيه ولا يمرّ بين يديه مارّ ولا يتهوش بغيره ويتوفر خشوعه وفراغ قلبه/
2. «فتتبع إليه رجال» أي طلبوا موضعه.
3. «حصبوا الباب» أي رموه بالحصاء و هي الحصاء الصغار تذكيراً له وظنوا انّه نسي.
لنقف مع عبارات و ألفاظ الحديث :
أولا :
احتجر رسول اللّه حجيرة بخصفة أو حصير فخرج رسول اللّه يصلّي فيها، قال: فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلّون بصلاته.
فيما يتفق عليه المسلمون جميعا أن فعل النبي و قوله و تقريره هي السنة المتبعة
-أولا:
لو أراد النبي أن يصلي معه الناس ما كان ليفوته ذلك و كان ليدعوهم لا أن يتخذ حجيرة لوحده.
فلو كان الأصل في القيام غي شهر رمضان هو الجماعة لكان النبي أولى به أن يدعى الناس للجماعة لا أن يصلي وحده و هو رسول الله المطالب بتبليغ الرسالة
ولكن فعل النبي يبين لنا أنه أراد القيام لوحده وهذا يعتبر سنة لأنها سنة فعلها النبي وهي الصلاة فرادى.
- ثانيا:
الصحابة الذين جاءوا و صلوا خلف النبي
فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلّون بصلاته
هنا نجد أن هؤلاء الرجال صلوا خلف النبي دون إذنه و هو لم يطلب منهم ذلك و هذا واضح من نص الحديث .
و ما يؤكد كلامنا الأول و الثاني :
أن النبي أراد الصلاة في النافلة لوحده و أنه لم يدع أحدا للصلاة خلفه هو ردة فعل النبي في اليوم الثاني:
وإليكم النص مرة أخرى :
ثمّ جاءوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول اللّه عنهم، قال: فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب، فخرج إليهم رسول اللّه مغضباً، فقال لهم رسول اللّه/
لما جاء الناس ليلة أخرى لم يخرج لهم رسول الله
فماذا فعلوا رفعوا أصواتهم
وهنا نسال سؤال جانبي
الله سبحانه و تعالى قال :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ.
وهاهنا نجد أن الصحابة يرفعون أصواتهم على النبي و في المسجد
ولم يكتفوا برفع الصوت بل حتى حصبوا الباب فماذا كان رد فعل النبي: أن خرج مغضبا وغضب النبي طبعا عن عدم رضاهم على فعلهم.
و هنا غضب النبي كان على رفع أصواتهم وحصبهم بيته أو على عدم رضاه بالصلاة جماعة و هم لم يفهموا ذلك و أصروا على ذلك.
و هنا يبين النبي البيان الختامي
الذين جاءوا ليصلوا خلفه قال لهم النبي:
(صلوا في بيوتكم)
النبي يعلم أنهم جاءوا يريدون الجماعة خلفه فلم يرض، و لو كان هذا جائزا ما الذي يمنع النبي أن يدعوهم للصلاة خلفه !
و لكننا نجد النبي أمرهم بالصلاة في بيوتهم لأنها نافلة
وهنا ننتقل لنقطة أخرى وهي: النبي صل الله عليه وآله وسلم عاش في حياته ثمان رمضانات.
و لكننا لا نجد عند السنة من روايات سوى عن رمضان واحد وفي ليلة واحدة أو ليلتين
هذا نبي و هو مصدر تشريع فلماذا يا ترى لا نجد أن النبي صل الله عليه وآله وسلم خلال ثمان رمضانات صلى النافلة جماعة في المسجد في باقي رمضاناته الثمانية!!.
لو حقا كانت النافلة جماعة أمرا عاديا و مستحبا في الشريعة لما فات هذا من النبي صل الله عليه وأله وسلم خلال ثمان رمضانات بل وجدنا أن النبي صل الله عليه وأله بقي خلال رمضاناته حتى مات يصلي لوحده نافلة الليل و ليس مع الجماعة.
فقد أخرج البخاري:
باب فضل من قام رمضان
أخرج البخاري عن عروة أنّ عائشة أخبرته أنّ رسول اللّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ خرج ليلة من جوف الليل فصلّى في المسجد وصلّى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدّثوا فاجتمع أكثر منهم، فصلّى وصلّوا معه، فأصبح الناس فتحدّثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول اللّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ فصلّى وصلّوا بصلاته، فلمّا كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتّى خرج لصلاة الصبح، فلمّا قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثمّ قال: «أمّا بعد فانّه لم يخف عليّ مكانكم ولكنّي خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها» فتوفّي رسول اللّه والأمر على ذلك.
لاحظوا آخر كلام الحديث
فتوفي رسول الله و الأمر على ذلك
أي يقوم لوحده و يرفض أن يصلي الناس بصلاته ومعه جماعة
و لو كانت نافلة رمضان تجوز جماعة لما تورع النبي
أم خشي من أحد و فعلها أو قال لابأس بها
ولكنه لم يفعل ذلك و هذا أكبر دليل على عدم جوازها.
و الآن ننتقل لإثبات عدم شرعية و بدعية التراويح
من حيث اعتراف علماء السنة أنفسهم أن عمر أول من أحدث هذا و بما انه أول من أحدث هذا, فهذا دليل على عدم صدورها من النبي ؟
أسئلة تُطرح في نفس السياق:
صلاة النافلة جماعة في رمضان لا تخرج من أحد إطارين إما مشروعة أو لا .
فلدينا إقامتها كذلك أمراً مشروعاً وسنّ سبحانه لنبيّه أن يقيمها جماعة.
أو الأمر الآخر لم تكن مشروعة وكانت الجماعة مختصة بالفرائض .
فلو كانت مشروعة فلماذا أهملها النبي طيلة سنوات رمضان و لم يصل جماعة كما في الرواية مات والأمر كذلك أي أن النبي صل الله عليه وأله يصلي لوحده.
و لكن حين وجدناها غير مشروعة
لم يفعلها النبي ولا أبي بكر و حتى سنين من خلافة عمر و سنبين في نصوص آتية باعتراف علماء السنة أن أول من أحدث التراويح عمر و هناك أمر آخر:
البدعة عند مذهب الجماعة و السنة هي :
فالشاطبي في كتابه الاعتصام:
يرى الشاطبي: (البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يُقصد بالسلوك عليها ما يُقصد بالطريقة الشرعية
و قال ابن حجر في فتح الباري ج 5 ص156
وقال ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري»: (أصلها ما أُحدِثَ على غير مثال سابق، وتطلق في الشرع في مقابل السُنّة فتكون مذمومة...)
من خلال جملة التعريفات هاته:
من المفروض إذا كانت التراويح سنة فعلها النبي
من المفروض أن نجد نصوصها عن النبي صل الله عليه وأله
من حيث كيفية أدائها عدد ركعاتها ووقتها
فلا يمكن أن تكون مصدر تلك العبادة من النبي صل الله عليه وأله و
تفاصيلها من غير النبي صل الله عليه وأله
لذلك دعونا نبدأ :
أول بدعة في التراويح هي اسمها
إذا لم توجد في زمن النبي و لا أبي بكر شيء اسمه التراويح ؟؟؟
و ثانيا :
سنجد تخبطا كبيرا عند السنة من حيث تعيين عدد ركعاتها كما سترون
و لو كانت من عند الرسول صل الله عليه وآله لما وجد الخلاف
يقول إبن قدامة في المغني: ج2 ص 137
قال إبن قدامة في شرحه على مختصر الخرقي: والمختار عند الإمام أحمد عشرون ركعة، وبهذا قال الثوري، و أبو حنيفة، والشافعي. وقال مالك: ستة وثلاثون، وزعم أنّه الأمر القديم، وتعلّق بفعل أهل المدينة
أولا نحن الآن في الجزائر مثلا :
صلاة التراويح في المسجد ثمان ركعات تختم بالشفع و الوتر و لكننا نجد أن أحمد ابن حنبل قال هي عشرون ركعة، و مالك يقول ستة و ثلاثون و نحن اليوم نصلي ثمانية.
بربكم قولوا لي لو كانت هذه الصلاة من النبي هل كان يختلف فيها كل هذا الاختلاف ؟ !
وعلى فرض صحة رأي مالك مثلا فلماذا نحن اليوم نصلي فقط ثمان ركعات و الصلاة ستة و ثلاثون ؟؟
أم أن لكم الحرية في التصرف فأضفتم بدعة للبدعة ! لما التضارب الفاضح في عددِ ركعاتِ التراويح ؟
وقد تتصورون أن أصل الاختلاف في عدد ركعاتها متوقف هنا بل إليكم المزيد:
فمن قَائِل: إنّ عدد ركعاتها 13 ركعة، إلى آخر: أنّها 20 ركعة، إلى ثالث: أنّها 24 ركعة، إلى رابع: أنّها 28 ركعة، إلى خامس: أنّها 36 ركعة، إلى سادس: أنّها 38 ركعة، إلى سابع: أنّها 39 ركعة، إلى ثامن: أنّها 41 ركعة، إلى تاسع: أنّها 47 ركعة، وهلمّ جرّاً.
فتح الباري:4/204، إرشاد الساري:3/426، عمدة القاري:11/126.
العبادات بينة واضحة الظهر أربع ركعات لا خلاف فيها
ولكن لماذا نجد كل هذا الاختلاف في عدد ركعات التراويح!!!!
من المفروض إذا كانت سنة النبي أن نجد نصها من النبي
لا قال فلان وعلان أم أن مصدر التشريع عندكم هو غير رسول الله ؟؟؟ عجيب.
و الآن صلاة التراويح في كلام عمر:
أخرج البخاري عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ قال: من قام شهر رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه، قال: ابن شهاب: فتوفّي رسول اللّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ والأمر على ذلك، ثمّ كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدراً من خلافة عمر. وأخرجه أيضاً مسلم في صحيحه.
1- صحيح البخاري: 3/44، باب فضل من قام رمضان من كتاب الصوم
2- صحيح مسلم: 2 /176، باب الترغيب في قيام رمضان.
لنتأمل الكلمة الخطيرة هنا و هي توفي و الأمر على ذلك
فقد فسّره الشرّاح بقولهم: أي على ترك الجماعة في التراويح، ولم يكن رسول اللّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ جمع الناس على القيام
و هذا من فتح الباري: 4/203.
لاحظوا هنا أن النبي مات على ترك الجماعة في التراويح و هل
تتبعون النبي أم عمر؟ لو كان في الجماعة في التراويح خير لدلنا عليه النبي صل الله عليه وأله و لشرعه لنا و لكن مات رسول الله صل الله عليه وأله على ذلك.
وقال بدر الدين العيني: والناس على ذلك (أي على ترك الجماعة)
- عمدة القاري في شرح صحيح البخاري: 6/125
سبحان الله العلامة العيني يقول بأن النبي صل الله عليه وأله طيلة حياته في رمضان كان يترك الجماعة و مات على ذلك أي على تركها .
و بعد ذلك نجد وفود السنة و الجماعة و الوهابية يتهاطلون على المساجد لكي يخالفوا النبي من حيث علموا أو لم يعلموا و يصلون جماعة على عكس فعل النبي صل الله عليه وأله.
وهنا نأتي لكلام خطير من النووي شارح صحيح مسلم :وقال النووي: في شرح قوله«فتوفّي رسول اللّه والأمر على ذلك» معناه: استمر الأمر هذه المدة على أنّ كلّ واحد يقوم رمضان في بيته منفرداً حتّى انقضى صدر من خلافة عمر ثمّ جمعهم عمر على أُبي بن كعب فصلّى بهم جماعة، واستمر العمل على فعلها جماعة.
3- شرح صحيح مسلم للنووي:6/287.
لاحظوا النووي يقر بأن استمرار المدة كانت على أن كل واحد يقوم رمضان في بيته و ذلك مدة حياة النبي و خلافة أبي بكر و صدر من خلافة عمر
حتى حدث التغيير و المفأجاة و تبديل سنة النبي
و هي أن عمر جمعهم على قارئ واحد
و يا ترى يا سنة و يا وهابية من تتبعون
النبي صل الله عليه وأله الذي كانت سنة القيام فرادى في البيت أم سنة عمر ؟؟ و اختاروا أنتم من هو نبيكم الذي يشرع لكم هل هو محمد أم عمر ؟؟؟؟؟؟.
و إلى مزيد من الأدلة على أن مسألة جمع الناس في صلاة النافلة في رمضان هي من بدعة عمر و لم يفعلها النبي صل الله عليه وله.
أخرج أيضاً عن عبد الرحمن بن عبد القاري انّه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلّي الرجل لنفسه ويصلّي الرجل فيصلّي بصلاته الرهط ، فقال عمر: إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثمّ عزم فجمعهم على أُبيّ بن كعب، ثمّ خرجت معه ليلة أُخرى والناس يصلّون بصلاة قارئهم ، قال عمر: نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون، يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوّله
صحيح البخاري:3/44، باب فضل من قام رمضان من كتاب الصوم
- لنتأمل هذا الحديث جيدا:
نحن الآن في صدر خلافة عمر
فلما خرج عمر ليلة في رمضان و جد الناس اوزاعا متفرقين يصلي كل واحد لنفسه.
و هذا إن دل يدل على أنهم كانوا على سنة النبي صل الله عليه وأله لا يصلون جماعة.
و زيادة على ذلك أليس هؤلاء صحابة
فلو كانوا يرون أن النبي سمح لهم بالجماعة في النافلة لكانوا صلوا و لكن لا نجد هذا منهم.
و هنا نأتي للفظة تبين بدعية التراويح و حدوثها و هي من لسان عمر"
فقال عمر: إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل
كلمة عمر إني أرى تدل على أنه يرى رأيا جديدا على خلاف ما هو متعارف و يزيد عليه بأنه أمثل أي أفضل .
فلو كانت الجماعة في النافلة في رمضان مسألة معروفة لما قال عمر إني أرى
فالرأي هنا رأي جديد
و هناك تأكيد آخر من عمر أنها بدعة وهي قوله :
لما خرج في ليلة أخرى :
قال عمر: نعم البدعة هذه
فلو كان عمر أحيا سنة النبي صل الله عليه وأله أو فعل سنة النبي صل الله عليه وأله لما قال عليها أنها بدعة !
فمن المفروض أن يقول قد أحيينا سنة النبي صل الله عليه وأله
أو يقول هكذا صنع الرسول لكنه قال و أقر أنها بدعة .
أي قام بفعل جديد لم يكن متعارف عليه .
و سنرى هل نحن فقط فهمنا من الحديث هذا أم حتى علماء السنة فهموا هذا:
قال القسطلاني: سمّاها (عمر) بدعة، لأنّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ لم يسنّ لهم الاجتماع لها، ولا كانت في زمن الصديق، ولا أوّل الليل ولا كلّ ليلة ولا هذا العدد.
الله أكبر هذا اعتراف صريح وواضح الدلالة من عالم سني
و يقر كلمة عمر بأنها بدعة و لم تكن في الدين
وأن الرسول لم يسنّ لهم الاجتماع فيها.
سبحان الله إذن الرسول باعتراف القسطلاني لم يسنّ الإجتماع لصلاة النافلة في رمضان و أنها من فعل عمر لا غير.
و لكن دعونا نرى كيف يكفر السنّة و علمائهم بالنبي
في مقابل الدفاع عن عمر ( أصنام فكرية)
نفسه العلامة القسطلاني يقول في تبرير فعل عمر :
قال: وقيام رمضان ليس بدعة، لأنّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ قال: «اقتدوا باللّذين من بعدي أبي بكر وعمر»، وإذا اجتمع الصحابة مع عمر على ذلك زال عنه اسم البدعة.
لاحظوا هذا الكلام الخطير جدا جدا جدا جدا جدا:
و هو حين نقف بين النبي صل الله عليه وأله و عمر ماذا سنختار
النبي لم يسنّ القيام في نافلة رمضان جماعة و عمر سنّ ذلك
فماذا فعل القسطلاني ترك كلام النبي و هو الرسول و قال بأن فعل عمر صحيح و نفى البدعة عن فعل عمر
و عند السنة أصبح لدينا مشرع جديد و هو عمر ابن الخطاب
يعطينا تشريعا جديدا في مقابل كلام النبي ؟؟؟
فمن ستتبع يا سني أو يا وهابي
النبي أم عمر ؟؟؟؟
و دائما مع علماء السنة فقد قال العيني في عمدة القارئ
ج6 ص 132
وقال العيني: وإنّما دعاها بدعة، لأنّ رسول اللّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ لم يسنّها لهم، ولا كانت في زمن أبي بكر ـ رضي اللّه عنه ـ ولا رغب رسول اللّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ فيها
العيني يخبرنا أنها بدعة لأن الرسول صل الله عليه وأله لم يسنّها لهم ولم تكن في زمن أبي بكر .
هل بقي بعد رأي النبي صل الله عليه وأله رأي نناقشه و نقول قد ورد كلام فلان أوعلان في مقابل كلام الرسول ؟؟؟.
و لنضع اعتراف علماء السنة بأن عمر أول من سنّ التراويحو هذا إقرار ضمني بأنها لم ترد من النبي.
فلو كانت من النبي لما قالوا بأن عمر أول من فعلها:
قال ابن سعد في ترجمة عمر: هو أوّل من سنّ قيام شهر رمضان بالتراويح، وجمع الناس على ذلك، وكتب به إلى البلدان، وذلك في شهر رمضان سنة أربع عشرة
الطبقات الكبرى ج3 ص 281
ماذا فعل عمر يا ابن سعد ؟
(هو أول من سن قيام شهر رمضان بالتراويح) شكرا يا إبن سعد.
و قال ابن عبد البر في الاستيعاب :وقال ابن عبد البر في ترجمة عمر: وهو الذي نوّر شهر الصوم بصلاة الاشفاع فيه
لو كان النبي صل الله عليه وأله أذن و سنّ التراويح و فعلها
لما قال إبن عبد البر بأن عمر أو من نوّر شهر الصوم بصلاة الإشفاع.
كان من المفروض أن يقول أن النبي أو من نوّر شهر الصوم
و فوق هذا متى كانت البدعة تنوّر شهر الله!!.
و الآن مع العلامة ابن الأثير في النهاية :ج1 ص 79
قال ابن الأثير في نهايته، قال: ومن هذا النوع قول عمر : نِعمَ البدعة هذه (التراويح) لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح سماها بدعة ومدحها، إلاّ أنّ النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ لم يسنّها لهم وإنّما صلاّها ليالي ثم تركها، ولم يحافظ عليها، ولا
جمعَ الناس لها، ولا كانت في زمن أبي بكر وإنّما عمر جمع الناس عليها وندبهم إليها، فبهذا سمّاها بدعة وهي في الحقيقة سنّة، لقوله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ : «عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدي»، وقوله: «اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر»
هنا نجد إبن الاثير يقر أن النبي صل الله عليه وأله لم يسنّها و هذه واحده و لكن من أجل تبرير فعل عمر انظروا ما يقول:
ان التراويح من فعل الخير و داخلة في حيز المدحو لذلك سماها بدعة حسنة
نقول له طيب عشرة على عشرة نحن نوافقك فلماذا إذن الوهابية يحرمون الاحتفال بمولد النبي ؟!.
و قراءة القرآن قبل المغرب كل يوم حزبين ؟!.
و حمل الميت بالتهليل و التكبير ؟!.
و أربعينية الميت ؟!.
و حشرات الصوفية و رقصاتهم فكل هذه أمور ممدوحة و تدخل
في الخير العام فلماذا يا ترى كل ما ذكرناه هو بدعة و فعل عمر ليس بدعة؟!
فمن المفروض أن نطبق القاعدة على كل شيء لا أن نطبقها بالمحسوبية ؟؟؟؟.
و هنا مرة أخرى يقع إبن الاثير في نفس مشكل القسطلاني
و يدافع عن بدعة عمر في قوله: وهي في الحقيقة سنّة، لقوله اقتدوا بالذين من بعدي
نقوله له صحيح نحن معك و لكننا وجدنا تناقض
النبي صل الله عليه وأله لم يسنّ لنا القيام في شهر رمضان جماعة و عمر سنّها لنا
و ابو بكر لم يسنها لنا فهل نترك رأي النبي و نتبع رأي عمر
هل عمر أرجح رأيا من النبي هل لا نقيم لرأي النبي وزنا؟؟؟
هنا من يفصل في الأمر عليه ان يفصل حسب معتقده هل النبي هو محمد أم عمر ؟؟ و كل سيتبع نبيه ؟؟؟
و فوق هذا ألا ترون تشريع عمر يخالف القران الكريم لأن الله سبحانه و تعالى قال:
(اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينا).
هل نقص من الدين شيء حتى غاب عن النبي و أضافه عمر ؟!
وبالنسبة لقول عمر أنّها بدعة و لكن نعمة البدعة هي لنرى
الألباني ما سيجيبنا:
ففي كتاب السلسة الضعيفة الجزء 2 ص 110
في حديث : 533 - " ما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، و ما رآه المسلمون سيئا فهو عند الله سيء ".
إن من عجائب الدنيا أن يحتج بعض الناس بهذا الحديث على أن في الدين بدعة حسنة ، وأن الدليل على حسنها اعتياد المسلمين لها ! و لقد صار من الأمر المعهود أن يبادر هؤلاء إلى الاستدلال بهذا الحديث عندما تثار هذه المسألة و خفي عليهم أن هذا الحديث موقوف فلا يجوز أن يحتج به في معارضة النصوص القاطعة في أن "كل بدعة ضلالة " كما صح عنه صلى الله عليه وسلم .
لاحظوا معي أن الألباني يقول من عجائب الدنيا أن يقول أحدا أن هناك بدعة حسنة بل يقطع بان كل بدعة ضلالة.
ماذا نفعل الآن مع عمر؟؟؟!
عمر يقول نعمة البدعة هي و الألباني يقول لا توجد بدعة حسنة بل كل بدعة ضلالة !
فمن نتبع و نصدق ؟؟؟ الألباني أو عمر !!!!!. أم نتبع من لا ينطق عن الهوى من كلامه وحي من السماء اللهم صل على محمد وآل محمد.
فإننا أتباع سنة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" وليس سنة أحد ، فكل سنة دون سنة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله من البدع (بدعة عمر) ووفقنا لسنة رسوله "صلى الله عليه وآله وسلّم". رغم اعتراف 17 عالم سنّي بأنَّ عمر هو أول مَنْ سن صلاة التراويح يكابرون ولا يعترفون
1- الطبري :
قال الطبري في تاريخه عن ابن سعد عن محمد بن عمر :
(( .. وهو ـ يعني عمر ـ اول من جمع الناس على امام يصلي بهم التراويح في شهر رمضان ، وكتب بذلك الى البلدان ، وامرهم به )) [1]
2ـ ابن عبد البر :
قال ابن عبد البر في الاستيعاب :
(( وهو الذي نور شهر الصوُم بصلاة الاشفاع فيه! )) [2]
3ـ ابن الاثير :
قال ابن الاثير في النهاية :
(( .. لان النبي (ص) لم يسنها لهم ، وانما صلاها ليالي ثم تركها ، وم يحافظ عليها ، ولا جمع الناس لها ، ولا كانتفي زمن ابي بكر ، وانما عمر جمع الناس عليها وندبهم إليها ، فبهذا سماها بدعة .. )) [3]
4ـ ابن كثير :
قال ابن جرير والواقدي : (( في سنة اربع عشرة ، جمع عمر بن الخطاب الناس على أبي بن كعب في التراويح ، وذلك في شهر رمضان منها ، وتب الى سائر الامصار يأمرهم بالاجتماع في قيام شهر رمضان )) [4]
وقال : (( وهو اول من جمع الناس في التراويح )) [5]
5ـ وعن ابي الوليد محمد بن شحنة في تاريخه روضة المناظر :
(( وهو ـ يعني عمر ـ اول من نهى عن بيع امهات الاولاد ، ومع الناس على اربع تكبيرات في صلاة الجنائز ، واول من جمع الناس على اام يصلي بهم التراويح .. )) [6]
6ـ السيوطي : في كتابه تاريخ الخلفاء :
(( في سنة اربع عشرة ..فيها جمع عمر بالناس على صلاة التراوريح ، قاله العسكري في الاوائل )) [7]
ًوقال ايضا : (( اول من سمي بامير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وهو اول من اتخذ الدرة ، واول من ارخ الهجر ، واول من امر بصلاة الترواريح )) [8]
وقال ايضا : (( هو اول من سمي امير المؤمنين ـ واول من سن قيام شهر رمضان ـ بالتروايح ـ ، واول من حرم المتعة ، واول من جمع الناس في صلاة الجنائز على اربع تكبيرات ... )) [9]
7ـ الكحلاني في سبل السلام :
(( واما التراويح ـ على ما اعتيد الان ـ فلم تقل في عصره (ص) ، انما كان ابتدعها عمر في خلافته ، وامر أُبيا ان يجمع بالناس )) [10]
(( فاما الجماعة فان عمر اول من جمعهم على امام معين ، وقال : انها بدعة )) [11]
8ـ القلقشندي في مآثر الانافة في معالم الخلافة :
ـ في اوليات عمر ـ (( هو اول من سن قيام شهر رمضان ، وجمع الناس في امام واحد في التراويح ، وذلك في سنة اربع عشرة )) [12]
9ـ ابن منظور في لسان العرب :
(( وفي حديث التراويح قال عمر :لو جمعت هؤلاء على قاريء واحد لكان امثل ، اي اولى واصوب )) [13]
10ـ وجاء في كتاب صفوة الصفوة حوله :
(( واول من جمع الناس على صلاة التروايح )) [14]
11ـ الزرقاني في شرح الزرقاني :
ـ بعد قوله نعمت البدعة ـ (( وهذا تصريح منه بانه اول من جمع الناس في قيام رمضان على امام واحد ، لان البدعة ما بتدأ بفعلها المبتدع ولم يتقدمه غيره ، فابتدعه عمر ، وتابعه الصحابة والناس الى هلم جرا ... )) [15]
12ـ عبد الكريم الرافعي في فتح العزيز :
( ... لان عمر جمع الناس على أبي بن كعب في صلاة التراوريح )) [16]
13ـ ابن رشد في بداية المجتهد :
(( ... وان التراويح التي جمع عليها عمر بن الخطاب الناس ، ورغب فيها )) [17]
14ـ عبد الرحمن احمد البكري : قال الدميري في من حياة الخليفة عمر :
(( وهو ـ اي عمر ـ اول من جمع الناس على امام واحد في التراويح )) [18]
15ـ وعن الوليد بن الشحنة عند ذكر وفاة عمر في حوادث 23هـ :
(( وهو ... او من جمع الناس على امام يصلي بهم التراويح )) [19]
16ـ وجاء في التحفة اللطيفة :
(( في سنة اربع عشرة ، امر عمر بالقيام في شهر رمضان في المساجد بالمدينة ، وجمعهم على أبي بنب كعب ، وكتب إلى الأمصار بذلك ، وكذا جمع عمر الناس في قيام رمضان على سليمان بن ابي حثمة ... وأقام عمر أيضلا أبا حليمة معاذ بن الحرث الانصاري القاري يصلي بالناس التراويح في رمضان )) [20]
17ـ وفي الكنى والالقاب للدولابي :
( ذكر أبو هلال العسكري وابن شحنة والسيوطي وغيرهم في أوليات عمر : أنه أول من سن قيام شهر رمضان بالتراويح )) [21].
خالف عمر النبي(ص) وابتدع التراويح وقال: نعم البدعة ! فقد أراد المسلمون أن يأتموا بالنبي(ص) في قيام شهر رمضان فنهاهم(ص)، لأنه لا جماعة في النوافل، لكن عمر ابتدع ذلك وأمرهم بها !
- صلاة التراويح لم تكن أيام رسول الله صلى الله عليه وآله ولا في ولاية أبي بكر وإنما سنّها عمر ابن الخطاب سنة 14 للهجرة.
- هل فات النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" تشريع صلاة التراويح إذا كانت مندوبة عند الله فهل غفل عن ذلك النبي "صلى الله عليه وآله وسلم وسبقه إلى ذلك عمر ؟!
(خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ).