كمال الغزالي .كاتب –المغرب
الأقدار تتشابه للمرة الثانية يخرج الرئيس مبارك ليلقي خطابا مفاده "أنا في السلطة ولا احد قادر على إزاحتي " وهو نفس المشهد الذي عرفته تونس اد خرج الرئيس مرة ثالثة ثم بعد دالك سقط واستقل طائرة فهرب. على العموم انها أقدار الثورة ولا احد يستطيع مقاومة أقدار الثورة.
-قراءة في خطاب الرئيس مبارك. I-
1-وصف قياديي الثورة الشعبية بالمندسين
2المرحلة المقبلة هي ضبط الأمن
3عدم ترشيحه لمدة رئاسية مقبلة.
4استمرار مزاولة مهامه كرئيس للدولة.
5-تعديل فقرة 76-و77 من الدستور.
وصف الرئيس مبارك قياديي الثورة الشعبية بالمندسين في أوساط الشباب وان هده العناصر ترتبط بأجندة خاصة بها. وهو ينفي بدالك حركة الشعب في قيادة هده الثورة حتى يعطي الصورة الحالية بنوع من الاستعداء بان المعارضة هوا لطرف المندس وان حركة الشباب خاصة وعموم المواطنين لا دخل لهم في هده الاحتجاجات في محاولة للضغط الرأي العام المصري وان هدا الشباب مغر بهم gكن الثورة الشعبية ثم الاعتراف بتا دوليا على أنها من الشعب والى الشعب وان كل الفعاليات المدنية والاجتماعية والحقوقية والمهنية والطلابية هي في قلب الحدث يعني أن الشعب المصري قرر استبدال رئيسه فليكن .
من هنا تشكلت الشرعية والمشروعية لهده الثورة في مصر لان الشعب هو صاحب السلطات ومصدرها وهو المخول في اختيار حكامه فالرئيس هو خادم للشعب وليس العكس. لكن المنطق الأخير هوا لدي سا$ المشهد السياسي العربي أما الآن فلا لقد قالت تونس ومصر كمتهما .
2- لقد صرح الرئيس مبارك انه لن يرشح نفسه في المرحلة المقبلة وكأنه يريد أن يقدم الوجه الديمقراطي لقد نسي الرئيس مبارك المدة الرئاسية التي قضاها طيلة 30 سنة بالحديد والنار وهو يقول لم انوي الترشح إلى مرحلة مقبلة صحيح الانتواء لم يكن واردا لكن كان يهيئ كل الظروف الإدارية والحزبية والسياسية لترشيح ابنة جمال مبارك لرئاسة الجمهورية ...
3- النقطة المهمة والمحورية وهي تاكيد بما لا يدع الريبة في انه ماض في الحكم إلى غاية انتهاء ولايته . وهكذا وضع مبارك حدا لكل التكهنات والتخمينات لمغادرة السلطة وهده التخمينات كانت بحوزة أصحاب القرار السياسي في أكثر من عاصمة غربية وبلد عربي وحتى أمريكا كما أن هدا القرار هو رد على الثورة الشعبية وعلى كل المطالب السياسية التي تنادي بها الثورة فلم يعد هناك مجالا للشك إن الرئيس عازم على مواجهة هده الانتفاضة وعلى مواجهة القرار الدولي
فهو يضع الحالة السياسية في خانة التصعيد والدي ربما يؤدي الى مزيد من الدماء وهكذا أضحى الحوار الذي أعانه نائب الرئيس عمر سليمان في خبر كان.
وهو بهذا التعنت قد فتح النار على الثورة. حتى أن بعض من أطراف المعارضة التي كانت مستعدة للحوار مع عمر سليمان فلم يعد لهم هناك مبرر للدخول في حوار مع السلطة القائمة الفاقدة للشرعية والمشروعية.
4- وبخصوص التعديل الدستوري. الفقرة 76-77 من الدستور هو تحصيل حاصل لان الإصلاح الدستوري لا يمكن أن يختزل في فقرتين لان المطلوب شعبيا هو إسقاط مبارك. وان هدا التعديل لا يغير في الواقع من شيء وهو من خلال هده الدعوة يريد أن يقول انه بدا في الإجراءات الإصلاحية لكن الثورة ليس مطلبها تغيير فقرة أو ثلاث بل تنحيت مبارك المسئول الأول عن التخلف السياسي وما يعنيه حل المؤسسات الدستورية وحل مجلس المستشارين وحل مجلس الشعب أد المطلب يفوق مستجدات الخطاب للرئيس . ومن ثم بناء الدولة الديمقراطية المعاصرة.
5- ضبط الأمن والدي اعتبره من ضرورة المرحلة هو رسالة لفك التجمعات الشعبية باسم القانون وهدا القرار هو خطير بحد ذاته يندر بكارثة إنسانية في حق الشعب المصري رغم دالك فلن يستطيع مبارك الإقدام على هده الخطوات لأنه في هده الحالة يقدم نفسه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
لكن قد يكون من قرارمبارك الإيحاء انه باستطاعته ضبط الحالة الأمنية ولكنها تبقى محاولة فاشلة لان الشعب سبق له أن تحدى توقيت حضر التجول. وثانيا هناك استعدادات للشعب المصري في تقديم مزيد من الشهداء من اجل إنجاحا الثورة ووفاء لشهداء يوم الجمعة28-01-2011. وحتى لم اقبل مبارك على إعطاء الأمر في تحليق الطائرات من نوع- ف 16 على المواطنين العزل وهي مغامرة ستحسب على مبارك في سجل الجريمة الإنسانية فنحن.ندرك حجم الأركان وتعدديتها في الجيش فهناك الأركان البرية والبحرية و الجوية فضلا عن قوات المظليين وهناك فيالق المشاة وفيالق المدرعات وما إلى دالك اد يصعب التكهن من الذي يخضع بشكل مطلق للرئيس. فهناك قادة عسكريون شرفاء وخصوصا في مصر إلى حد التباين في الموقف السياسي. اد فالخطاب الذي جاء به مبارك لم يأتي بحل سياسي ولا بمشروع للحد من الأزمة الراهنة سوى التلويح بالحل الأمني . لكن الخطير في هدا الحل هو لجوء السلطة إلى توظيف بعض المتظاهرين تشكلوا ممن كان يؤيد الحزب الحاكم وبعض المندسين في رجال المخابرات والشرطة لقطع الطريق أمام الانتفاضة مما يوحي أن الفتنة قامت بين أفراد الشعب. فعوض استعمال الشرطة لجا النظام إلى هدا الحل الماكر .
إنها أخر الحلول التي بوسع مبارك من خلالها الانتقام من الشعب. وهو ارباك الشارع السياسي لكن بعد هدا الحدث في زج مجموعة من المواطنين في مواجهة الثورة سيكون للجيش كلمته في اعتقال مبارك.
هل ستنجح الثورة؟ II-
صحيح أن هناك اختبار للقوة من جانب السلطة في مصر ان هناك عزم من الشعب على الاستمرار في الاعتصام . دالك أن الشعب قرر اللاعودة الى البيوت وانه لا شك سينتقل إلى التصعيد بعد محاولة الاختراق الjd يشهدها الشارع المصري في تدفق بعض المواطنين وبتا طير من رجال المخابرات . وهنا يكمن الدو الفعال للقوى السياسية في إعطاء مزيد من الزخم .من خلال رفع سقف المواجهة والانتقال إلى الحسم التاريخي بالسيطرة على المواقع الحساسة ولو أدى هدا الأمر إلى سقوط شهداء. لأنه لا يعقل أن يترك الوقت للسلطة في مصر لإعادة ترميم صفوفها واللجؤء إلى أشكال أخرى كالاغتيالات وما شاكل. ففي هدا الأطر قد يسوق إلى الشارع السياسي انه هناك فلثان امني وان هناك طرف قوي مؤيد لمبارك بالرغم أن البعض التقارير تؤكد اعتقال عنصر من الاستخبارات والأمن في إنزال هكذا تظاهرات . والمشاركة فيها . إنها تكتيكات النظام السياسي قبل انهياره . لعدم قدرته جر المؤسسة العسكرية لقمع المتظاهرين وحتى السياق الدولي لا ينسجم مع هكدا مغامرة بالنظر إلى الضغوطات المتكررة على النظام ولصعوبة الجيش القيام بمجزرة في حق المواطنين العزل. انتهى
في 2-02-1-.2011