المشرف العام المدير
تاريخ التسجيل : 16/08/2009 عدد المساهمات : 1175 العمر : 55 الموقع : http://al-ofeq.blogspot.com/
| موضوع: تأملات العبد المنتظر / يوسف العاملي السبت 17 أبريل 2010, 20:02 | |
| يوسف العاملي مدونة العرفان والإنتظار ١٦ أبريل ٢٠١٠
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآل أحمد اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا،وقـائدا ونـــاصــرا، ودليـــــلا وعـــينا ،حــتى تسكــنه أرضــك طوعا وتمــــتعه فيـــها طــويــــلا . (( اللهم اسلك بنا على يديه منهاج الهدى والمحجة العظمى والطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي ويلحق بها التالي)).
توسم أهل الله
أهل الدنيا كأهل الإسطبل تركوا فيه فأكلوا بلسمه وحشيشه وحرامه وتطاحنوا حول ملذاته . أهل الدنيا حمقى كلهم تصارعوا على جيفتها ودفنوا في نارها. أهل الدنيا خنازير الشهوة بطونهم منتفخة وأبدانهم متعبة. أهل الدنيا قصورهم كلها زينة وبطونهم كلها شبهة. وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور. أهل الدنيا يفتخرون بالعدم وهم فيه معدمون وينسون الباقي الذي به كانت لهم لذة وهم لا يشكرون. أهل الدنيا معذبون بالوهم وهو معذبهم ومالكهم . أهل الدنيا أصحاب الأموال المشبوهة والجرائم المفضوحة والفرحة الموهومة. أهل الدنيا لا يشبعون ولا يشكرون ولا ينعمون. أهل الدنيا تركوا في متاع قليل مع شيطان مارد وعيش ضنك قصير. أهل الدنيا لهم أبصار لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها ولهم قلوب لا يوعون بها.
سر أيها الأخ الروحاني إلى مشرق الأنوار وعانق النور الحسيني وأترك الدنيا وأهلها فأبديتك لها محافل لا ترى للدنيويين ولها مطالع لا يطلع عليها الغافلين، ولها كرامات لا تصل إليها مدارك الفاهمين.
أن حياة الطالب لله كلها محافل وأنس إلهي فلا ترجع لدنيا الوهم ودنيا الضياع وأبعث نفسك في الخير الإلهي لترى قدرة الخالق المبدع فيك.
أطلب الله مبدعك ولا تطلب الدنيا التي خلقت لك. لا تعكس الطلب فالدنيا خادمة للمؤمن والكافر خادمها. في الدنيا تربح الدرجات العلى وفيها تخسر نفسك إذا ما ابتليت بها.
أطلب بروحك وكل كلك الله فروحك له من قبل وكل كلك له من بعد، ولا قبل ولا بعد فالواحد يطهرك من قيد الزمان والمكان.
المكان يبهرك باتساعه والزمان يضيق عليك بسرعته والكل مخلوق له وهو المبدع المخترع. كن كما كنت في الأول في فطرتك وأحب أهل النور والمعرفة والعشق الإلهي أهل البيت عليهم السلام لترى الأنوار ساطعة في فؤادك وكل كلك. أهل البيت عليهم السلام حوربوا في قلوب الناس وشوه مذهبهم وقتل محبيهم لكي يربح تجار الدنيا الدنيا ويربح تجار الآخرة الآخرة فكن مع من يبقون ولا تكن مع من يفنون.
كن محبا لله وللرسول ولعلي ولفاطمة وللحسن والحسين تكن إنسانا فطنا عارفا شهودك ونفسك ومآلك . كن بهم فطنا يكونون لك في كل أنفاسك وأفكارك. المنتظر للمهدي مجنون في العشق يرونه أهل الدنيا ضائعا ويرى أهل الدنيا في عشق العدم معذبين. المنتظر يرى بالله انتظاره ويرى بالانتظار إمامه. يرى بالله انتظاره لأن المنتظر للعاشق هو الله. ويرى بالانتظار إمامه ، لأن بالله كان الإمام . المنتظرلأمر أهل البيت عليهم السلام العظيم ، كالمتشحط بدمه في دنيا البلاء والوهم. المنتظر للرجل الإلهي كالمنتظر لله بالله فيكون انتظاره شكرا وصبره فيه عبادة. المهدي رجل يخرج في فتن و في هرج ومرج فكن فطنا فظهوره تراه في العلامات والعلامات تراها في إدراك أرض الواقع. أركب عشقا سفينة النجاة فالوقت ضيق والعقل معتقل في عولمة الفساد لتربح زمنا من الغفلة ، فالعشق يحلق وراء العقل ووراء الدنيا ووراء الآخرة. كن بالمهدي منتظرا وكن به عابدا وكن به متوسما، تأتي الدنيا ولا تركبها وتأتي الآخرة ولا تعشقها. لأن الدنيا وما فيها خراب والآخرة وما فيها صنع الله ومطلوبك بالمهدي هو الله ٠
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|