المشرف العام المدير
تاريخ التسجيل : 16/08/2009 عدد المساهمات : 1175 العمر : 54 الموقع : http://al-ofeq.blogspot.com/
| موضوع: أهل البيت «ع» أساس الأمن الروحي في المغرب الإثنين 26 أبريل 2010, 19:34 | |
| لن نكون قد أذعنا سرّا إن قلنا بأن سرّ توحّد المجتمع المغربي التقليدي وليس المعاصر هو مركزية أهل البيت في الفكر والعاطفة والسلوك، وجعلهم في مقامات عليا شامخة، وأن اليوم الذي تسرّب فيه الخلاف والاختلاف هو اليوم الذي دخلت فيه أفكار تدعو لنمط جديد من التدين قائم على جعل التنزيه للمولى عن التجسيم والتحيز والحركة والانتقال تعطيلا،
وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله مجرد رجل بلغ الرسالة فمات ولا ينفع بموته أحدا من الأحياء، وأن الشفاعة لا ترتجى من محمد وآله، وأن الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله بدعة في الدين وشرك لا يغتفر، وأن زيارة القبور من مستحدثات في الدين، وأن البكاء على الميت لا يجوز وبه يعذّب الميت،
وأنّه لا يجوز ذكر الله ورسوله في الجنائز، وأنّه لا يجوز قراءة القرآن جماعيا وهو ما يعرف في ثقافتنا بـ «قراءة الحزب من القرآن» بعد صلاة المغرب. إنّنا أمام ثقافة جديدة تحاول تغيير معالم الإسلام المحمدي الأصيل، وإلغاءه من وعينا، واستبداله بقراءة حرفية للنصوص، تقف عند ظواهر الآيات فتسقط في التجسيم ولوازمه الباطلة، وترجح روايات منسوخة على روايات ناسخة، وتتبع ما تشابه من القرآن والروايات من غير احكامها بمحكم من الكتاب والسنة،
ابتغاء الفتنة أعاذنا الله وإياكم من مضلاتها.. فالطريق نحو إعادة الأمور إلى نصابها، وتصحيح الأفكار، شاق وطويل، لكن وكما يقال: مسافة ألف ميل تبدأ بميل واحد، فتعالوا نسير في خطى ألف ميل ولو بميل واحد.. إنّ إعادة الأمور إلى نصابها وتقويم ما اعوج من بناء، لن يكون إلاّ بإحياء القرآن وسنة رسول الله ص بإحياء تراث أهل بيته ع الذين حفظوا لنا جواهر الدين، ومعالم التمكين، وإن مغربنا الحبيب قد اختزن في تراثه الكثير الكثير من تراث النبي الأكرم وآل بيته «ع»، خاصة أن المغرب كان قبلة الثوار من آل البيت، إذ لما ضاقت بهم الأرض، وجدوا قوما أشداء في الحق، لا يضرّهم من خالفهم، ولا يخشون من عاداهم، قلوبهم عامرة بالإيمان، وعقولهم متوهجة بالعرفان، قدموا أنفسهم فداء للإسلام، وقالوا لمولاي إدريس: أنت سيدنا ونحن عبيدك نموت بين يديك، سر بنا إلى الأمام..فما هانوا وما استكانوا حتى تحول مغرب الشمس إلى مشرقها، وإنه لكذلك حتى آخر العهد، حيث تطلع شمس الأرض من مغربها، فتنير آفاق العالم بضيائها، وتملأ الأرض بدفئها، وتزيل عن الأرض جورها، وتثير فيها قيم التوحيد والعدل٠--------------------- عصام احميدان : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|