المشرف العام المدير
تاريخ التسجيل : 16/08/2009 عدد المساهمات : 1175 العمر : 55 الموقع : http://al-ofeq.blogspot.com/
| موضوع: دعوة للحوار حول موضوع المتشيعين الجمعة 28 مايو 2010, 02:18 | |
| هدى نجيب شخصيات الثقلين 26 ماي 2010
بعيدا عن ما راج مؤخرا من اتهامات ساذجة ومضحكة عن مسؤولية إيران عن تشيع بعض المغاربة ، وما استتبع ذلك من ضجة إعلامية شاركت فيها جوقة من الجرائد والمنابر صارت تعزف وتطبل في مجملها على اسطوانة طائفية وعنصرية مجتها الأذواق السليمة وأكل الدهر عليها وشرب، وبعيدا عن ما تبع ذلك من تحركات أمنية طالت المكتبات والأشخاص في محاولة يائسة وبائسة لحصار البعبع الشيعي الذي خرج من قمقمه مهددا الأمن الروحي للمغاربة ، الذي لا تهدده بؤر الفساد الأخلاقي والسياسي والمالي التي تؤدي إلى اليأس والانتحار المقنع بركوب قوارب الموت أو بيع النفس في سوق النخاسة والرقيق الأبيض، وبعيدا عن ما تبع ذلك من مداهمات للبيوت ومصادرة للكتب في معارك دونكشوتية كاريكاتورية سادتها ممارسات وسلوكيات كنا نظن أنها ذهبت إلى غير رجعة، وطويت ضمن ما طوي من صفحات سنوات الرصاص التي عرفها المغرب في العهد السابق ، متناسية أننا في زمن التواصل والفضائيات والانترنيت الذي أصبح يتيح للفرد أن يحمل الكثير من الموسوعات والمكتبات على جهاز حاسوبه الصغير.
بعيدا عن كل هذا، وبعيدا عن الصراخ والجعجعة والعويل والتكفير التي هي أسلحة الضعفاء ، تعالوا إلى حوار جاد وبناء حول موضوع التحول إلى مذهب آل البيت عليهم السلام أسبابه ودوافعه. ولنضع كل النقط على طاولة التحليل والنقاش ابتداء من النشأة إلى العقيدة والتصورات ، ولنطرح كل الإشكالات بكل جرأة وشجاعة وليكن شعارنا : "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين". ذلك لأن التحول إلى مدرسة أهل البيت لا يأت بين عشية وضحاها أو انبهارا بحزب الله أو بإيران وثورتها الإسلامية كما يظنه بعض السذج البسطاء ، أو زهدا في مذهب الآباء والأجداد ، بل إن معظم المتشيعين خاضوا غمار البحوث الطوال وعاشوا المعاناة والمخاض العسير وتناولوا كل مسلماتهم السابقة بالدراسة والبحث والتدقيق ، وما اتخذوا القرار إلا بعد أن قام لديهم الدليل والبرهان بما يكفي براءة الذمة يوم الوقوف أمام العزيز الجبار. يوم لا ينفع نفسا قولها : ربنا إننا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون.
إن فتح المجال للحوار والنقاش هو الأسلوب الوحيد والناجع لمعالجة المسائل الخلافية بين المسلمين،وإلا فإن التهم الجاهزة بالكفر والضلال أو التوظيف السياسي لقضية مذهبية كلامية محضة و تحويلها إلى مسألة طائفية عنصرية ، أو اختيار المقاربة الأمنية و استعمال القوة والترهيب لمنع الناس من حرية إعمال العقل والفكر، لهي أساليب أثبتت فشلها وعدم جدواها على مر التاريخ ، خصوصا أنه وكما هو معلوم كل ممنوع مرغوب...ثم بناء على أي دليل أو برهان يرى البعض ضرورة حمل الناس على اتباع مذهب فقهي معين؟؟؟ ومتى أصبحت المذاهب الفقهية جزءا لا يتجزأ من الدين كأنها وحي أنزل من السماء؟؟؟ هل هناك نص من قرآن أو حديث يوجب على المسلم أن يتبع مذهبا من المذاهب الأربعة المعروفة عند أهل السنة؟؟؟ ثم لماذا حصرها في أربعة فقط وليس أكثر أو أقل؟؟؟، وهل يعني أن تدين المسلمين قبل ظهور هذه المذاهب كان ناقصا أو شابته شائبة ؟؟؟
هذه إذن دعوة صادقة إلى حوار منصف وبناء ، وإلا فليضع كل واحد منا لسانه في فمه، وليترك الناس أحرارا في أفكارهم ومعتقداتهم ، لأن التحريض الطائفي والمذهبي سواء صدر من شيعي أو سني لن يكون إلا دعوى من دعاوى الجاهلية التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله : دعوها فإنها منتنة. وإذكاء نار الفتن لن يعود على الأمة الإسلامية إلا بالمزيد من التفرقة والتشرذم وهو، شئنا ذلك أم أبينا ، يتماهى ويتناغم مع خطاب أعداء هذه الأمة وعلى رأسهم العدو الصهيوني البغيض.
أما فيما يخص المغاربة، فمن كان فعلا يهتم لأمرهم فليبذل جهده لرفع الظلم الاجتماعي والسياسي عنهم، لأن هاجس معظم المغاربة هو الخبز اليومي والبحث عن العيش الكريم، والقلة القليلة من تهتم لمسألة المذاهب والمذهبية .
* متشيعة مغربية من بلجيكا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|