حض المرجع الشيعي السيد علي السيستاني أمس المسلمين على «رص الصفوف ونبذ الفرقة والابتعاد عن النعرات الطائفية وتجنب إثارة الخلافات المذهبية»، منتقداً في الوقت ذاته «بعض الجهات والأشخاص يعملون العكس من ذلك تماماً ويسعون الى تكريس الفرقة والانقسام وتعميق هوة الخلافات الطائفية بين المسلمين». ورأى السيستاني في بيان، يحمل ختمه واسم مكتبه، أن «الأمة الاسلامية تمر بظروف عصيبة وتواجه أزمات كبرى وتحديات هائلة تمس حاضرها وتهدد مستقبلها».
وقال إن «تلك الخلافات مضت عليها قرون طويلة، ولا يبدو سبيل الى حلها بما يكون مرضياً ومقبولاً لدى الجميع، فلا ينبغي إذاً إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين، لا سيما أنها لا تمس أصول الدين وأركان العقيدة، فإن الجميع يؤمنون بالله الواحد الأحد وبرسالة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وبالميعاد وبكون القرآن الكريم الذي صانه الله تعالى من التحريف، مع السنة النبوية الشريفة مصدراً للأحكام الشرعية وبمودة أهل البيت عليه السلام، ونحو ذلك مما يشترك فيه المسلمون عامة ومنه دعائم الاسلام: الصلاة والصيام والحج وغيرها».
واعتبر أن «هذه المشتركات هي الاساس القويم للوحدة الاسلامية، فلا بد من التركيز عليها لتوثيق أواصر المحبة والمودة بين ابناء هذه الأمة، ولا أقل من العمل على التعايش السلمي بينهم مبنياً على الاحترام المتبادل وبعيداً عن المشاحنات والمهاترات المذهبية والطائفية أياً كانت عناوينها».
وتابع في ما يبدو أنه فتوى أن على «كل حريص على رفعة الاسلام ورقي المسلمين أن يبذل ما في وسعه في سبيل التقريب بينهم والتقليل من حجم التوترات الناجمة عن بعض التجاذبات السياسية لئلا تؤدي الى مزيد من التفرق والتبعثر وتفسخ المجال لتحقيق مأرب الأعداء الطامعين في الهيمنة على البلاد الاسلامية والاستيلاء على ثرواتها».
وأشار الى أن «بعض الاشخاص والجهات يعملون على العكس من ذلك تماماً ويسعون الى تكريس الفرقة والانقسام وتعميق هوة الخلافات الطائفية بين المسلمين، وقد زادوا من جهودهم في الآونة الأخيرة بعد تصاعد الصراعات السياسية في المنطقة واشتداد النزاع على الســلطة والنفوذ فيها».
وأوضح أنه «في إطار هذا المخطط تنشر بعض وسائل الاعلام، من الفضائيات ومواقع الانترنت والمجلات وغيرها، بين الحين والآخر فتاوى غريبة تسيء الى بعض الفرق والمذاهب الاسلامية وتنسبها الى السيد في محاولة واضحة للاساءة الى موقع المرجعية الدينية وبغرض زيادة الاحتقان الطائفي وصولاً الى أهداف معينة». وزاد أن «فتاوى السيد انما تؤخذ من مصادرها الموثوقة، ككتبه الفتواتية المعروفة الموثقة بتوقيعه وختمه، وليس فيها ما يسيء الى المسلمين من سائر الفرق والمذاهب ابداً، ويعلم من له أدنى إلمام بها كذب ما يقال وينشر خلاف ذلك».