المشرف العام المدير
تاريخ التسجيل : 16/08/2009 عدد المساهمات : 1175 العمر : 55 الموقع : http://al-ofeq.blogspot.com/
| موضوع: لماذا ندعو إلى القرآن ؟ الأربعاء 03 نوفمبر 2010, 22:19 | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا ندعو إلى القرآن ؟
الواقع ان هناك عدة اسباب تفرض علينا العودة الى القرآن و التدبر فيه ، ونحن اذ نذكر بعضها بصورة مقتضبة لانملك سوى الاعتراف بعجزنا عن الاحاطة بها جميعا .
اولا : لكل منا رغباته المشروعة التي يتمنى ان يجد سبيلا مستقيما اليها ، و القرآن الحكــيم هــو ذلك السبيل المستقيم المؤدي الى مصالح كل شخص ورغباته المشروعة .
و ليست أهمية القرآن و عظمته منحصرة في انه يحقق للناس رغباتهم و مصالحهم المشروعة و يهديهم الى سبل السلام المؤدية الى مصالحهم ، بل و أهم من ذلك ، لانه يرسى قواعد للشخصية المتكاملة التي تستطيع بلوغ مآربها المشروعة بسهولة بالغة .
ثانيا : و مصالح الانسان بدورها ليست سوى بعض تطلعاته الكبيرة ، واما البعض الاخر فيمكن الحصول عليه في بحــث الانسان الدائم عن الحق و الخير و سعيه المستمر لتحقيقهما .
ان الانسان يبتغي اقرار دعائم الحق كما يريد الوصول الى المصالح .
و أهم ما يصبو اليه الانسان هو التوفيق بين هدفيه هذين وهو تحقيق الحق ، و وصول المصلحة .
و القرآن هو ذلك الحق الذي يبتغيه البشر و يسعى من اجل معرفته و تنفيذه ، وهو اضافة الى ذلك يهدي الانسان الى التوفيق بينه وبين المصالح الخاصة .
و نعود ونتساءل ، من منا لا يريد ان يكون انسانا طيبا يبتعد عن الجريمة و الفحشاء ، و يلتزم الطرق المستقيمة و يتحلى بالسلوك الممتازه ، ولكن كم واحد منا يستطيع ان يفعل ذلك ؟ طبعا القليل فقط يستطيع ذلك لماذا ؟
لان ضرورات العيش لا تدع فرصة للفرد للتفكير في الخير و الحق ، ولكن القرآن يوفر هذه الفرصة ، اذ انه يهدي البشر الى السبل القويمة للمصالح والتي لا تتنافى مع الخير و الحق ، بل يتكامل معهما .
ثالثا : نصطدم في حياتنا بعدة مشاكل فمن صديق ينقلب علينا ومن قريب يشاكسنا ، ومن خسارة تفاجئنا وقد تصل بنا المشاكل الى حد الخروج عن محور الضبط .
و بالتالي الانهيار في هاوية اليأس والضياع .
ولكن القرآن الحكيم يضع الحلول الحاسمة للمشاكل جميعا بل واكثر من ذلك يصنع الانسان الذي هو قادر على وضع الحلول المناسبة في الوقت المناسب .
وهذا حول الاجابة عن السؤال التالي :
لماذا نحن اساسا ندعوا الى القرآن الحكيم ؟
ولكن الدعوة الى القرآن شيء . و الاستفادة منه شيء اخر ، نحن بالاضافة الى دعوتنا الى القرآن ، ندعوا الى التدبر فيه لماذا ؟ لان التدبر في القرآن هو الطريق المستقيم الى العمل به ، ولا يعمل بالقرآن غير ذلك الذي يتدبر في آياته الكريمة فيفهم محتواه .
ان التدبر في القرآن يعطي للانسان فرصة لفهم محتوى القرآن الحكيم ، لان الله سبحانه وتعالى اودع في كتابه الكريم نورا يهدي البشر الى ربه العظيم فيؤمن به ، وبعد الايمان يطبق شرائعه .
من هنا ليس على الانسان سوى امر واحد هو الانفتاح على القرآن و استعداد التفهم له وهذا يكون بالتدبر فيه .
يقول الله سبحانه وتعالى :
" قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات الى النور بأذنه و يهديهم الى صراط مستقيم "
ان القرآن ذاته نور وليس علينا امام النور ، الا ان نفتح أعيننا ، وان نستقبل امواج النور ، وان نرى بالنور كل الاشياء .
ان الكفار و الفاسقين ، اختاروا لانفسهم العمى فلم يفتحوا أعينهم على النور المبين ، وعملوا المستحيل في سبيل حجب النور الباهر عن التسرب الى قلوبهم خوفا من امكانية تأثرهم به و تنورهم بشعاعه الكبير .
لقد كان الكفار يتواصون بهذه المقولة التي نقلها القرآن الحكيم عنهم :
" وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه " .
انهم كانوا يحذرون من النور و يتهربون منه ولقد جاء احدهم الى الرسول يسأله عن قرآنه ، فلما تلى النبي بعض آيات الكتاب ضعف الرجل و شد على فم الرسول (صلوات الله عليه وآله) بيده قائلا : اناشدك الله و الرحم الا تسكت .
ثم تولى الى قومه قائلا أنه سحر يؤثر .
انه لم يستطيع الصبر على تيار النور الذي كاد يلف قلبه لذلك اسكت النبي وتولى هاربا .
ان المطلوب من الانسان هو الانفتاح على القرآن و استماع آياته بتدبر و تجرد .
اذن سوف يجد المرء كيف تحدث المعجزة .
لقد حاول رجل مجرم ان يتسلق جدارا لينهب المال و يغتصب النساء فسمع صوتا ينبعث من داخل البيت و يتلو هذه الاية الكريمة :
" الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله " .
فاستمع الى الاية بضع ثوان ثم انفجر باكيا وقال : بلى آن الوقت الذي يخشع قلبي القاسي لذكر الله . وما نزل من الحق ، بلى آن فهبط من الجدار و تولى بوجهه شطر المسجد و اعتكف فيه الى الابد ، ان تدبر هذا الرجل في آية واحدة حوله من مجرم متمرس بالجريمة الى معتكف في محراب العبادة ، فكيف اذا تدبر الانسان في كل القرآن افلا يتحول من رجل الى ملك ؟ بل والى من هو فوق درجات الملك .
نرجوا من الله ان يجعلنا من الذين يتدبرون في القرآن ، وفي آياته الكريمة و يحصلون منها على النور المبين انه ولي التوفيق .
المرجع السيد محمد المدرسي ..
| |
|