هكذا كانت تمر أجواء عاشوراء

ليلة عاشوراء ليلة إضرام النيران

ما إن تغيب شمس يوم تاسوعاء حتى تكون جميع
الإستعدادات قد إكتملت والكل مدعو للساحة التي
ستشهد الحدث ، يتحلق الكل حول جبل الحطب
النساء والفتيات بدفوفهن والشباب يقومون بآخر
الترتيبات لإشعال النار، ما إن يحضر الكل حتى
نبدأ في إشعال النار تحت وحول جبل الحطب
تحت زغاريد النساء وضربهن بالدفوف ، كنا
نحن الشباب طواعية نحافظ على الأمن ونحرس
على أن لا يصاب أحد بأذى ، كنا نقوم نحن
فقط بالقفز على النارمع الحرس على بقائها
مجتمعة ومشتعلة وكنا كذلك نقوم بحراسة
دقيقة للنساء اللواتي يردن أن يستغلن النار
لأغراض سحرية ، فكانت أي إمرأة يقبض
عليها متلبسة بعمل مشبوه تطرد على الفور
بعد أن يتم التشهير بها تحت وابل من السب
والشتم ، نبقى على هذه الحال حتى تخمد النار
فيتقرق الجمع للعشاء والذي يعد خصيصا لهذه
الليلة ، على أن يتم التجمع مباشرة لينطلق
الحفل الكبير، نجتمع أولا في الحي نسائا وشبابا
وأطفالا والنساء يشكلن الأغلبية بصفتهن هن
من سيضربن بالدفوف ويغنين أغاني خاصة
بالمناسبة كما يعملن على أن لا تبقى فتاة في
البيت فالكل لازم يحضر ، ماإن يتم إحضار
الكل حتى يتحرك الكرنفال ونشكل نحن الشباب
حلقة حول النساء كجدار أمني ، نذهب أولا
إلى الأحياء المجاورة والتي بدورها تحيي هذه
اللية ، تنضم الأحياء فيما بينها وتكبر المسيرة
شيئا فشيئا وهي تطوف جميع أرجاء المدينة
نبقى على هذه الحال حتى منتصف الليل لتعود
كل مسيرة إلى حيها ، في الحي تستمر أجواء
الإحتفال بينما تنسحب ربات البيوت إلى
بيوتهن ليبقى فقط الأطفال والشباب إناثا وذكورا
حتى نهاية الليل ليعود كل إلى بيته ليستعد
ليوم الختام ٠