لقد شدني العنوان الذي أتخذته الصحفية السعودية الأستاذة شريفة الشملان وفرحت جداً لمجرد أنني قرأت في هذا اليوم الذي هو يوم موقعة الطف وفي صحيفة سعودية ذكر للإمام الحسين عليه السلام. أخذت أتأمل مابين السطور ووجدت أن الكاتبة القديرة قد تكون أكثر شجاعة من غيرها بإثارة هذه الذكرى الأليمة التي لايحبذ الوهابية والنواصب وكل من يريد أن يطمس حقيفة آل بيت محمد لايحبذ أن تثار تلك المناسبة ويفضل ان يبقى على مازوره بنو أمية عليهم اللعنة من أن يوم عاشوراء قد أوصى الرسول صلى الله عليه وآله بصيامه لأنه رأى أن المسلمين أحق به من اليهود عندما أنجى الله نبينا موسى عليه السلام من بطش فرعون!
إنهم يصرون على إخفاء جريمة بنو أمية وآل سفيان وآل مروان رغم أنهم يعلمون أنهم عبثوا بالتاريخ وزوروه ووضعت الأحاديث لكى تخفي جرائمهم النكراء وتنكيلهم بآل البيت إبتداءا بالإمام علي عليه السلام وإنتهاءا بالحجة الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف.
لقد أرتأت الصحفية الأستاذة شريفة الشملان أن إحياء ذكرى عاشوراء وبعد مرور أكثر من الف واربعمائة سنة هو بمثابة تخويف للطرف المخالف أى السنة وهذا ماجعلهم يظنون انه لابد من قتل الشيعة قبل أن يقتلون السنة إنتقاماً لمقتل الإمام الحسين! إنها ترى من منظورها أن الشيعة لابد أن يتوقفوا من إحياء ذكرى عاشوراء الحسين عليه السلام لكى لانستأثر الطرف الآخر المخالف وبالتالي نكون نحن الشيعة بإحيائنا لهذه الذكرى السبب في أن يظل الصراع متأجج ولن يعيش المسلمين بسلام! هذا مااسشفيته من بين سطورها!
ماادهشني أكثر هو الردود من الإخوان السنة على مقالها، فمنهم من لامها على إثارة هذه القضية ومن هم قال إن هذا من خزعبلات الشيعة ومنهم من قال الحسن قتلوه شيعته بل منهم من لم يرضى بعبارة الكاتبة عندما تذكر الحسين وتقول " عليه السلام" لأعتقادهم إن لفظ عليه ىالسلام ماهى إلا للرسل والأنبياء وأن أبوبكر وعمر وعثمان هم أحق بها لأنهم ارفع منزلة من الإمام الحسين حسب منظورهم!
أترككم تتناولون مقال الكاتبة في زواية " نبض الكلمة " والذي هو بعنوان "عاشوراء ( يوم سيد شباب أهل الجنة " الذي نشر في هذا اليوم في جريدة الرياض السعودية وأتمنى أن أن ارى تفاعلكم الطيب وعظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب الجلل ورزقنا الله وإياكم شفاعة الحسين عليه السلام يوم الورود "
عاشوراء يوم سيد شباب أهل الجنةشريفة الشملان ها نحن اليوم في العاشر من محرم، يوم عاشوراء ويوم كربلاء ويوم البلاء الكبير للدين الإسلامي ككل وليس للأمة العربية فحسب، يوم الشق الذي لا يريد أن يخيط، وكلما قربنا من خياطة جزء تفتقت أجزاء.
يوم عاشوراء الكبير، يوم قتل سبط رسول الله، المذبحة الكبرى للأمة الإسلامية والتي لا يراد لنا الخروج من دائرتها. ففي تواريخ فقدنا عددها لنا كربلاء.
من المسؤول عن حمل الوزر طوال هذه الأعوام وتوالي السنين ؟
لا نريد أن نضع فريقاً دون آخر ، ولا نريد أن يحمل فريقا الوزر، فدم الحسين غال جدا، ولكن شلالات دم المسلم ليست في مجال المقايضة مع ذاك الدم الزكي الطاهر ..
كم خسر العالم الإسلامي وكم يخسر وكم سيخسر، هي كربلاء في كل يوم تزاد ضراوة واشتعالا ، وهناك من رمى في النار زيتا ، وهناك منا من ينقل الزيت، ويساعد في رميه .
قالت لي زميلة سنية متزوجة من شيعي، بالله عليك كيف يريدون مني فصل دم أبنائي !!
وقالت أخرى من أب سني وأم شيعية، لا تقبلنا الحارات الشيعية ، وتتعفف عنا الحارات السنية. ( في العراق ).
في أغلب الدول التي كان الاستعمار البريطاني يلفها تحت سيطرته واستغلاله، كان يتبرع بالسلاسل ( الجنازير ) كي يضرب الشباب أنفسهم حزنا على الحسين. واستمرت قنصلياته تقدم هذه الخدمة !! حتى بعد استقلال الدول . فأي مصلحة التي تريدها تلك الدولة من تعذيب الذات المسلمة ، وإلهائها بالعداوات عن التنمية والتسلح وحماية ذاتها ووطنها !!
كان فكرة تقسيم الدول الإسلامية إلى دويلات، مذهبية وعرقية، فكرة شيطانية، كبرت واستشرت مع وجود إسرائيل متخذة من المثل العربي القديم عنوانا لها (تأبى العصي إذا تجمعت تكسرا وتتكسر إفرادا ).
للعام الألف بعد أربع مئة واثني وثلاثين عاما للهجرة وقبل ألف وثلاثمائة وواحد وسبعين عاما ( وقعت المعركة، وقتل الحسين عليه السلام في 10 محرم 61ه). ونحن في كربلاء في دائمة داخل الأمة الإسلامية تذكى من الخارج، والعجيب الاستجابة السريعة لها، وكأننا أمة سريعة العطب .
أذكيت النار منذ حرب العراق وإيران ونقلت من كونها حرب حدود ومناوشات لأجل الماء، وبتدبير أجنبي لإضعاف الدولتين اللتين تحملان بوادر قوة بالخليج، فكان بدل الاتفاق حرب ضروس بين سنة وشيعة، وأصبح الأمر يذكى بالإعلام ، وكان الصدى واضحاً في الصحف والمجلات العربية، فكانت الببغاوية في كلا البلدين تزيد الأمر اشتعالا ..
توقفت الحرب وما توقفت النار ، وزادت اشتعالا مع تفرق العراق وأما باكستان فحدث ولا حرج ، حتى بتنا نخشى ، من وجود مبدأ (اقتله قبل أن يقتلك) .. وتمزق العالم الإسلامي ومع دعايات لمذهب دون آخر ، ومع التخلي عن دور كبير للعرب المسلمين في أفريقيا شمالا ووسطا وجنوبا، فرعى ومازال يرعى التبشير فيها . ( الجزائر والمغرب مثالا واضحا ).
هي كربلاء ، وهي كما قيل ( كر و بلاء ) فكيف يمكن أن تبقى بهذه الصفة طوال هذه السنين، كيف استطاع اليهود التخلص من وزر قتل نبي الله عيسى (ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) وتمر الجمعة العظيمة وكأنها حدث عابر ..
عاشر محرم ليس الحدث البسيط وليس حدثاً عابراً حقيقة وهو شق الأمة الإسلامية مازال يشقها وسيزاد انشقاقا، لأن هناك في كل طرف من ينظر بعين الريبة والخوف ، وبدلا من التوحد كل يخاف من الآخر . وهناك دين يجمعنا وكلمة موحدة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )، نصبح بها ونمسي وعليها ننام، ونرجو أن نقولها آخر كلمة في حياتنا ..
العاشر من محرم يمر اليوم، نحن في الخليج سنة وشيعة نقرب لبعض قرب القلب من الرئتين. فكيف يعبث بنا الغريب.
إنه يوم عاشوراء، كلنا نبجله ونحترمه ونصومه .. ولندفع المستقبل قويا يزيح الماضي وقبل أن يزيحه لابد من تنقية الحاضر. ولنقلب عاشوراء يوما للود والعطاء والتسامح. كما أعطى جد الحسين وأمه وأبيه وهو ذاته , سيد شباب أهل الجنة..