السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
موضوعي يتكلم عن الشورى وحقيقة الشورى
في عصر الإسلام الأول زمن الرسول ص
لقد كان الرسول يستشير بعض الناس اختياريا ولا يسير في اغلب الأحيان وفق مشورتهم لأنه مسدد من قبل الله ولهذا فهو لم يستجب لرأي ابي بكر وعمر في معركة بدر ولم يستجب لرأي عبد الله بن ابي في معركة احد ولم يستجب لرأي بعض اصحابه بعزل اسامة بن زيد من قيادة الجيش ولكن هو كان يستشير لكي لا يجعل في قلوبهم غلا عليه قال تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضاً غليض القلب لإنفضوا من حولك فإعفو عنهم وإستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله )فالشورى ليست كما يدعي المخالفون الطريق الذي اختاره الله ليصل المسلمون به لإختيار خليفة حاكم لهم بل هي عبارة عن مشاورة الحاكم لبعض اتباعة ليناً منه لهم وعطفاً عليهم ليس إلا وبعد شهادة رسول الله ص لم يكن مصطلح الشورى متداولا لا في السقيفة ولا في غيرها ابداً بل ان السقيفة كانت فلتة وهي بالضد من الشورى
فمن هو مؤسس الشورى وما هو السبب ؟؟؟؟
ان مؤسس فكرة الشورى هو عمر بن الخطاب !! عندما جعل التشاور حول من يشغل منصب الخلافة محصوراً في ستة اشخاص يقول عمر ان رسول الله توفي وهو عنهم راض وهذا حصر للرضا من غير دليل فهل توفي الرسول وهو غير راض عن ابو ذر وسلمان والمقداد وعمار وابن التيهان وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وحذيفة بن اليمان الذي يعرف اسماء المنافقين وغيرهم كثير على كل حال والستة هم علي بن ابي طالب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله وسعد بن ابي وقاص والزبير بن العوام
فما هو السبب الحقيقي لقيام عمر بهذا الأمر ( مجلس الشورى)؟؟؟
السبب هو رواية ذكرها البخاري في صحيحه - الجامع الصحيح - طبعة مصر - توزيع مكتبة الإيمان بالمنصورة - عام 2003 م مجلد واحد ضخم - كتاب المحاربين - باب رجم الحبلى من الزنا إذا احصنت - صفحة 1372 - رقم الحديث 6830 يروي البخاري خطبة لعمر في المسجد النبوي مما جاء فيها ( ثم إنه بلغني ان قائلا منكم يقول - وهذا القائل هو الزبير بن العوام - والله لو مات عمر بايعت فلاناً - وفلان هو علي بن ابي طالب فلا يغترن امرؤ ان يقول : انما كانت بيعة ابي بكر فلتة وتمت - يعني ان الزبير كان يقصد انه لو مات عمر لبايعت عليا من غير مشورة احد كما فعل عمر حين وفاة الرسول وبايع ابو بكر ونجح في ذلك نجح ببيعة الفلتة - يكمل عمر فيقول ألا وإنها كانت كذلك ولكن وقى الله شرها وليس منكم (اي فيكم ) من تقطع إليه الأعناق مثل ابي بكر - وهذا تعريض منه بعلي اي ابو بكر يمكن ان يكون خليفة بالفلتة اما علي فلا يمكن فهو ليس مثل ابي بكر وابو بكر افضل منه!! بنظره طبعاً - ثم يقول من بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة ان يقتلا - انتهى النص ومن ذلك اليوم بدأ عمر يفكر كيف يستطيع ان يأد مشروع الزبير بن العوام في مبايعة علي وكانت نتيجة التفكير هي ان يجبر عمر الزبير بن العوام على الدخول في مجلس يكون فيه الحل والعقد بيد عبد الرحمن بن عوف وفيه سعد قريبه - كلاهما من بني زهرة- لمساندته وفيه عثمان ايضا وبذلك لا يتمكن الزبير من مبايعة علي في مثل هكذا مجلس ثم اصدار امر ان من يخالف عبد الرحمن ومن معه يقتل وها يذكرنا بقول عمر الآنف ( تغرة ان يقتلا) وهكذا استطاع ان يئد مشروع الزبير قبل ولادتة بل ويجعل من الزبير منافسا لعلي بعد ان ساوى بينهم بالصوت في المجلس
هذه قي قصة الشورى المزعومة بلا زيادة ولا نفصان
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف لأنبياء والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين