يعتقد كبار المسؤولين البريطانيين أن قيادة تنظيم القاعدة تمت ابادتها في باكستان، ويخشون من أن اعضائه البارزين ينتقلون إلى شمال افريقيا لفتح جبهة جديدة.
وذكرت صحيفة "الغارديان" في عددها الصادر الاثنين إن المسؤولين البريطانيين "يعتقدون أن الحملة الأخيرة في عام 2012 من المرجح أن تدمّر نهائياً القيادة العليا لتنظيم القاعدة في باكستان، وتفتح مرحلة جديدة في المعركة ضد الإرهاب الاسلامي".
ونقلت الصحيفة في تقرير كتبه "جاسون بوركي" عن أحد هؤلاء المسؤولين "أن الكثير من الأعضاء البارزين بالقاعدة قُتلوا في الحملة المكثفة من الغارات الجوية التي تتضمن شن هجمات بالصواريخ من طائرات من دون طيار، وبقيت حفنة صغيرة من اللاعبين الرئيسيين بالتنظيم على قيد الحياة".
واضافت أن مصادر مطلعة من خارج الحكومة ومقربة من الجماعات الإسلامية في شمال افريقيا اكدت أن ما لا يقل عن اثنين من كبار قادة القاعدة انتقلا من باكستان إلى ليبيا وتم اعتراض آخرين اثناء توجههم إلى هناك، مما اثار مخاوف من تحول شمال افريقيا إلى مسرح جديد للجهاد بالأشهر أو السنوات المقبلة.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر لم تكشف النقاب عن هويته القول "إن مجموعة من الشخصيات التي تتمتع بالخبرة من شمال افريقيا تركت المخيمات في ولاية كونار الواقعة شمال شرق افغانستان حيث كانت تقيم منذ سنوات وتوجهت إلى مناطق في الشرق الأوسط، وتم اعتراض البعض لكن عدداً قليلاً تمكن من النفاذ".
وقالت إن من غير الواضح ما إذا كانت تحركات تنظيم القاعدة من غرب آسيا إلى شمال افريقيا نجمت عن الرغبة بالمزيد من الأمن، أو أنها جزء من استراتيجية جديدة لاستغلال نتائج الربيع العربي، أو حتى محاولة لنقل مركز الثقل للتنظيم إلى أوطان الغالبية العظمى من اعضائه.
واضافت الصحيفة أن مصادر استخباراتية بريطانية واميركية تقدّر أن هناك حالياً أقل من 100 عضو من تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة التابعة لها في افغانستان، من بينهم حفنة فقط تشكل تهديداً دولياً ضد المملكة المتحدة أو الدول الغربية الأخرى.
واشارت إلى أن المسؤولين الذين يتعاملون مع افغانستان وباكستان اكدوا أن نشاط تنظيم القاعدة صار هامشياً وعلى نحو فعال قياساً بالأحداث في البلدين، وبدلاً من ذلك صارت الشبكات المحلية، مثل الشبكة التي تديرها عائلة حقائي في ولاية شمال وزيرستان القبلية شبه المستقلة على الحدود الأفغانية ـ الباكستان، أكثر أهمية.
وقالت الغارديان إن عمليات البحث عن أيمن الظواهري الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة ما تزال تشكل أولوية قصوى، إلا أن المسؤولين الغربيين يؤكدون أن هناك تركيزاً مماثلاً على تصفية الأعضاء البارزين الذين يأتون تحته بالتسلل الهرمي لقيادة التنظيم، ومن بينهم سيف العدل والذي يُعتقد أنه عاد إلى باكستان، وأبو يحيى الليبي الذي فرّ من سجن اميركي في افغانستان وظهر في الأشرطة الدعائية لتنظيم القاعدة.