كشفت صحيفة الحرية الموريتانية النقاب عن أكبر شبكة تجسس إسرائيلية في موريتانيا، مؤكدةً أن هذه الشبكة شاركت في اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود المبحوح في دبي مطلع العام 2010.
وبحسب تحقيق نشرته الصحيفة؛ فإن الصحفي بادو ولد محمد فال أمصبوع، قال: "عندما كان يتجول على شاطئ المحيط، حينها تلقى عرضًا بهدية مغرية مقابل دفع رسم مسترد، يتبعه الانتقال إلى مقر شركة "بوابة العالم"، وهناك شرحوا له فكرة بيع الوقت بالتقسيط، وبعدها سأله مديرها إن كان يستطيع توفير بطاقة تمكنه من القيام بعمله دون عرقلة".
تفاصيل الواقعة
ويضيف: "بدأ كل شيء يتكشف، عندما ذعر فارس البنا أردني الجنسية من أصل فلسطيني، بعدما فر زميله ومديره في العمل سليم خليف، هو أردني الجنسية من أصل فلسطيني إلى المغرب ومنها إلى سوريا ليحط الرحال في الأردن، تاركا وراءه إدارة الشركة المفلسة لشخص آخر يدعى راشد الفيتوري ليبي الجنسية، بدعوى أنه دخل شريكا منقذا".
ويشير الصحفي في تحقيقه إلى أن العلاقة بين الاثنين لم تكن جيدة منذ دخول راشد إلى موريتانيا في يناير 2010، فكتب البنا رسالة خطية بالقلم الرصاص، موجهة إلى سفارة الإمارات العربية المتحدة بنواكشوط، يعترف بجرائمه مع الموساد.
ويلفت النظر إلى أن البنا قام بتكسير باب مكتب مدير الشركة في أحد الأيام وباع جهاز كمبيوتر محمول حصل عليه من الشركة، ما اضطر المسؤولة عن ممتلكات الشركة في غياب المدير إلى تقديم شكوى ضده لمفوضية الشرطة بمقاطعة لكصر.
ويتابع: "تم اعتقال البنا داخل المفوضية بتهمة السرقة، وبعد مرور أيام وأثناء تنظيف أحدهم لمسكنه الموجود داخل الشركة عثر على مسودة الرسالة الموجهة إلى سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بموريتانيا".
ويوضح أن البنا طالب في رسالته بعدم تسليمه إلى المخابرات الأردنية مقابل الإدلاء بمعلومات مهمة عن قضية قتل المبحوح وتفجير الطائرة الأثيوبية في لبنان، والكشف عن تفاصيل شبكة التجسس الإسرائيلية العربية الموجودة في موريتانيا.
رسالة مهمة
وجاء في الرسالة: "أن المدعو الفيتوري يجهز لإنشاء شركة على الأراضي الموريتانية تهدف إلى زرع عملاء في المملكة العربية السعودية، وهو ما تجسد لاحقا في المتحدة للخدمات السياحية التي تعمل بنظام "التايم شير" للحج والعمرة". ومن ضمن ما كشفت عنه الرسالة مواقع استلام وتسليم الأموال لصالح العملاء المفترضين.
ويقول أمصبوع: "تسلمت شخصيا النسخة الأصلية من الرسالة، وبدافع ديني وقومي ووطني، سلمتها لصالح جهاز أمن الدولة، ونسخة لسفارة المملكة العربية السعودية عن طريق السفير شخصيا، الذي أبدى اهتمامه بالموضوع، وقابلت السفير الإماراتي في البلد الذي استقبل الموضوع بقدر من اللامبالاة".
ويشير إلى فتح السلطات الموريتانية تحقيقا حول الموضوع، متابعاً: "بدأته بتفتيش مقر إقامة المدعو البنا حيث عثرت بداخله على جوازي سفر لنفس الشخص، وعشرات بطاقات الائتمان المصرفية وبعض الحشيش الهندي وجهازا لم أتأكد من طبيعته، على الرغم من اعتقادي أنه جهاز إرسال".
ويبين أن السلطات استدعت الفيتوري وحققت معه، وفتشت مقر إقامته و مبنى شركته. وبعد مضي فترة على التحقيق مع البنا، تعرض الأخير لهجوم قاتل بآلة حادة من طرف أحد النزلاء داخل السجن المركزي، ما عده خليف محاولة من الفيتوري لتصفية البنا.
وقالت الصحيفة: "إن بقية التفاصيل غامضة، في انتظار أن يكشف عنها جهاز أمن الدولة الموريتاني".