قال الكاتب البريطاني باتريك كوكبرن إن شبكة "بي بي سي" الإخبارية البريطانية وعددا كبيرا من المحطات التلفزيونية الأخرى تعمد إلى بث صور ليلية من اليوتيوب لأحداث تقول إنها في سوريا متنصلة في الوقت نفسه من المسؤولية فيما يتعلق بصحة هذه الصور وقد باتت تتكرر هذه العبارة حتى أصبحت تحمل من التأثير على المشاهدين مثلها مثل التحذيرات من أن التقرير الاخباري قد يضم صورا صادمة.
وأضاف كوكبرن في مقال حمل عنوان "أيدي من تقف وراء صور اليوتيوب الدرامية" إن الناس الذين يشاهدون تقرير بي بي سي سيتوصلون لاعتقاد جازم بأنه لو لم تكن " بي بي سي" والمحطات الأخرى مقتنعة بصحة صور اليوتيوب لما كانت ستستخدمها كمصدر رئيسي للمعلومات حول سوريا، حيث أشار الصحفي إلى ان أحد المعايير المهنية الذي كانت الـ بي بي سي تلتزمها تفرض عليها التـأكد من صحة الخبر الواحد من 7 مصادر لكنه يجزم عدم اتباع هذه الطريقة في حال اخبار سوريا.
وقال الكاتب البريطاني إن التضليل وتشويه المعلومات والدعاية الكاذبة أمر قديم قدم الصراعات المسلحة نفسها وانتشار شبكة الانترنت ساهم فقط في زيادة فرص انتشار ضباب الحروب والصراعات مضيفا إن الشائعات انتشرت في الماضي لكنها كانت موصومة بالسمعة السيئة وبانها كذبة لذلك فإن الصحفيين لن يستطيعوا قطعا الحديث عن مجزرة أو تعذيب أو اعتقالات واسعة اعتمادا على الشائعات غير أن ما يحصل هو أن الصحفي بدأ يأخذ هذه الشائعة ويستبدل اسمها باليوتيوب أو المدون ليستخدمها كمصدر من المفترض أن يكون موثوقا لمعلوماته.
وأضاف إن وسائل الاعلام الدولية تتكتم الى حد كبير بشان سهولة التلاعب بصور اليوتيوب حيث ان تصوير مظاهرة صغيرة من زاوية معينة يجعلها تبدو وكأنها تجمع لعشرات الآلاف من المتظاهرين كما يمكن استخدام اطلاق النار في شارع واحد في مدينة واحدة لخلق دليل على حدوث إطلاق نار في عشرات البلدات.
وتابع كوكبرن إن المظاهرات لا تكون بالضرورة تصويرا لاحداث حقيقية التقطها مواطنون مهتمون مستخدمين كاميرات الهواتف المحمولة كما قد يكون السبب الوحيد لتجميع مجموعة من الاشخاص على انهم مظاهرة هو فقط لالتقاط صور لها وتوفير المادة اللازمة لليوتيوب.
وقال إن شركات التلفزيون لن ترفض أو تحاول التاكد من مراحل تصوير فيلم ياتيها مجانا ويكون مؤثرا و مجاريا للاحداث وهي غير قادرة على الحصول على نظيره من مراسليها المعتادين وافراد طاقمها الاعلامي على الرغم من انفاق الكثير من المال.
وأضاف إن أخذ المعلومات من المدونين سهل ايضا على الرغم من انه لا يوجد اي دليل على معرفتهم بما يجري على الارض و من هنا كانت سهولة قيام طالب اميركي في اسكتلندا بالادعاء بأنه فتاة شاذة ومضطهدة في دمشق .
وتابع الكاتب..إن قناة الجزيرة القطرية وللأسف تحولت إلى سلاح الدعاية بالنسبة لمن وصفهم بالمتمردين في سوريا وليبيا مضيفا إن المعارضة السورية تحتاج إلى إعطاء الانطباع بأنها اقرب إلى النجاح مما هي عليه حقا.
وختم كوكبرن بالقول ان الغرض من التلاعب بالتغطية الاعلامية هو إقناع الغرب وحلفائهم العرب بأن الأوضاع في سورية تقترب من نقطة يمكنهم عندها تكرار ما فعلوه في ليبيا وانطلاقا من ذلك فانه يتم ضخ ضباب التضليل من خلال شبكة الانترنت.