الضلالة الرابعة: تحريف الآيات بدافع عقيدة التعطيل للأسماء والصفات .
وسأتوقف عند كل مسألة من هذه المسائل الأربع وأبين مذهب الشيعة فيها من خلال مصادرها إن شاء الله .
المبحث الأول: الغلو في الإثبات (التجسيم):
اشتهرت ضلالة التجسيم بين اليهود، ولكن أول من ابتدع ذلك بين المسلمين هم الروافض، ولهذا قال الرازي(؟): اليهود أكثرهم مشبهة ، وكان بدء ظهور التشبيه في الإسلام من الروافض مثل هشام بن الحكم ، وهشام بن سالم الجواليقي ، ويونس بن عبد الرحمن القمي وأبي جعفر الأحول (1) .
وكل هؤلاء الرجال المذكورين هم ممن تعدهم الإثنا عشرية في الطليعة من شيوخها ، والثقات من نقلة مذهبها (2) . . . وقد حدد شيخ الإسلام ابن تيمية أول من تولى كبر هذه الفرية من هؤلاء فقال
وأول من عرف في الإسلام أنه قال إن الله جسم هو هشام بن الحكم). (3 ) .
وقبل ذلك يذكر الأشعري في مقالات الإسلاميين أن أوائل الشيعة كانوا مجسمة ، ثم بين مذاهبهم في التجسيم ونقل بعض أقوالهم في ذلك إلا أنه يقول بأنه قد عدل عنه قوم من متأخريهم إلى التعطيل(4) .
وهذا يدل على أن اتجاه الإثني عشرية إلى التعطيل قد وقع في فترة مبكرة ، وسيأتي ما قيل في تحديد ذلك (5) .
وقد نقل أصحاب الفرق كلمات مغرقة في التشبيه والتجسيم منسوبة إلى هشام بن الحكم وأتباعه تقشعر من سماعها جلود المؤمنين. يقول عبد القاهر البغدادي : زعم هشام بن الحكم أن معبوده جسم ذو حد ونهاية وأنه طويل عريض عميق وأن طوله مثل عرضه ...(6) . ويقول: إن هشام بن سالم الجواليقي مفرط في التجسيم والتشبيه لأنه زعم أن معبوده على صورة الإنسان ... وأنه ذو حواس خمس كحواس الإنسان (7) . وكذلك ذكر أن يونس بن عبدالرحمن القمي مفرط أيضاً في باب التشبيه ، وساق بعض أقواله في ذلك (
. وقال ابن حزم ( قال هشام إن ربه سبعة أشبار بشبر نفسه ) (9) . انتهى .