يحلو لبعض الناس الآن أن يختلفوا حول ما يجرى فى البحرين، فبعضهم يقول ثورة البحرين ويراها جزءا من الربيع العربى، وبعضهم يبالغ فى تشويه ما يحدث حتى يصور ما يجرى كأنه حركة طائفية عنصرية هدفها الفتنة بتمويل من الخارج.
فى رأيى أن ما يحدث فى البحرين ظلم بيّن، سواء سميناه ثورة أم لم نسمه، المهم أن هناك مطالبات عادلة، رفعت على مدار سنوات وسنوات ولم يستجب أحد، وهى الآن تتحرك فى الشارع بشكل سلمى تماما، وقد ووجهت هذه المطالبات العادلة بعنف وقمع شديدين، حيث إن السلطات فى المملكة البحرينية تستخدم كل أشكال القمع ضد كل من يطالب بالمساواة بين المواطنين، واستعانت فى ذلك بدول الخليج العربى بتفعيل بعض الاتفاقيات الخاصة بالدفاع المشترك.
صحيح أن من يتحرك فى الشارع الآن من الشيعة، ولكن الصحيح أن اضطهاد الشيعة فى البحرين -رغم أنهم أغلبية- قد جرى بشكل منظم من السلطات البحرينية لعقود من الزمن، فهم محرومون من كثير من حقوق المواطنة، وتم تجنيس آلاف من المواطنين من سوريا والأردن ومصر وغيرها لمحاولة تغيير التركيبة السكانية لكى تتوازن نسبة الشيعة إلى السنة.
من أسوأ ما يحدث فى البحرين الإيقاف على الهوية فى الشوارع، ومحاصرة أحياء وقرى الشيعة من أهل البحرين، بالإضافة إلى الاعتقالات المنهجية، وانتهاكات حقوق الإنسان فى السجون.
هذا ما يحدث فى البحرين، وقد تأكدت منه عبر شهادات الثقات، وهو أمر مخز لمن يفعله، وسوف يضر هذا البلد الجميل الهادئ، خصوصا مسألة استجلاب الرعاع من شتى أقطار الدنيا وتجنيسهم بجنسية أهل البلد، حيث إن غالبية المجلوبين دائما تكون من أسوأ العاملين فى الأجهزة الأمنية وأجهزة المخابرات.
بقى فصل أخير أتمنى أن يحدثنا عنه أى مسؤول من الأجهزة الأمنية فى القاهرة، وهو: ما مدى صحة المعلومات التى تقول إن كل ما يجرى فى البحرين من قمع يتم على أيدى ضباط من جهاز أمن الدولة المصرى؟ وبعض هؤلاء فى إجازة مفتوحة من بعد قيام ثورة يناير المجيدة؟ وأن هؤلاء الآن يعملون برواتب خيالية فى جهاز المخابرات البحرينى؟
أخيرا، لامنى بعض أهل البحرين أننى لم أكتب قصيدة للثورة البحرينية كما فعلت مع ثورة مصر، وليبيا، وسوريا، وأنا بدورى أعد أهل البحرين أن أكتب هذه القصيدة حين أرى أهل البحرين سنة وشيعة يصلون صلاة الجمعة خلف إمام واحد فى دوار اللؤلؤة.
ليس مهما وصف ما يحدث فى البحرين بأنه ثورة، المهم أنه ظلم بيّن يندى له جبين الإنسانية.