النهضة عضو مميز
تاريخ التسجيل : 05/07/2011 عدد المساهمات : 110 العمر : 39
| موضوع: هل يسيطر حب الدنيا علي ؟ الإثنين 09 أبريل 2012, 19:43 | |
| هل يسيطر حب الدنيا علي ؟ كثير ما أسأل نفسي هذا السؤال وهو سؤال صعب جدا هل يسيطر علي حب الدنيا ؟ قد يراه البعض سؤالا انشائيا يستخدمه كثير من الذين يدعون التقشف والزهد والعرفان الصوفي والخ لكن عندما ندقق في أفعالنا وأقوالنا فاننا سوف نجد هذا السؤال صعبا للغاية , فعندما أكتب تغريدة في برنامج تويتر هل أريد وجه الله وخدمة آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أم أريد شهرة أم أريد أن احصد أتباعا ؟ هل عندما أكتب مقالة من مقالاتي أريد رضا مولاتي الزهراء صلوات الله وسلامه عليها أم أريد بريقا اعلاميا ووجاهة اجتماعية ودينية في المحيط المتدين ؟ عندما أتصل على أحد من اخواني لأتواصل معهم وأسأل عن صحتهم هل أريد ارضاء أئمتي صلوات الله وسلامه عليهم أم أريد وجاهة وأداء واجب اجتماعي لا ديني ؟ هل عندما أكتب هذه المقاله أريد فعلا أن أنبه نفسي واخواني عن خطر حب الدنيا أم أكون كالذي يمطر الناس بمقالات وخطب رنانة عن خطر التعصب وهو أشد الناس تعصبا لقبيلته أو لعائلته أو لحزبه ؟ هل أكتب المقالة لأنفي التهمة عن نفسي وأخدع نفسي أنني لا احب الدنيا ولا اطلبها ؟ ففي الكافي الشريف عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصره عيوب الدنيا داء ها ودواء ها وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار السلام , وأيضا عن حفص بن غياث، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول جعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لايجد الرجل حلاوة الايمان في قلبه حتى لايبالي من أكل الدنيا ثم قال: أبوعبدالله عليه السلام: حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا , وأيضا عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام إن من أعون الاخلاق على الدين الزهد في الدنيا , أيضا عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام وهو يقول: كل قلب فيه شك أو شرك فهو ساقط وإنما أرادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة , أيضا عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: إن علامة الراغب في ثواب الآخرة زهده في عاجل زهرة الدنيا، أما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا لاينقصه مما قسم الله عزوجل له فيها وإن زهد ; وإن حرص الحريص على عاجل زهرة [الحياة] الدنيا لا يزيده فيها وإن حرص، فالمغبون من حرم حظه من الآخرة , عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن في طلب الدنيا إضرارا بالاخرة و في طلب الآخرة إضرارا بالدنيا، فأضروا بالدنيا فإنها أولى بالاضرار والروايات كثيرة في الكافي الشريف حتى أن الكليني رحمه الله جعل بابا في الكافي الشريف في ذم الدنيا ولله دره ففي ترتيبه للأبواب عجب عجاب مما يدل على مهارة علماء آل محمد محمد عليهم السلام في التعامل مع النصوص والاحاديث والروايات لكن مع الاسف الشديد يكسل شباب الشيعة عن قراءة هذا الكتاب العظيم , وقد يتساءل أحدنا كيف نستطيع أن نزهد في الدنيا ؟ الحل أيضا في الكافي الشريف ففي نفس الباب عن أبي عبيدة الحذاء قال: قلت لابي جعفر عليه السلام حدثني بما أنتفع به فقال: يا أبا عبيدة أكثر ذكر الموت، فإنه لم يكثر إنسان ذكر الموت إلا زهد في الدنيا , فاياك من أن تنغمس في حب الدنيا ففي الكافي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله , والحل هو أن تكون نية الإنسان خالصة لوجه الله ففي الكافي الشريف عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله عزوجل: وعزتي وجلالى وعظمتي وبهائي وعلو ارتفاعي لا يؤثر عبد مؤمن هواي على هواه في شئ من أمر الدنيا إلا جعلت غناه في نفسه وهمته في آخرته وضمنت السماوات والارض رزقه وكنت له من وراء تجارة كل تاجر , وفي نهج البلاغة خطب كثيرة لأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه تحذر من الدنيا مثل الخطبة رقم 110 ورقم 112 وغيرها من كلماتهم صلوات الله وسلامه عليهم التي لا يسع المقال لذكرها وشرح كلماتها لكن علينا خصوصا نحن الشباب الذين نندفع بحرارة دمائنا الى أن نطرح على أنفسنا هذا السؤال كثيرا قبل أن نخطو أي خطوة هل نحن نحب الدنيا ؟ هل العمل الذي نقدم عليه من أجل الدنيا ؟ هل عندما أثير قضية ما أو أفتح ملفا من ملفات احد الذين يسيئون الى التشيه وهم بلباس التشيع أريد أن أحطم صنميته وطرح فكرة أن كل يؤخذ منه ويرد ما عدا المعصوم عليه السلام أم أريد شهرة في كوني من فتحت هذا الموضوع أو قمت بفتح هذا الملف ؟ , يقول مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه في خطبة له : أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا، فَإِنَّهَا حُلْوَةٌ خَضِرِةٌ، حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ وَتَحَبَّبَتْ بِالْعَاجِلَةِ، وَرَاقَتْ بِالْقَلِيلِ، وَتَحَلَّتْ بِالاْمَالِ، وَتَزَيَّنَتْ بِالْغُرُورِ، لاَ تَدُومُ حَبْرَتُهَا , الخ الخطبة الشريفة وغيرها من الخطب والكلمات التي تدعونا الى عدم الحرص على الدنيا وزينتها وشهواتها فقد رأيت في برنامج تويتر من يحرص حرصا شديدا على وجود الأتباع بل وقد يحزن ويحاول ان يختار كلماته بدقة لا مراعاة للحق بل مراعاة للأتباع حتى لا يترك فلان أو يصفه فلان بانه من أتباع فلان وغيرها من الأمثلة التي يستطيع كل منا أن يضربها لكنني أنصح أولا وأخيرا أن نحاسب أنفسنا , هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها بقلم أحمد مصطفى يعقوب كاتب كويتي الكويت في 9 أبريل 2012 مدونة تنوير الكويت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] تويتر @bomariam111 البريد الإلكتروني [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ولا تحرمونا الدعاء بحق ضلعها المكسور صلوات ربي وسلامه عليها | |
|