نداء
من أجل بديل رسالي تقدمي بالمغرب
"الرساليون التقدميون"
بمبادرة من فعاليات مغربية مستقلة انحدرت من تجارب حركية إسلامية مغربية مختلفة وعلى إثر قراءة دقيقة للوضع الوطني والإقليمي ، وبعد أن تبين بالملموس أن أعطاب التحول الديموقراطي والمشاركة الشعبية في العملية السياسية كثيرة غير أن أهم تلك الأعطاب تتمثل في وجود نوعين من القوى ذات الدور السلبي في الحركة المجتمعية (القوى الرجعية / القوى الانتهازية ).
إننا نقصد ب الرجعية "تقديس العناصر غير المقدسة في التراث ومحاولة إعادة تكريس تجربة اجتماعية وسياسية تاريخية معينة وعدم استحضار التحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية المختلفة التي تفصل تلك التجربة البشرية عن واقعنا المعاصر" ..كما أن الانتهازية هي "سلوك لا أخلاقي تمارسه قوى سياسية واقتصادية واجتماعية لبلوغ أهداف نفعية ذاتية منافية للمصلحة العامة للوطن والمواطنين " .
وحيث أن النقيض الفعلي للانتهازية يتمثل في المبدئية التي نطلق عليها اسم " الرسالية " ، وأن النقيض الواقعي للرجعية هو " التقدمية"، فإن البديل الفكري والسياسي للخروج من هيمنة تلك القوى السلبية على مجمل الحركة المجتمعية يكمن في بناء تيار "رسالي تقدمي" .
دوافع وجودية :
1- فشل اليمين الإسلامي في تدبير الحكم وانطلاقة الموجة الثانية من التغيير .
2- الحاجة إلى أن تنخرط التيارات الإسلامية في نقد ذاتي عميق في اتجاه تحديث أطرها المفاهيمية وشعاراتها وبرامجها .
3- عدم قدرة اليمين الإسلامي على ضبط الحدود الفاصلة بين المشروع الإسلامي التقدمي وبين الرأسمالية الاقتصادية ، مما ظهر معه اليمين الإسلامي متماهيا مع المنظومة الاقتصادية الغربية وأبعد عن شعاراته الإسلامية " تزايد التوجه نحو الاقتراض الخارجي وبفوائد بنكية دولية".
4- طغيان الخطاب المذهبي والطائفي لدى اليمين الإسلامي واحتدام الصراع بين القوى اليمينية الإسلامية والقوى الليبرالية والقومية واليسارية .
5- النزعة الشمولية لدى اليمين الإسلامي والرغبة في الاستئثار بالحكم، والتهديد باستعمال قوة الفوضى و"الرهط " لتثبيت الامتيازات .
6- عدم القدرة على الوفاء لشعارات ربيع الثورات " مناهضة الفساد والاستبداد " حيث تم التكيف مع الفساد والمصالحة معه بتوظيف ديني " عفا الله عما سلف " .
7- إضرار اليمين الإسلامي بحقوق الأقليات الدينية والمذهبية والمرأة وانخراطه في مشروع مناهض للحريات الفردية وحقوق الإنسان بما مثل غطاء شرعيا لقوى الرجعية ولمشاريع الفتنة الطائفية .
8- عدم قدرة اليمين الإسلامي على صياغة خطوط استراتيجية جديدة للسياسة الخارجية تتمايز مع مصالح القوى المهيمنة وتستجيب للمصالح الوطنية العليا ..مع انخراط واضح ومكشوف لفائدة المحور الغربي في مواجهة المحور الآخر.
9- إحباط الطبقة المتوسطة والفقيرة من النهج السياسي والاقتصادي لليمين الإسلامي والذي انحاز ليمينيته ولم يكن وفيا لإسلاميته .
الغايات و الأهداف :
1- إنقاذ البعد العقلاني للإسلام في مواجهة التخلف ، وأيضا البعد الوسطي في مواجهة التطرف .
2- التأكيد على القيم النضالية للإسلام في مواجهة الفساد والاستبداد والانحياز التام لجبهة المستضعفين والمحرومين في مواجهة المستكبرين والمستغلين لإقامة العدل بين الناس .
3- التأكيد على ضرورة فك الاشتباك الحاصل بين المشروع الإسلامي التقدمي وبين الاقتصاد الرأسمالي من خلال التأكيد على البعد الاجتماعي للدين عكس فكرة مركزية الفرد في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
4- ضرورة الدفاع عن حقوق الأقليات الدينية والمذهبية والقبول بالاختلاف والتنوع الثقافي والعرقي و الديني والإثني وبحرية المعتقد..والتعايش على قاعدة المواطنة ضمن معادلة " أنا والآخر " بدلا من الإقصاء على أساس معادلة " أنا لا الآخر".
5- التأكيد على ضرورة إيجاد دولة مدنية حديثة تضمن العيش المشترك لكافة المواطنين بغض النظر عن أي أساس للتمييز ..بل وتجريم كل أنواع التمييز على أساس الجنس والثروة واللون والمعتقد ..
6- القول باستحالة الفصل بين الدين والشأن العام لا يعني بالضرورة استحالة التمييز بين ما هو ديني روحي وما هو دنيوي زمني ، من خلال تنظيم دولتي يضمن استقلالية الحقل الديني عن الحقل المدني وضمان حيادية المؤسسة الدينية الرسمية عن منطق التجاذبات السياسية والإيديولوجية في إطار الالتزام التام بمبدأ حرية المعتقد لكافة المواطنين .
7- اعتبارنا أن عملية التحول الديموقراطي هي خلاصة تراكمية لعمليات تحديث البناء الثقافي والاجتماعي بطريقة أصيلة وواقعية ، و أن أي عطب يصيب عملية التحديث الاجتماعي والسياسي سيجعل بالضرورة من العملية السياسية أداة لهيمنة القوى الرجعية والانتهازية .
8- التأكيد على أهمية إشاعة وتقوية ثقافة المواطنة وحب الوطن والاستعداد الدائم للتضحية من أجله ، وهي الثقافة التي غيبتها القوى الرجعية بدعوى الانتصار للشعور الديني والأممية ، كما غيبتها القوى الانتهازية التي لم يكن الوطن في عرفها إلا مصدرا للاسترزاق .
9- ضرورة تقوية موقع الطبقة المتوسطة في البناء الاجتماعي لكونها الطبقة التي تضمن التوازن في النسق العام ، وهي أيضا الطبقة التي يخول لها وعيها الثقافي إمكانية التواصل مع النخبة والتعبير عن مطالب وحقوق المستضعفين .
10- إعادة الاعتبار للمصلحة الوطنية العليا وعدم التموقع السلبي في محاور دولية وإقليمية تفقد المغرب كل هوامش المناورة والحركة والتعويض في كل متغير دولي وإقليمي ..مع الالتزام بدعم حركات التحرر ورفض مشاريع الهيمنة الخارجية .
11- التأكيد على ضرورة تقوية التدخلات العامة في الاقتصاد الوطني لحماية التوازن والاستقرار وحماية حقوق المستهلك و قدرته الشرائية وعدم ترك المستضعفين في مواجهة قوى الانتهازية .
12- العمل على تجسير العلاقة بين الإسلام التقدمي والوطنية ، وبناء "كتلة تاريخية" بين الإسلاميين التقدميين و مختلف القوى الوطنية والتقدمية ، لا بين الرجعيين والانتهازيين ، لأنها بالتأكيد ليست الكتلة التاريخية التي نتطلع لها ، فهي كتلة لا تاريخية ولا شعبية يجب التصدي لها .
لأجل ذلك ،
نوضح أن المشروع " الرسالي التقدمي" لا علاقة له بفكرة "اليسار الإسلامي" وأطروحات الدكتور حسن حنفي التي تخلط بين الاشتراكية والإسلام ..لأننا نعتبر البديل الرسالي التقدمي لا يميني ولا يساري بل هو وسطي بامتياز ، وينطلق من وعي تقدمي للإسلام بعيدا عن كل حالات الالتقاطية الفكرية "الاشتراكية الإسلامية" وبعيدا أيضا عن كل حالات التحجر العقائدي " الفهم المتخلف والمتطرف للدين " .
من هذا المنطلق ، فإننا ندعو كل المؤمنين بالأهداف المعلنة في هذه المبادرة إلى التكتل وتنسيق الجهود لخلق تيار رسالي تقدمي بالمغرب ينطلق بقوة في بناء الحركة الفكرية والسياسية الوطنية إلى جانب كل القوى الوطنية والتقدمية في مواجهة مع كل القوى الرجعية و الانتهازية .
الموقعون :
1- محمد محمدي الحموشي .
2- عبد الحفيظ بلقاضي .
3- خالد بن تحايكت .
4- عصام احميدان .
5- هبة سليمة قوام .
6- الحبيب غيتي .
7- عادل بن حيون .
8- إيمان الفاضلي .
9- نور الدين المخيبشة .
10- محمد الفقير.
11- عبد الرحمن بنحساين .
12- محمد الغازي .