المشرف العام المدير
تاريخ التسجيل : 16/08/2009 عدد المساهمات : 1175 العمر : 55 الموقع : http://al-ofeq.blogspot.com/
| |
المشرف العام المدير
تاريخ التسجيل : 16/08/2009 عدد المساهمات : 1175 العمر : 55 الموقع : http://al-ofeq.blogspot.com/
| موضوع: رد: تساؤلات مشروعة حول الغيبة.. ولكن! الإثنين 23 أغسطس 2010, 22:36 | |
| كما جاء في الرواية:" إن الله كتب القتل على ابني إسماعيل مرتين فسأله فيه ، فما بدا له في شيء كما بدا له في إسماعيل".
وعلى الشمطية القائلين بإمامة محمد بن جعفر وهم أتباع يحيى بن أبي الشمط حيث رووا حبرا عن أبي عبد الله ـ ع ـ :" سمعت أبي يقول : إذا ولد لك ولد يشبهني فسمه باسمي فهذا الولد يشبهني ويشبه الرسول ـ ص ـ ويكون على سنته".
لم يسلم الشيخ البحراني بصحة الخبر ، ومع فرض التسليم لا يجوز العمل به في المقام لأنه من الآحاد ، ومع فرض التسليم لا يؤدي إلى المراد بالدلالات الثلاث: مطابقية وتضمنية والتزامية. لم يتوقف الشيخ ميثم عند مقتضى الدلالات الثلاث ، لكننا نقول : لعله أراد بالمطابقية أن الخبر المذكور لم يكن كافيا للدلالة على تمام معناه الموضوع له ، فالشبه وحده لا يتعدى في الدلالة إلى الإمامة بشرطيها ـ العصمة والنص ـ وصفاتها الأخرى. ومقتضى الدلالة المطابقية أن يدل اللفظ على تمام معناه. ولم يحصل هذا في المقام. وحيث لم يثبت ذلك بالمطابقية فلن يثبت بالباقي ، حيث كلاهما فرع للأولى. فلا نتصور الجزء في التضمني ولا ما هو خارج عن المعنى إلا بتصور الكل وما هو دال على نفس المعنى. والحال أن هذا لم يقع. فعل ذلك ما أراد الشيخ ميثم الإشارة إليه فتأمل!
لكن لو سلمنا بهذا حسب الشيخ ميثم البحراني ، فسيعارض ذلك بكون محمدا خرج بعد أبيه مدعيا الإمامة ومتسميا بأمير المؤمنين وهو حسب المتعارف عليه عند جمهور الإمامية أمارة على عدم استحقاق الإمامة وهو أمر منكر.
وردا على الفطحية القائلة بإمامة عبد الله بن جعفر ، قال بفساد هذه الدعوى لأن لا وجود لنص من الإمام على ابنه ، وإنما بنوا على الأكبرية . وقد رد الشيخ ميثم القول بأكبرية عبد الله بن جعفر ، مؤكدا على أن الأكبرية لإسماعيل. ورده ثانيا من حيث أن حديث الإمامة في الأكبر ورد مشروطا " ما لم تكن به عاهة". وكل من ذهب إلى إمامة موسى ابن جعفر قالوا على نحو التواتر بوجود عاهة في عبد الله في دينه لأنه ذهب مذهب المرجئة " الواقعون في علي وعثمان" وقول أبا عبد الله فيه:" هذا مرج كبير" وقوله " أما علمتم أنه من المرجئة". هذا فضلا عن أنه لم يتميز عن العوام ولا كان صاحب رواية في الحلال والحرام ولا أهلا للإفتاء ولا كان يجيب في المسائل الصغيرة التي تعرض عليه لما امتحن بها عند خروجه وادعائه الإمامة. فتلك وجوه كافية تشهد على عدم استحقاقه لها.
وأما دعوى الممطورة الواقفين على إمامة موسى ـ ع ـ فشبهتهم في ذلك دليلان: الأول قول أبي عبد الله :" ياحميدة بخ بخ ، حل الملك في بيتك" وقوله :" اسمه اسم حديدة الحلاق". فرد الشيخ ميثم أولا بأن المراد بالملك هنا هو الإمامة على الخلق، وثانيا ، عدم التسليم بصحة الخبر ومع فرض التسليم لا يفيد المعنى المذكور بل قد يفيد معنى القائم بالإمامة بعده .
وأما القائلون بإمامة أحمد بن موسى ، بناء على كون الإمام موسى وصى بالإمامة إليه وبناء على كون أبا جعفر كان صغيرا، فإنه مردود عليهم حسب الشيخ البحراني ، بعدم التسليم بصحة النص على أحمد بن موسى أولا ، فلم يره أحد من النقلة المعتبرين من الإمامية . وأما عن كونه صغير السن ففيه التباس ، حيث كمال العقل عند حجج الله لا يعارض بصغر السن وقد رأيت مثالا في القرآن لذلك :" كيف نكلم من كان في المهد صبيا ، قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا" و " وآتيناه الحكم صبيا".
وأما القائلون بإمامة محمد بن علي ، بعد أبي الحسن علي بن محمد ، بنص هذا الأخير عليه فهو مردود من قبل الشيخ البحراني ، بسببين: أنه لا وجود للفظ يؤكد ذلك فوجب أن يأتوا به هذا أولا. وثانيا أنهم انقرضوا ولم يبق منهم من يعتد بنقله ولا من يعتبر رأيه حجة في تعيين الإمام.
أما الذين زعموا أن الحسن بن علي لم يمت ، فشبهتهم في ذلك لو أنه مات وليس له ولد لخلا الزمان من إمام معصوم . ورد ذلك حسب الشيخ ميثم أن موت الإمام معلوم بالضرورة .كذلك لا نسلم بعدم وجود الولد بعد أن أثبت له جمهور من الإمامية الولد وسموه وشخصوه وظهر لهم ورووا فائضا من الأخبار حول المولود .
نقول : إن مجمل هذا الحجاج الشيعي ـ الشيعي حول الإمام المعين يعزز أمورا منها:
ـ أن وراء كل هذا الخلاف اتفاق على أمور منها وجوب الإمام مع تفصيل في المقام ، وأيضا كلهم يؤكد على ثبوت المنتظر وإن أخطأ بعضهم المعين..ليكون الخلاف شخصي لا نوعي.
ـ وهذا الاختلاف ليس فيه ما يخدش في صدق المهدوية والغيبة بل هو اختلاف تفصيلي نابع عن شبهات ، يؤكد على صدق القضية ، حيث النزاع حول قضية ثابتة لا خلاف حولها من جهة التعيين بل من جهة المعين.
ـ أن المدار هو الدليل ، حتى أولئك الذي تشبثوا بأدلة واهية لم تكن آراؤهم عارية عن دليل نقلي وعقلي ، فحق عليهم إن راموا الدليل أن يأتوا به موجها والخضوع لمنطق الحجاج والبرهان.
ـ أن يتصدى الشيخ ميثم لكل هذه الإدعاءات لا يعني أن هذه الطوائف كلها متفقة ضد الإثني عشرية ، بل مؤدى كل دعوى من هذه الدعاوى أن تجعل كل طائفة في مواجهة كل الادعاءات العشر المذكورة . ولو أننا تأملنا مجمل أدلة الطوائف الأخرى سنجد أن الدليل الأقوى هو دليل الإمامية الإثني عشرية ، نظرا لأنه آخذ بالعقل المطمئن وآخذ بالنقل المستفيض. ففدلكاته العقلية لا تتوقف عند قرينة غير مطمئنة ونقوله المستفيضة لا تكتفي بالآحاد ولا الشاذ الناذر..فأمكن كل طائفة من هذه الطوائف أن تحتج على الأخرى بما أورده الإمامية في حقها لكنها لن تصمد أمام كثافة الحضور العقلي والنقلي الإمامي ، مما يستدعي أن تزيد من الشواهد والأدلة ما يمكنها من الدفاع عن آرائها..فالحجاج في المقام مشروع والشرط :"قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين".
هذا الحجاج الشيعي ـ الشيعي كان ضروريا للمقام الرابع من مبحث الغيبة عند الشيخ ميثم ، لأنه يتعلق بالتعيين. والتعيين لا يتحقق إلا بعد رد دعوى من زعم أن الإمامة ثبتت في حق هذا دون ذاك.وكونه جاء قبل مبحث الغيبة لا يضر مع وجود الإحالة. وحيث خصصنا الحديث في الغيبة دون باقي الفصول الأخرى من النجاة، كان لا بد من استحضار هذا البحث هنا لتكامله مع مبحثنا وللعلقة الشديدة بينهما وكونه بمنزلة لزوم المقدمة لذي المقدمة.
في الختام
هذا غيض من فيض ما جادت به قريحة العالم المحقق والفيلسوف المدقق شيخنا كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم من المعلى البحراني ، الموصوف بزبدة الفقهاء والمحدثين، تكفي إشارة لمعرفة بلائه المعرفي الحسن وذكائه الوقاد؛ وحجاجه في مسألة الغيبة إن هو إلا نموذج يؤكد على عبقرية من سلك سبيل الحجاج المختصر في أمر كهذا يتطلب مزيد استطراد. وفيه إشارة على ما له من سعة أفق ، اقتدر بها على بلوغ آرائه عبر طرائق يتصالح فيها النقل والعقل والذوق، وإن كنا لا نستسيغ هذا التقسيم التعسفي ، حيث كل مسالك الدليل، هي عقلية في نهاية المطاف ، والنقل إنما استمد حجيته بناء على العقل ، فليس كل نص هو حجة إلا نصا مخصوصا أمكن العقل التسليم بحجته، وهي مشمولة في قول البارئ تعالى:" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين": صدق الله العلي العظيم!
********
[1] ـ انظر كتاب النجاة ص 39.
[2] ـ الشيخ الصدوق، علل الشرائع ص 343، الناشر مكتبة الداوري / قم.
[3] ـ قواعد المرام في علم الكلام ، ص190، تحقيق السيد أحمد الحسيني مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ط 2
[4] ـ المصدر نفسه ص 191.
[5] ـ التفتازاني ، شرح المقاصد ج5 ص 313 ط 1 ، 1989 منشورات الشريف الرضي
[6] ـ ابن تيمية ، منهاج السنة نقلا عن الميلاني ، دراسات في منهاج السنة ص 384 ط 1 ، 1419هـ/ ياران
[7] ـ قواعد المرام ، ص 191.
[8] ـ قواعد المرام ، ص 191.
[9] ـ كشف المحجة نقلا عن الإمام المهدي : حقيقة لا خيال، الشيخ كاظم جعفر المصباح ، ص 240 ط1 ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت 1998
[10] ـ المصدر نفسه ، ص 190.
[11] ـ النجاة ، ص 207. | |
|
مؤمن14 عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 25/08/2010 عدد المساهمات : 72 العمر : 63
| موضوع: رد: تساؤلات مشروعة حول الغيبة.. ولكن! الخميس 26 أغسطس 2010, 03:01 | |
| بسمه تعالى رائع وممتاز جزاكم الله خيرا اخي الغالي والسلام | |
|