بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
لقد تحدث القرآن الكريم عن أهل البيت عليهم السلام، ووضّح مكانتهم للبشرية، لتقتدي بهم، وتسير على نهجهم القويم، وترجع إليهم عند اختلاف الرأي، وتعارض الفهم،
1. آية التطهير: وهي قوله تعالى: ﴿إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرّجْسَ أَهَلَ الْبَيْتِ، وَيُطَهِرَكُم تَطْهِيراً﴾[ الأحزاب: 33 ].
أخرج مسلم بسنده عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين بن علي فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: ﴿إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرّجْسَ أَهَلَ الْبَيْتِ، وَيُطَهِرَكُم تَطْهِيراً﴾،
2. آية المودة وهي قوله تعالى: ﴿قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى﴾[ الشورى: 23].
قال الزمخشري أنها لما نزلت قيل: يارسول الله من قرابتك هولاء الذين وجبت علينا مودتههم.
قال: علي، وفاطمة، وأبنائهما.
قال الفخر الرازي في تفسيره الكبـير في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى. بعد نقل الرواية المتقدمة عن صاحب الكشاف ما لفظه: فثبت أن هولاء الأربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد من التعظيم.
3. آية المباهلة: وهي قوله تعالى:﴿فَمَن حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَك مِن الْعِلمِ فَقُل تَعاَلَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَائَكُم وَنِسَائَنَا وَنِسَائَكُم وأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسنَا ثُمَّ نَبْتَهِل فَنجْعل لعْنَةَ اللهُ عَلى الْكَاذِبِين﴾[آل عمران:61].
ورد أن وفداً من نصارى نجران جاء ليحاجج الرسول، ويحاوره في نبوته فلم يقتنعوا بما وضحه لهم. فأمره الله جل شأنه بمباهلتهم هو، وأهل بيته ليعرفــوا صدق نبوته فطلب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مباهلتهم، وأحضر معه الإمام علي، والإمام الحسن، والإمام الحسين، وفاطمة، و قال لهم: «إذا أنا دعوت فأمنوا.».
فلما رأى أسقف نجران هذه الأنوار المتلألئة قال: يا معشر النصارى إني لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. فقالوا: يا أبا القاسم، رأينا أن لا نباهلك، وأن نقرك على دينك، ونثبت على ديننا.
قال: «فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين، وعليكم ما عليهم.» فأبوا. فقال: «فإني أناجزكم.». فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا، ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك كل عام ألف حلة، وثلاثين درعاً عادية من حديد. فصالحهم على ذلك. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «والذي نفسي بيده، أن الهلاك قد تدلى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردة، وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي ناراً، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر، ولمَا حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا.».
3. آية الصلاة: ﴿إنَّ اللهَ وَمَلائِكَته يُصلُّونَ عَلَى النبيِّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صلُّوا عَلِيهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَاً﴾[ الأحزاب: 56].
وفي الدر المنثور للسيوطي أخرج عبدالرزاق، وابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وابن مردويه عن كعب بن عجرة قال: قال رجل: يا رسول الله أما السلام عليك فقد علمناه فكيف الصلاة عليك؟ قال: «قل: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.».