إختلف المسلمون قديما وحديتا في مسألة القضاء والقدر، والمسألة واضحة وضوح الشمس٠
سئل علي عليه السلام في مسألة القضاء والقدر فقال لمن سأله : "ويحك لعلك ظننت قضاءا لازما وقدرا حاتما،ولو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب ،وسقط الوعد والوعيد،
إن الله تعالى أمر عباده تخييرا،ونهاهم تحذيرا،وكلف يسيرا ولم يكلف عسيرا،وأعطى على القليل كثيرا،ولم يُعص مغلوبا،ولم يُطع مكرها،ولم يرسل ألأنبياء لعبا، ولم ينزل الكتب للعباد عبثا،ولا خلق السماوات و الأرض وما بينهما باطلا "
فقول علي رضي الله عنه أن الله أمرنا تخييرا يعني أن الله تعالى أمرنا وترك لنا حرية الإختيار وقوله نهاهم تحذيرا يعني أن الله تعالى نهانا وحذرنا عقاب مخالفته ،وترك للإنسان حرية التصرف وبإمكانه أن يخالف أمر الله ،فيستوجب بهذا العقاب
وكذلك نجد أن عليا رضي الله عنه يزيد في توضيح المسألة،فقال بأن الله تعالى لم يُعص مغلوبا ومعناه أن الله تعالى لو أراد جبر عباده وإرغامهم على شيء لم يكن بمقدورهم جميعا أن يغلبوه على أمره ،فالله تعالى ترك لعباده حرية الإختيار في الطاعة والمعصية وكذلك يبين رضي الله عنه أن الإنسان لو كان مجبورا على أفعاله كما يعتقده البعض،لكان إرسال الأنبياء وإنزال الكتب ضربا من اللعب والعبث وهذا مما يتنزه الله عز وجل عنه
إذن فالإنسان مخير في أفعاله التي تصدر منه ،ومسير في كل يحيط به من نواميس الكون وحركته الخاضعة كلها لمشيئة الله تعالى فالإنسان ليس له أن يختار جنسه أو طول قامته و لا حتى أبويه ومتى يحتاج للنوم أو الأكل أو الشرب
إذن فالقضاء والقدر أمر بين الأمرين ،أمر من عندنا وباختيارنا ونفعله بمحض إرادتنا،وأمر خارج عن إرادتنا ونحن خاضعون له ولا نقدر على دفعه ،فنحاسب على الأول ولا نحاسب على الثاني