بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين،
حكم يزيد ابن معاويه ثلاثة سنوات من سنة 61 الى سنة 64هـ ارتكب فيها ابشع واقبح الجرائم البشرية ففي السنه الاولى قتل سبط الرسول وسيد شباب اهل الجنه وسبى نساءه وقتل عياله وشردهم وروعهم ومثل بالاجساد الطاهره .
وفي السنه الثانيه أقدم على جريمه بشعة لم يرو لها مثيل في التاريخ وهي واقعة الحرة ،فيقول ابن سعد في الطبقات الكبرى وابن الأثير في الكامل (( ان عبد الله ابن حنظله غسيل الملائكة خطب في اهل المدينه خطبه قال فيها (فو الله ما اخرجنا على يزيد حتى خفنا ان نرمى بالحجارة من السماء . ان رجلا ينكح الامهات والبنات والخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة . والله لو لم يكن معي احد من الناس لابليت لله فيه بلاأ حسنا).
فغضب يزيد من ذلك فارسل جيشا مؤلفا من ثلاثين الف من اهل الشام وعليهم مسلم بن عقبه فقد قال له ( السيف السيف اجهز على جريحهم واقبل على مدبرهم واياك ان تبقي عليهم ). فيقع ثلاثين الف من اهل الشام مدججون بالاسلحة الكاملة في اهل المدينة قتلا وذبحا ثلاثة ايام وخطب مسلم بن عقبه قائلا( هذه المدينه لكم مباحة ثلاثة ايام دمائهم ونسائهم واموالهم ).
وقد ذكر المؤرخون انه بلغ عدد قتلى الحرة يومئذ من قريش والانصار والمهاجرين واصحاب رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) الف وسبعمائه قتيلا ، ومن سائر الناس عشرة الاف سوى النساء والصبيان وقد نقل المؤرخون صور مروعه عن هذه الفاجعه فمثلا ما نقل عن ابي معشر حين قال ( لئن رجلا من اهل الشام دخل على امراة نفساء من نساء الانصار ومعها صبي لها فقال لها : هل من مال ؟ قالت لا والله ما تركو لي شي فقال : والله لتخرجين الي شيئا او اقتلنك وصبيك هذا فقالت ويحك انه ولد ابن ابي كبش الانصاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وقد بايعته يوم بيعة الشجرة على ان لا ازني ولا اسرق ولا اقتل ولدي ... فما اتيت شيئا فاتقي الله ثم قالت بابنها يا بني والله لو كان عندي شيئ لافتديتك به قال : فاخذ الشامي برجل اصبي والثدي في فمه فجذبه من حجرها وضربه به الحائط فانتثر دماغه على الارض امام امه ).
ويدخل القوم المدينه وتجول خيولهم فيها فيقتلون وينهبون فما تركو في المنازل من اثاث ولا حلي ولم يتركو فراشا الا نفضو صوفه ولم يتركو حتى الحمامه والدجاج الا كانو يذبحونها فهذا ابو سعيد الخدري صاحب رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) يدخلون عليه فينتفون لحيته ويضربوه ضربات ثم ياخذون كلما يجدون في بيته حتى الصوف وحتى زوج الحمام كان له بالرغم من انه عرف لهم نفسه. والافضع والادهى من ذلك كله اباحة مسلم بن عقبه بامر من يزيد بن معاويه نساء المدينة المنورة لجيش الشام ثلاثة ايام وكانهن لسن مسلمات او انهن اسارى حرب غير المسلمين وهذهالجريمة النكراء ارتكبت عند قبر النبي ص واله وفي حرم النبي وحمى النبي فنادى مناد ( مسلم ) في اهل الشام (( يا اهل الشام ان اميركم مسلم بن عقبه بامر من امير المؤمنين يزيد بن معاويه اباح لكم هذه المدينة كلها ثلاثة ايام ومن زنى من امراة فذلك له )) . فوقع جيش الشام في الزنا بالمسلمات وفيهن بنات المهاجرين والانصار وفيهن ذوات الازواج وفيهن الابكار ....
واما في السنة الثالثة بعث بجيش جرارا الى مكة المكرمة لحصار عبد الله بن الزبير فرمو ا الكعبة المقدسة باحجار ضخام ونار من المنجنيق حتى حطموها واحرقوها ولم يبقى منها سوى المدر .
فهذه ثلاث سنوات حكمها الطاغية فعمل بها تلك الجرائم الكبرى وليت شعري لوكان عاش اكثر من ذلك ماذا كان يفعل ؟؟!!