هو مجموعة من المحاضرات والخطب ألقاها سماحة آية اللّه العظمى السيِّد محمَّد حسين فضل اللّه في مناسبات عديدة وعلى أكثر من منبر وتاريخ بعضها يعود إلى أكثر من ثلاثة عقود.
وميزة الكتاب أنَّ سماحة السيِّد يقدِّم الزهراء (ع) الأسوة والقدوة والـمُثُل، وهذا ما يعبّر عنه في قوله: «وتحدّثت عنها في أكثر من محاضرة ومقابلة وحوار وقصيدة، حديث العشق الروحي والمحبة الفكرية والتقديس القلبي، فلم أترك فضيلة أو منقبة أو موقفاً أو روحانية إلاَّ وتحدّثت عنها...»
تقـديــم
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد.. فقد بدأتُ حياتي والسيدة الزهراء(ع) في عقلي وقلبي وحياتي، لأنها السيدة الطاهرة النقية التي كانت كل حياتها لله ولرسوله ولعلي وللإسلام كله، وللإنسان كله في سموّ الروح وشموخ العقل وطهارة الحس وقوّة المنطق وصلابة الموقف، كما عاشت عمق المأساة، فكانت دموعها دموع الرسالة على الإنسان الذي أبعدوه عن الخط المستقيم، مع كونه القيادة العظيمة المعصومة المجاهدة المنفتحة على العقل كله والروح كله والإنسان كله، من خلال انفتاحها على الله في كل رحاب قدسه وآفاق عظمته وحركة دينه، كانت اهتماماتها في حجم الرسالة لا في حجم الذات، وكانت صرختها في خط القضية لا في لوعة الألم.
لقد نظمتُ ـ قبل العشرين من عمري في النجف الأشرف ـ العراق ـ قصيدة في وفاة الزهراء(ع)، وبقيت هناك وتحدثت عنها في أكثر من محاضرة ومقابلة وحوار وقصيدة، حديث العشق الروحي والمحبة الفكرية والتقديس القلبي، فلم أترك فضيلة أو منقبة أو موقفاً أو روحانية إلا وتحدثت عنها.. وامتدّ ذلك إلى تحليل كلماتها، ومنها خطبتها، لأني كنت أجد أن علينا أن نتعرف على الزهراء الروح والقلب والفكر والموقف، لتكون لنا الرائد الذي لا يكذب أهله، والقدوة التي نتابعها ونتّبعها في حياتنا الإسلامية للرجال والنساء معاً.
وقد قام فضيلة العلاّمة الشيخ حسين الخشن ـ حفظه الله ـ بجمع وتنسيق هذه الكلمات وإعداد تلك الأحاديث بأسلوب شيّق وتدقيق وتحقيق وتوزيع للموضوعات بالمستوى الرفيع، بحيث أصبح هذا الكتاب "الزهراء(ع) القدوة" يمثل كل فكري في سيدة نساء العالمين، راجياً له من الله الأجر، وللكتاب المزيد من النفع للقراء الذين سوف يجدون في هذه الكلمات إنساناً يتجلى في فكره عظمة الزهراء وقداستها وعظمتها، بدلاً مما يثيره الذين لا تقوى لهم أمام الغوغاء بما هو العكس في ذلك، سائلاً الله لهم الهداية إلى الصراط المستقيم، والله ولي التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
محمد حسين فضل الله26 جمادى الأولى 1421هـ
وهذا رابط الكتاب..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]