بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
حديث سلسلة الذهبلماذا سلسلة الذهب؟
قد عُرف هذا الحديث الشريف بـ
"حديث سلسلة الذهب" ، لأنّ جميع رواة سنده هُم من الأئمّة المعصومين الذين ينتهون إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله. فلذا يُطلق على السند
"السلسلة الذهبية"، كما يُطلق على السند الذي يكون كلّ رواته عدولاً ثِقاتاً من الإمامية الآثنَي عشريّة
"السلسلة الفضّيّة".السياق التاريخي :
في رحلة الإمام الرضا عليه السلام من المدينة إلى مرو، كانت أبرز المحطات توقف الإمام ب
"نيسابور" وكانت تُعرف بـ "أبْرشهر''، يصفها ابن حوقل في 'صورة الأرض' قائلاً: هي مدينة سهلة، أبنيتها من طين.. وليس بخراسان مدينة أصح هواءً، وأفسح فضاءً، وأشدّ عمارةً، وأدوم تجارةً، وأكثر سابلة، وأعظم قافلة، من نيسابور... وقد خرّجت نيسابور من العلماء كثرة، ونشأ بها على مرّ الأيّام من الفقهاء مَن شُهر اسمه، وسما قَدره، وعلا ذِكره.
لمّا دخلها الإمام عليّ الرضا عليه السّلام كان لأهل نيسابور لقاءات طيّبة معه، لعلّ أهمّها اللقاء الذي فاض به عليهم بحديث
سِلسلة الذَّهَب.
يقول الإربليّ في: كشف الغمّة :
حدَّث المولى السعيد، إمام الدنيا عماد الدين، محمّد بن أبي سعيد بن عبدالكريم بن هوازن، في محرَّم سنة ستّ وتسعين وخمسمائة قال: أورد صاحب كتاب تاريخ نيسابور في كتابه:
إنَّ عليّ بن موسى الرّضا عليهما السّلام لمّا دخل نيسابور في السّفر الّذي فاز فيه بفضيلة الشهادة، كان في مهد أي محمل على بغلة شهباء عليها مركب من فضّة خالصة، فعرض له في السّوق الإمامان الحافظان للأحاديث النبويّة: أبوزرعة، ومحمّد بن أسلم الطوسيّ.
فقالا: "
أيها السيّد آبنُ السادة، آيّها الإمام ابن الأئمّة، أيّها السلالة الطّاهرة الرضيّة، أيّها الخلاصة الزّاكية النبويّة! بحقّ آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين، إلاّ ما أريتنا وجهك المبارك الميمون، ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك نذكرك به".
فاستوقف البغلة، ورفع المظلّة، وأقرّ عيونَ المسلمين بطلعته المباركة الميمونة، فكانت ذُؤابتاه كذؤابتي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والناس على طبقاتهم قيام كلّهم. وكانوا بين صارخٍ وباك، وممزّق ثوبه، ومتمرّغ في التراب، ومقبّلٍ حزامَ بغلته، ومطوّلٍ عنقَه إلى مظلّة المهد، إلى أن انتصف النهار، وجرت الدموع كالأنهار، وسكنت الأصوات، وصاحت الأئمّة والقضاة: معاشر الناس! إسمعوا وعوا، ولا تُؤذوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في عترته وأنصتوا.
فأملى صلّى الله عليه هذا الحديث، وعُدَّ من المحابر24 ألفاً سوى الدُّويّ (جمع دواة، وهي المحبرة)، والمستملي أبوزرعة الرازيّ، ومحمّد بن أسلم الطوسيّ رحمهما الله.
فقال عليه السّلام: (نصّ الحديث)
نصّ الحديث الشريف :
روى الصدوق في أماليه الصفحة 195،الحديث 8 من المجلس الحادي والأربعين قال:حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن يوسف بن عقيل، عن إسحاق بن إبراهيم بن مخلّد الحنظليّ المعروف بـ ابن راهويه. وروى أيضاً في معاني الأخبار الصفحة370، وفي التوحيد الصفحة25، عن محمّد بن المتوكّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الصولي قال: حدّثنا يوسف بن عقيل عن إسحاق بن راهويه قال:
لمّا وافى أبوالحسن الرضا عليه السّلام نيسابور وأراد أن يرحل منها إلى المأمون اجتمع عليه أصحاب الحديث فقالوا: يابن رسول الله صلّى الله عليه وآله، ترحل عنا ولا تحدّثنا بحديث فنستفيده منك! ـ وقد كان قعد في العماريّة ـ فأطْلع رأسه وقال: "
سمعتُ أبي موسى بنَ جعفر يقول: سمعت أبي جعفرَ بن محمّد يقول: سمعت أبي محمّدَ بن عليّ يقول: سمعت أبي عليَّ بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسينَ بن علي يقول: سمعت أبي اميرَ المؤمنين عليّ بن أبي طالب يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت الله عزّ وجلّ يقول:
" لا إله إلاّ الله حصني، فمن دخل حصني أمنَ من عذابي"
فلمّا مرّت الراحلة نادانا: "
لكن بشرطها وشروطها وأنا من شروطها "