نموذجان للاستفادة من وجود الامام الحجة (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد والمحمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النموذج الاول :-
ابتلي السيد محمدباقر الدامغاني ـ وهو من العلماء في مدينة مشهد المقدسة ـ بداء السل، واستمر يعاني منه أعواماً، ولم تؤدّ مراجعته للأطباء إلى نتيجة، بل استمرت حالته تزداد سوءً،وبدأ يضعف ويذوي حتى فقد الأمل بالشفاء. وفي يوم من الأيام قذف دماً كثيراً من صدره، فجاء عند أستاذه الميرزا الإصفهاني وشكا له حالته وضعفه. يقول: فجثا الميرزاعلى ركبتيه وقال له معاتباً: ألست سيداً (هاشمياً)، فلماذا لا تلجأ إلى أجدادك الطاهرين؟ ألست من شيعة الإمام المنتظر (عليه السلام)، فلماذا لا تستنجد ببقية الله في الأرض حتى ينجيك مما أنت فيه؟ ألا تعلم أن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هم أسماء الله الحسنى؟ ألم تقرأ في دعاء كميل: (يا من اسمه دواء وذكره شفاء) قم واذهب إلى بقية الله (الإمام المهدي عجل الله فرجه) واطلب منه حل مشكلتك.
يقول: فأخذتني العبرة وقمت متجهاً إلى حرم الإمام علي ابن موسى الرضا (عليه السلام). وبعدأن دخلت الصحن العتيق رأيت فجأة أني أعيش في وضع آخر، فليس الوضع هو الوضع المعتاد،وبدا لي أني أعيش في عالم المكاشفة، إذ لم يكن الناس الذين يعتاد تواجدهم في الصحن الشريف موجودين وكانت هناك جماعة قليلة العدد يمشون ويتقدمهم رجل اُلقي في روعي أنه هو الإمام المهدي (عجل الله فرجه). وخفت أنهم قد يغادرون قبل أن التقي بالإمام وأنال بغيتي، ففكرت أن أنادي الإمام (عليه السلام).
وبينما أنا كذلك ـ فيهذا الخاطرـ وإذا بذلك الرجل يلتفت إليّ وينظر إليّ نظرة واحدة بطرف عينه فقط ومندون أن يكلمني، وبدأ العرق يتصبب من بدني، وإذا بالصحن الشريف يعود بعد ذلك إلى حالته الطبيعية فلم أر الرجل ولا الجماعة التي كانت خلفه، ورأيت جموع الناس المعتادة، فرجعت إلى نفسي فإذا بي صحيح البدن معافى.
وعاش الدامغاني بعدذلك أعواماً في صحة كاملة.
النموذج الثاني :-
قضية حدثت للحاج آقا حسين القمي (رحمه الله) الذي كان من شدةاحتياطه أيضاً أنه إذا سئل عن الوقت يقول في الجواب: أتصور أنها كذا (التاسعةمثلاً) خشية أن لا يكون قوله مطابقاً للواقع!
نُقل في أحواله أنه كان يعتقدأن أقوى دعامة له في حياته هو وجود الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وعنايته وكان راسخ الاعتقاد أن هذه الدعامة هي التي تسنده وتنقذه وتنجيه.
وهذا هوالاعتقاد الذي يجب أن يكون ثابتاً عندنا كما كان عند السيد القمي(رحمه الله)، لا أن يكون موجوداً حيناً ومفقوداً في أحيان أخرى كما هو حال أغلب الناس.
أماقضية هذا العالم ورعاية الحجة (عجل الله فرجه) له فهي كالتالي: كان (الحاج آقا حسين القمي) قد جاء إلى طهران في قضية جهاده مع العلماء ضد البهلوي الأول، فحوصر فيها فلم يستطع الرجوع وانقطع به الطريق، ولم يكن لديه مال، فبعث له البهلوي بشيك أبيض يكتب هو فيه ما يعجبه، ولكنه (رحمه الله) رفض استلام الشيك من الرسول لأنها أموال الدولة وهو لا يريد أن يتصرف لنفسه من أموالها، رغم احتياجه الشديد والمبرم للمال. فقيل له: فكيف ستعيش؟ فقال: أنا أعتقد أن الإمام الحجة (عجل الله فرجه) لا ينس رعيته.
(انظروا إلى التعبير، فهو لم يقل إن الإمام (عليه السلام) لا ينسى جنوده أو وكلاءه، مع أنه كان مرجعاً للتقليد، ولكنه قال: إن الإمام (عجل الله فرجه) لا ينسى رعيته)!
فضحك بعض ضعاف الإيمان ممن كانوا حوله عند سماعهم هذه العبارة، ولكن تلك الإرادة التي تقف وراء كل شيء وتهيئ الأسباب الظاهرية، هيأت له الأسباب ولم تتخلّ عنه! إذ إن رئيس شرطة مدينة (شهر ري) تأثر بالسيد القمي وانشدّإليه، فقام بمفاتحة بعض التجار في طهران ـ رغم ما يحمل ذلك من خطر عليه ـ ليكون وسيطاً لإيصال المال منهم إليه، ونجح في المهمة ووقاه الله من خطر عظيم، لأن السلطة لو اكتشفت أمره لربما كانت تصدر الأمر بإعدامه، ولكنه استطاع أن يدخل على السيدالقمي وكان يخفي المال في جورابه، وقال السيد القمي عندما قدم له الرجل المال: كنت أعلم أن الإمام (عليه السلام) لا ينسى رعاياه.
منقول
المصدر /محاضرة للسيد محمد رضا الحسيني الشيرازي (قدس) بعنوان ( دور الإمام المهدي (عليه السلام) في حياتنا ) ألقيت هذه المحاضرة في السابع من جمادى الثانية عام 1424هـ.