zainab90 عضو مميز
تاريخ التسجيل : 18/10/2009 عدد المساهمات : 108 العمر : 43
| موضوع: رسالة إلى من يهمه الأمر ، وتذكرة لمن تنفعه الذكرى الأربعاء 24 نوفمبر 2010, 05:02 | |
| السيد عصام احميدان الحسني
ّإذا غاب موسى ..حضر السامري
لقد علمنا القرآن الكريم أن المجتمع دائما يحتاج إلى رعاية القيادة الربانية ، سواء المتجسدة في خط النبوة أو امتدادها الشخصي على مستوى الإمامة ، أو في الامتداد النوعي والموضوعي لحركة الأنبياء والأئمة والمتمثلة في حركية المرجعية الرشيدة .
ومن هذا المنطلق ، لاحظنا كيف أن نبي الله موسى ع بالرغم من كل الزخم النضالي الذي مثلته حركته الرسالية لتغيير الواقع وتحرير الإنسان من عبودية أخيه الإنسان ، وربطه بعبودية الواحد الأحد ، غير أن غيابه عن نواة المجتمع المؤمن لمدة لا تزيد عن أربعين ليلة كانت كافية لانقلاب المفاهيم التوحيدية وتحولها ضمن قالب شركي عبر عنه خط السامري ، الذي أقل ما يمكن وصفه به أنه خط تحريفي .
وقد كان نبي الله موسى ع يعلم جيدا أن تلك النواة الجديدة للمجتمع الإيماني لم تنضج بما يكفي ، وتحتاج دوما إلى حضور خط المرجعية الربانية ، لذلك جعل عليهم أخاه هارون الوصي ، والذي لم يستطع أن يمنع الخط السامري التحريفي من الظهور بقوة بعد غياب موسى ع .
من هذا المنطلق ، فإن المرجعية الذاتية والتي تجسدت في خط الأنبياء ع والأئمة ع قد فتحتنا على مرحلة جديدة من عمر الإنسانية ألا وهي مرحلة المرجعية الموضوعية حيث المرجع يحدد بصفاته بحيث يكون جامعا للشرائط ولا يحدد بذاته كما حدد الأنبياء والأئمة بأسمائهم ..فانفتحنا مع الغيبة الكبرى على المرجعية الموضوعية لا الذاتية " من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، مخالفا لهواه ، مطيعا لأمر مولاه ، فعلى العوام أن يقلدوه " .
وحيث أنه في حالة عدم وجود الفقيه وبعده عن بلد المكلفين فيقع التكليف الوجوبي العيني بالتفقه في الدين ولا يرتقع إلا بأن ينفر بعض المؤمنين للتفقه في دينهم وللعودة إلى قومهم في إطار التبليغ والإرشاد "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون" .
إن الإنذار الذي هو حركة الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتوقف على التفقه في الدين ، وليس هذا الأمر مشرعا للعوام كما قد يظن بعض السذج المأخوذين بشعارات المساواة في كل شيء ، دونما تدقيق في مفهوم المساواة التي لها منظورين مختلفين : مساواة حسابية و أخرى تناسبية ..فالمساواة الحسابية هي تلك التي تنادي بها بعض المنظمات النسائية في الغرب والمغرب أيضا ، بحيث يكون للرجل ما للمرأة ، أما المساواة التناسبية وهي التي يقر بها الإسلام ، فهي مساواة وظيفية تقرر الحق بناء على الوظيفة والدور .."الرجال قوامون على الناس بما أنفقوا " فالإنفاق هنا وظيفة الرجل وهي أساس "القوامة" وأيضا "لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" و "لا يستوي المجاهدون والقاعدون" ..فالجهاد والعلم والعمل محددات وظيفية وقيمة مرجعية للمساواة.
ومن هنا ، فإن دور المبلغين المتفقهين في الدين والمتصلين بالمرجعية الرشيدة تكمن في الدعوة للخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صيانة للخط العقائدي العام لأمة ، ولضمان ارتباطها بالمرجعية الربانية ..وإن كل غياب لهذه الطليعة الرسالية سوف يعني بالضرورة إشارة مرور للخط السامري من جديد ليحدث اهتزازات في الوعي الإسلامي الأصيل وليشوش حركة السير العام للأمة الواحدة .
إن الطليعة الرسالية المؤمنة هي تلك المتفقهة في دينها أو المتصلة بخط المرجعية الرشيدة في كل صغيرة وكبيرة ، وهي تلك التي تحتاط لدينها كما تحتاط لدنياها ، وأي غياب لها عن الساحة سيفتح المجال للسامريين كي ينفذوا إلى الساحة ليمارسوا عبثهم وتشويشهم العقدي وليحدثوا اهتزازات في مفاهيم والوحدة والتضامن والإخاء ..إن هذه رسالة إلى من يهمه الأمر ، وتذكرة لمن تنفعه الذكرى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|