السلام عليكم و رحمة الله
مرحبا بالاخ الكريم في هذا المنتدى
سؤال ليس سهلا العمل بجوابه فالشيعي هو المتبع اتباع الفصيل اثر امه للنبي الخاتم و اهل بيت النبوة
ا ان تكون شيعيا و اكثر شيعيا خالصا هذا وجب ان نكون كابوذر او مالك الاشتر و زهير بن القين الذين بدلوا مهجهم دون اهل بيت النبوة
واسمح لي اخي الكريم ان اورد وصية للامام الصادق عليه السلام لشيعته و لكل شيعي لال محمد في كل عصر
روى الكليني في "كتاب الكافي" فقال: حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضّال، عن حفص المؤذن عن أبي عبد الله الصادق(ع)، وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله(ع) أنه كتب(ع) بهذه الرسالة إلى أصحابه وأمَرهُم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها، فكانوا يضعونها في مسجد بيوتهم، فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها.
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد، فاسألوا ربكم العافية وعليكم بالدعة(1) والوقار والسكينة وعليكم بالحياء والتنـزّه عما تنـزّه عنه الصالحون قبلكم.
وإياكم أن تزلقوا ألسنتكم بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان، فإنكم إن كففتم ألسنتكم عمّا يكرهه الله وممّا نهاكم عنه كان خيراً لكم عند ربكم من أن تَزلقوا ألسنتكم به، فإنّ زَلْقَ اللسان فيما يكره الله وما نهى مَردَّاةٌ(2) للعبد عند الله ومقتٌ من الله وصُمٌ وعُميٌ وبُكمٌ يورثهُ الله إياه يوم القيامة فتصيروا كما قال الله تعالى: {صُمٌ بكْمٌ عمْيٌ فهُم لا يرجِعون} [البقرة:18]،يعني {...لا ينطِقون * ولا يُؤذَنُ لهُم فيعتذِرون} [المرسلات: 35ـ36].
وإياكم وما نهاكم الله عنْهُ أن تركبوه وعليكم بالصمت إلا فيما ينفعكم الله به من أمرِ آخرتكم ويأجرَكم عليه.
وأكثروا من التهليل والتقديس والتسبيح والثناء على الله والتضرّع إليه والرغبة فيما عندهُ من الخير الذي لا يُقدِّرَ قدرهُ ولا يبلغ كنهَهُ أحد.
فأشغلوا ألسنتكم بذلك، عمّا نهى الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقبُ أهلَهَا خلوداً في النار، من مات عليها ولم يتُب إلى الله ولم ينزع عنها.
وعليكم بالدعاء فإنّ المسلمين لم يُدركوا نجاحَ الحوائج(3) عند ربهم بأفضل الدعاء والرغبة إليه والتضرع إلى الله والمسألة له.
فارغبوا فيما رغبكم الله فيه، وأجيبوا الله إلى ما دعاكم إليه، لتفلحوا وتنجوا من عذاب الله.
وإياكم أن تشرهَ أنفسكم(4) إلى شيء مما حرّم الله عليكم فإنه مَن انتهك ما حرّم الله عليه ههنا في الدنيا حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها ولذتها وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين.
واعلموا أنّه بئس الحظ لمن خاطر الله بترك طاعة الله، وركوب معصيته فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنياً منقطعةً زائلة عن أهلها على خلودِ نعيم الجنة، ولذاتها وكرامةِ أهلها، ويلٌ لأولئك ما أخيب حظهم وأخسر كرّتهم وأسوأ حالهم عند ربهم يوم القيامة استجيروا الله أن يجيركم أبداً وأن يبتليكم بما ابتلاهم به ولا قوة لنا ولكم إلا به، فإنه لا يتُم الأمر حتى يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم. وحتى تُبتلوا في أنفسكم وأموالكم، وحتى تسمعوا من أعداء الله أذىً كثيراً فتصبروا وتعركوا(5)، وحتى يستذلوكم ويبغضوكم، وحتى يحملوا عليكم الضيم فتحمّلوا منهم تلتمسون بذلك وجه الله والدار الآخرة. وحتى تكظموا على الغيظ الشديد في الأذى في الله عز وجل يجترمونه إليكم، وحتى يكذبوكم بالحق ويعادوكم فيه ويبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم ومصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل(ع) على نبيّكم(ص) سمعتم قول الله عز وجل لنبيّكم(ص): {فاصبِر كما صبَرَ أولوا العزْمِ من الرسل ولا تستعجِل لهم} [الأحقاف:35]، ثم قال تعالى: {ولقد كُذِّبت رسلٌ من قبلِكَ فصبَروا على ما كُذِّبوا وأُوذوا} [الأنعام:34]، فقد كُذِّب نبي الله والرسل من قبله وأُوذوا مع التكذيب بالحق فإن سرّكم أمر الله أتمّ لكم ما آتاكم من الخير.
واعلموا أنّه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأي ولا مقاييس قد أنزل الله القرآن وجعل فيه تبيان كل شيء، وجعل للقرآن ولتعلم القرآن أهلاً لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوىً ولا رأي ولا مقاييس أغناكم الله عن ذلك بما آتاكم من علمه وخصّهم به ووضعه عندهم كرامة من الله أكرمهم بها. وهم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الأمة بسؤالهم وهم الذين سألهم ـ وقد سبق في علم الله أن يصدقهم ويتبع أثرهم ـ أرشدوه وأعطوه من علم القرآن ما يهتدي به إلى الله بإذنه وإلى جميع سبل الحق وهم الذين لا يرغب عنهم وعن مسألتهم وعن علمهم الذي أكرمهم الله به وجعله عندهم إلا من سبق عليه في علم الله الشقاء.
وأكثروا من أن تدعوا الله فإن الله يحبّ من عباده المؤمنين أن يدعوه، وقد وعد الله عباده المؤمنين بالاستجابة والله مُصيرٌ دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملاً يزيدهم به في الجنة.
فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كلّ ساعة من ساعات الليل والنهار، فإنّ الله أمر بكثرة الذِّكر له، والله ذاكرٌ لمن ذكره من المؤمنين.
واعلموا أن الله لم يذكره أحدٌ من عباده المؤمنين إلا ذكره بخير فاعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته، فإن الله لا يدرك شيء من الخير عنده إلا بطاعته واجتناب محارمه التي حرّم الله في ظاهر القرآن وباطنه. فإنّ الله تبارك وتعالى قال في كتابه وقوله الحق: {وذروا ظاهِرَ الإثْم وباطنِه}[الأنعام:120].
واعلموا أنّ ما أمر الله به أن تجتنبوه فقد حرّمه. واتبعوا آثار رسول الله(ص) وسنته فخذوا بها ولا تتبعوا أهواءكم وآراءكم فتضلّوا، فإن أضلّ الناس عند الله من اتبع هواه ورأيه بغير هدىً من الله. وأحسنوا إلى أنفسكم ما استطعتم، فإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، وإن أسأتم فلها، وجاملوا الناس ولا تحملوهم على رقابكم تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم.
وإياكم وسبّ أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبوا الله عدواً بغير علم، وقد ينبغي لكم أن تعلموا حدّ سبهم لله كيف هو، إنّه من سبّ أولياء الله فقد انتهك سبّ الله ومن أظلمُ عند الله من استسبّ الله ولأولياء الله فمهلاً مهلاً فاتبعوا أمر الله ولا قوّة إلا بالله.
عليكم بآثار رسول الله(ص) وسنته وآثار الأئمة الهداة من أهل بيت رسول الله(ص) من بعده وسنتهم فإنه من أخذ بذلك فقد اهتدى ومن ترك ذلك ورغب عنه ضلّ، لأنهم هم الذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم، وقد قال أبونا رسول الله(ص): "المداومة على العمل في اتباع الآثار والسنن وإن قلّ أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة، من الاجتهاد في البدع واتباع الأهواء. ألا إنّ اتباع الأهواء واتباع البدع بغير هدىً من الله ضلالٌ وكل ضلالةٍ بدعة، وكل بدعةٍ في النار ولن ينال شيء من الخير عند الله إلا بطاعته والصبر والرضا من طاعة الله".
واعلموا أنه لن يؤمن عبدٌ من عبيده حتى يرضى عن الله فيما صنع الله إليه وصنع به على ما أحب وكره ولن يصنع الله بمن صبر ورضي عن الله إلا ما هو أهله وهو خير له مما أحبّ وكره.
وعليكم بالمحافطة على الصلوات والصلاة الوسطى، وقوموا لله قانتين كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم وإياكم، وعليكم بحب المساكين المسلمين فإنه من حقّرهم وتكبّر عليهم فقد زلّ عن دين الله والله له حاقرٌ ماقتٌ وقد قال أبونا رسول الله(ص): "أمرني ربي بحب المساكين المسلمين".
واعلموا أن من حقّر أحداً من المسلمين ألقى الله عليه المقت منه والمحقرة حتى يمقته الناس والله له أشدّ مقتاً، فاتقوا الله في إخوانكم المسلمين المساكين فإن لهم عليكم حقاً أن تحبّوهم، فإن الله أمر رسوله(ص) بحبهم فمن لم يحبّ من أمر الله بحبه فقد عصى الله ورسوله ومن عصى الله ورسوله ومات على ذلك مات وهو من الغاوين.
وإياكم والعظمة والكبر، فإن الكِبَر رداء الله عز وجل فمن نازع الله في رداءه قصمه الله وأذله يوم القيامة. وإياكم أن يبغي بعضكم على بعض فإنها ليست من خصال الصالحين، فإنه من بغى صيّر الله بغيه على نفسه وصارت نصرة الله لمن بُغي عليه ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر من الله. وإياكم أن يحسُد بعضم بعضاً فإن الكفر أصله الحسد.
وإياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم، فيدعو الله عليكم ويستجاب له فيكم، فإن أبانا رسول الله(ص) كان يقول: "إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة". وَلْيَعِنْ بعضكم بعضاً، فإن أبانا رسول الله(ص) كان يقول: "إن معونة المسلم خيرٌ وأعظم أجراً من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام".
وإياكم وإعسار أحد من أخوانكم المسلمين أن تعسروه(6) بالشيء يكون لكم قبله وهو معسر فإن أبانا رسول الله(ص) كان يقول: "ليس لمسلم أن يعسر مسلماً ومن أنظر معسراً أظله الله بظله يوم لا ظلّ إلا ظلّه".
وإياكم وحبس حقوق الله قبلكم يوماً بعد يوم وساعةً بعد ساعة، فإنه من عجّل حقوق الله قبله كان الله أقدر على التعجيل له إلى مضاعفة الخير في العاجل والآجل، وإنه من أخر حقوق الله قبله كان الله أقدر على تأخير رزقه، ومن حبس الله رزقه لم يقدر أن يرزق نفسه فأدوا إلى الله حق ما رزقكم يطيب الله لكم بقيته، وينجز لكم ما وعدكم من مضاعفته لكم الأضعاف الكثيرة التي لا يعلم عددها ولا كنهَ فضلها إلا الله ربّ العالمين.
واعلموا أن السنة من الله قد جرت في الصالحين، وقال(ص): "منْ سرّه أن يلقى الله وهو مؤمن حقاً حقاً فليتولّ الله ورسوله والذين آمنوا وليبرأ إلى الله من عدوهم ويسلّم لما انتهى إليه من فضلهم، لأن فضلهم لا يبلغه ملكٌ مقرّبٌ ولا نبيٌ مرسلٌ ولا من دون ذلك، ألم تسمعوا ما ذكر الله من فضل اتباع الأئمة الهداة وهم المؤمنون".
قال تعالى: {فأولئك مع الذين أنعَمَ الله عليهم مِنَ النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسُنَ أولئك رفيقاً} [النساء:69]. فهذا وجهٌ من وجه فضل اتّباع الأئمة فكيف بهم وفضلهم، ومن سرّه أن يتمّ الله له إيمانه حتى يكون مؤمناً حقاً حقاً فليتّق الله بشروطه التي اشترطها على المؤمنين فإنه قد اشترط مع ولايته وولاية رسوله وولاية أئمة المؤمنين إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وإقراض الله قرضاً حسناً واجتناب الفواحش ما ظهر منها وما بطن فلم يبق شيء ممّا فسر ممّا حرّم الله إلا وقد دخل في جملة قوله، فمن دان الله فيما بينه وبين الله مخلصاً لله ولم يوخص(7) لنفسه في ترك شيء من هذا فهو عند الله في حزبه الغالبين وهو من المؤمنين حقاً.
وإياكم والإصرار على شيء مما حرّم الله في ظهر القرآن وبطنه وقد قال الله تعالى: {ولم يصِرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون} [آل عمران:135]، يعني المؤمنين قبلكم إذا نسوا شيئاً مما اشترط الله في كتابه عرفوا أنهم قد عصوا الله في تركهم ذلك الشيء فاستغفروا ولم يعودوا إلى تركه، فذلك معنى قول الله: {ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون}.
واعلموا أنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه ملكٌ مقرّبٌ ولا نبيٌ مرسل ولا من دون ذلك من خلقه كلهم إلا طاعتهم له.
فاجتهدوا في طاعة الله إن سرّكم أن تكونوا مؤمنين حقاً حقاً ولا قوّة إلا بالله، وقال(ص): "وعليكم بطاعة ربكم ما استطعتم فإن الله ربكم". واعلموا أن الإسلام هو التسليم والتسليم هو الإسلام فمن سلّم فقد أسلم ومن لم يسلم فلا إسلام له. ومن سرّه أن يبلغ إلى نفسه في الإحسان فليطع الله، فإنه من أطاع الله فقد أبلغ إلى نفسه في الإحسان.
إياكم ومعاصي الله أن تركبوها، فإنه من انتهك معاصي الله فركبها(
فقد أبلغ الإساءة غلى نفسه، وليس بين الإحسان والإساءة منزلةٌ فلأهل الإحسان عند ربهم الجنة ولأهل الإساءة عند ربهم النار فاعملوا بطاعة الله واجتنبوا معاصيه.
واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحدٌ من خلقه شيئاً لا ملكٌ مقرّب ولا نبيٌ مرسل ولا من دون ذلك فمن سرّه أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فليطلب إلى الله أن يرضى عنه.
واعلموا أن أحداً من خلق الله لم يُصِب رضا الله غلا بطاعته وطاعة رسوله وطاعة ولاةِ أمره من آل محمد صلوات الله عليهم ومعصيتهم من معصية الله، ولم ينكر لهم فضلاً عظُم أو صغُر.
واعلموا أن المنكرين هم المكذبون وأنّ المكذبين هم المنافقون وأن الله عز وجل قال للمنافقين وقوله الحق: {إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً} [النساء:145]، ولا يفرقنّ(9) أحد منكم ألزم الله قلبه طاعته وخشيته من أحدٍ من الناس أخرجه الله من صفة الحق ولم يجعله من أهلها.
فإنّ من لم يجعل الله من أهل صفة الحق فأولئك هم شياطين الإنس والجن، وإن لشياطين الإنس حيلةً ومكراً وخداع ووسوسة بعضهم إلى بعض يريدون إن استطاعوا أن يردوا أهل الحق عما أكرمهم الله به من النظر في دين الله الذي يجعل الله شياطين الإنس من أهله إرادةً أن يستوي أعداء الله وأهل الحق في الشك والإنكار والتكذيب فيكونوا سواءً كما وصف الله تعالى في كتابه من قوله: {ودّوا لو تكفُرون كما كفروا فتكونون سواء} [النساء:89] ثم نهى الله أهل النصر بالحق أن يتخذوا من أعداء الله ولياً ولا نصيراً، فلا يهولنكم ولا يردنكم عن النصر بالحق الذي خصكم الله به من حيلةِ شياطين الإنس ومكرهم من أُموركم تدفعون أنتم السيئة بالتي هي أحسن فيما بينكم وبينهم تلتمسون بذلك وجه ربّكم بطاعته، وهم لا خير عندهم لا يحلُ لكم أن تظهروهم على أصول دين الله فإنهم إن سمعوا منكم فيه شيئاً عادكم عليه، ورفعوه عليكم وجهدوا على هلاككم واستقبلوكم بما تكرهون ولم يكن لكم النصفة منهم في دول الفجار فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم وبين أهل الباطل فإنه لا ينبغي لأهل الحق أن ينزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل لأن الله لم يجعل أهل الحق عنده بمنزلة أهل الباطل ألم يعرفوا وجه قول الله في كتابه إذ يقول: {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار} [ص:28].
أكرموا أنفسكم عن أهل الباطل ولا تجعلوا الله تبارك وتعالى ـ وله المثل الأعلى ـ وإمامكم ودينكم الذي تدينون به عرضةً لأهل الباطل فتُغضبوا الله عليكم فتهلكوا فمهلاً مهلاً يا أهل الصلاح لا تتركوا أمر الله وأمر من أمركم بطاعته فيغير الله ما بكم من نعمةٍ.
أحبوا في الله من وصف صفتكم وأبغضوا في الله من خالفكم وابذلوا مودتكم ونصيحتكم لمن وصف صفتكم ولا تبتذلوها لمن رغب عن صفتكم وعاداكم عليها، هذا أدبُنا أدبُ الله فخذوا به وتفهموه وأعقلوه ولا تنبذوه وراء ظهوركم، ما وافق هداكم أخذتم به وما وافق هواكم طرحتموه ولم تأخذوا به.
وإياكم والتجبر على الله واعلموا أن عبداً لم يبتلَ بالتجبر على الله إلا تجبر على دين الله فاستقيموا لله ولا ترتدوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين أجارنا الله وإياكم من التجبر على الله ولا قوة لنا ولكم إلا بالله.
صبِّروا النفس على البلاء في الدنيا فإنّ تتابع البلاء فيها والشدة في طاعة الله وولايته وولاية من أمر بولايته خير عاقبةٍ عند الله في الآخرة من مُلك الدنيا، وإن طال تتابع نعيمها.
واعلموا أن الله إذا أراد بعبدٍ خيراً شرح صدره للإسلام، فإذا أعطاه ذلك نطق لسانه بالحق وعقد قلبه عليه، فعمل به فإذا جمع الله له ذلك تمّ له إسلامه وكان عند الله إن مات على ذلك الحال من المسلمين حقاً، وإذا لم يرد الله بعبدٍ خيراً وكّله إلى نفسه، وكان صدره ضيقاً حرجاً، فإن جرى على لسانه حق لم يعقد قلبُه عليه، وإذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطِه الله العمل به، فإذا اجتمع ذلك عليه حتى يموت وهو على تلك الحال كان عند الله من المنافقين وصار ما جرى على لسانه من الحق الذي لم يُعطه الله أن يعقد قلبه عليه، ولم يعطه العمل به حجّة عليه.
فاتقوا الله وسلوه أن يشرح صدركم للإسلام، وأن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتى يتوفاكم وأنتم على ذلك، وأن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين قبلكم، ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين.
ومن سرّه أن يعلم الله بحبه فليعمل بطاعة الله وليتّبعنا، ألم يسمع قول الله عز وجل لنبيّه(ص): {قل إن كنتُم تحبّون الله فاتّبعوني يحبِبْكُم الله ويغفر لكم ذنوبكم} [آل عمران:31].
والله، لا يطيع الله عبدٌ إلا أدخل الله عليه في طاعته اتباعنا ولا والله لا يتبعنا عبدٌ أبداً إلا أحبه الله، ولا والله لا يدع أحدٌ اتباعنا أبداً إلا أبغضنا ولا والله لا يبغضنا أحدٌ أبداً إلا عصى الله ومن ماتَ عاصياً لله أخزاه الله وأكبّه على وجهه في النار.
والحمد لله رب العالمين
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
(1) الدعة: الطمأنينة.
(2) مَردَّاة: التهلكة، الهلاك
(3) نجاح الحوائج: قضاءها.
(4) تشره أنفسكم: تحرص وتطمع.
(5) تعركوا بجنوبكم: تُمتحنوا.
(6) العسرة: الشدة، وهي هنا عدم القدرة على الوفاء بالدين.
(7) وخص: التردد، والمقصود هنا الالتزام بما دان به الإنسان لله.
(
ركب الشيء: أي أقدم عليه وفعله.
(9) الفَرَق: الخوف والفزع.