والريسوني هو رئيس شرفي لحركة الاصلاح و التوحيد المغربية
انتخب مؤخرا رئيسا لرابطة علماء اهل السنة
و هو معروف بمساهماته في المجال الديني و الحركي بالخصوص في المغرب
أفادت تسريبات "ويكيليكس" أن إغلاق سفارة إيران بالرباط لم يكن في حقيقة الأمر على خلفية السبب المباشر الذي تم الإعلان عنه في حينه، وإنما بسبب تحول السفارة الإيرانية في الرباط إلى قاعدة للانطلاق من أجل نشر التشيع في غرب إفريقيا، كيف تنظرون إلى مثل هذه المشاكل؟ وكيف تتصورون سبل معالجتها؟
أولا يجب أن نقول نحن جميعا، وخاصة المتتبعين من الناحية الفكرية والثقافية، يجب أن نقول للمسؤولين خاصة في العالم الإسلامي السني والعالم العربي تحديدا، إذا أردتم فعلا أن تواجهوا المد الشيعي والاكتساح الشيعي، في إفريقيا أو في آسيا، إذا أردتم مواجهة ذلك فانصروا الإسلام الصحيح والإسلام السني والدعاة والعلماء، مكنوا لهم وللثقافة الإسلامية وللجامعات الإسلامية وللدعاة الإسلاميين السنة، لأنهم إنما سيثبتون عقيدتهم ومذاهبهم في بلدانهم كما كانت، ولن يأتوا بجديد، أما إضعاف هؤلاء وإنهاكهم وعرقلة نشاطاتهم، أو ترك الحبل على الغارب، ثم نشتكي لماذا إيران فعلت كذا وتفعل كذا ... فإيران بالنسبة إلي أولى من التنصير ومن اللادينية ومن النفوذ الإسرائيلي. فهذه الأنظمة التي تخشى من إيران عليها أن تنصر الإسلام ودعوة الإسلام في أفريقيا وغيرها بالمدارس والجامعات وإطلاق أيدي الدعاة والإعلام الإسلامي. وهذا هو المطلوب الذي لا يقومون به، ثم يقومون لشتم إيران والتخويف منها.
ولا ننسى أن إيران لها بريق آخر غير النشاط المذهبي والطائفي، وهو بريق إنجازاتها السياسية والصناعية الداخلية والخارجية، فالعالم الإسلامي والشباب المسلم يتطلع إلى دولة فيها تقدم علمي وتقدم صناعي، ويتطلع إلى قيادات ذات مصداقية وذات استقلالية في القرار، وذات إنجازات. ففي القضية الفلسطينية مثلا، أهم الإنجازات الآن في لبنان وفي فلسطين يوجد فيها الإيرانيون بشكل واضح لا ينكره أحد، حتى إن معاداة حماس غربيا وعربيا في جزء منه سببه تعاملها مع إيران، إذن إيران حاضرة، وحماس طبعا لو أغناها العرب بدعمهم السياسي والمالي لكانت علاقتها بإيران أقل، ولكانت حاجتها إلى إيران أقل، فهذه أمور واضحة ولا خفاء فيها، فإذن لإيران مكاسب سياسية ومنجزات علمية وصناعية، ولها مواقف مبدئية، وكل هذه الأمور لها بريقها وجاذبيتها في انتشار التشيع، بالإضافة إلى النشاط المذهبي والفورة المذهبية التي تعيشها إيران منذ ثورة الخميني.