الحسد من اخطر الأمراض النفسية التي قد يصاب بها الإنسان الضعيف الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعنة الدائمة
على أعدائهم إلى يوم الدين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

وهو من المعاصي القلبية وأصعب الأمراض الروحية القاتلة وأخبث الرذائل ، بلاء مهلك وفتنة حارقة ، فالحسد يوقع صاحبه بعقوبات الدنيا وعذاب الآخرة ، فلا يدعه يخلو لحظة في دنياه من الألم والحزن ، يتأذى من رؤية أي نعمة يتنعم بها الآخرون ولذلك فهو في أذى مستمر لأن نعم الله على عباده متواترة لا تنقطع . يقول تعالى : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) النساء 54

ويمكن إرجاع أسباب الحسد إلى خبث النفس والبخل بالخير على عباد الله ، هذا أولا وثانيا إلى العداوة والحقد وهو أعظم أسباب الحسد لأن الانسان يفرح عادة إذا نزل بعدوه أذى ومصاب ، ولا يستثنى من ذالك إلا النوادر من أهل المجاهدة الذين تسلطوا على نفوسهم . أما السبب الثالث فهو ( حب الرئاسة ) والمال ( والجاه ) والسمعة ( والمدح ) ، فالمبتلى بهذا الحب لا يطيق أن يرى منافسه يتمتع بالجاه والجلال ، بل هو يفرح في بعض الحالات بموته أو زوال النعمة عنه . والسبب الرابع هو ( الخوف ) من عدم حصوله على المطلوب وحصول منافسه عليه . وقد ذكروا عللا أخرى لوقوع الانسان في نار الحسد .

يحذر علي أمير المؤمنين عليه السلام من الحسد في جملة قصيرة بليغة فيقول ( إياك والحسد فإنه شر شيمة وأقبح سجية وخليقة إبليس ) غرر الحكم ودرر الكلم : 1286
كما يحذر من ابتلى به ولم يعالجه يزول الايمان من قلبه ،
فيقول عليه السلام ( الحسد يميت الايمان في القلب كما يميت الماء الثلج ) مستدرك الوسائل 2: 327
وهذا ما كان يحذر منه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه ( ألا إنه قد دب إليكم داء الأمم من قبلكم وهو الحسد ليس بحالق الشعر لكنه حالق الدين ، وينجي فيه أن يكف الانسان يده ، ويخزن لسانه ، ولا يكون ذا غمر على أخيه المؤمن ) وسائل الشيعة 15: 368

إذا تسلل هذا المرض إلى السالك فعليه أن يعرف أنه بذالك قد إقترب من الشيطان وابتعد عن طاعة الرحمان وعبادته ، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معاشر الناس إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم ) مستدرك الوسائل 2 : 327 ، لذالك يجب على المتيقظ التائب والسالك أن يتجنب آفات الحسد التي تهدده ، يقول الامام الصادق عليه السلام ( آفة الدين الحسد والعجب والفخر ) وسائل الشيعة 15 : 366 وقد أمر الله تبارك وتعالى ( قل أعوذ برب الفلق . ..... ومن شر حاسد إذا حسد ) الفلق

إن سقم القلب يبعد الانسان عن جميع شؤون الانسانية المعنوية ويمهد بذلك لاهلاكه فيظهر بوضوح الضلال في أعماله وأقوله وكذلك إضلاله للآخرين في حين إذا كان القلب يتمتع بنعمة الصحة والسلامة فإن الصبغة الالهية للأعضاء والجوارح تتجلى بوضوح في الحركات الصادرة عنها والمعبرة عن حياة القلب والتي يوليها طلاب السير إلى الله تعالى إهتماما خاصا فهي بمثابة النور المتألق في ظلمات الأهواء النفسانية والشيطانية لحياة الغافلين والضالين وهذا النور يوفر الامكانات اللازمة لاستيقاضهم .

(( إذا صلح القلب صلحت الافعال وإذا فسد فسدت فصلاح القلب صلاح البدن وليس ثمة من يشك في ذالك إذا فسد القلب فسد الانسان فهو إما حليف ( الكأس ) وإما عابد .

أسأل الله العظيم أن يحرسك ويسددك في طريق الخير دائما وبالخصوص مداد الخير وأهله والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .

منقــــــول
.
.
تحياتي لكم

معك حق اخي محمدي و اول حاسد هو الشيطان الرجيم لعنه الله اللهم اجرنا من الحسد بقدرتك مشكوور

اعادنا الله وإياك اخي الكرار من كل شيطان رجيم
مشكور

» أهم المحاضرات التي ألقاها السيد محمد رضا الشيرازي رحمة الله عليه و الخطب و التي تتصف بالروعة
» الضغوط النفسية الناتجة عن الدخول المدرسي للطفل - د الدربي
» عملية بناء الإنسان الرسالي وتحديات الواقع
» الله يرى في الدنيا ويده لا تتجاوز حجما صدر الإنسان العادي يا بخاري ؟! ما هو سر تأخير الصلاة ؟!
» زيارة القبور التي في بقيع الغرقد