انبثق عن ثورة ليبيا المباركة ، شخص كان بالأمس القريب مغمورا ، فأصبح اليوم مشهورا
معروفا داخل ليبيا و خارجها بحيث لا تكاد تخلوا شاشة تلفاز من صور وجهه الأسود
هذا الشخص الذي اختاره والده " القائد " بعناية فائقة من بين ثمانية قدادفة يحملون نفس
الحمض النووي لهذا الدراكولا ، فتفوق عليهم جميعا بمن فيهم " قداف الدم " ؛ فكان الولد
البار لوالده و الأكثر دموية و همجية و جهلا و حمقا أيضا
اختاره والده بعناية اذ لم يجد أفضل منه لقمع الثورة و اسكات شبابها بالحـــديـــــــــــــــــد
و النـــــار ... و الدبابات و الطائــــــرات ايضــــــــا ....... ا
هذا الأخرق الذي لا أحد يعرف لماذا اختار له باباه الأخرق الأكبر من بين كل أسماء الدنيا
غير اسم " سيف الاسلام " ، ذكرني بسيف آخر ، لكثرة ما اسال من الدماء و قطع
من الأعناق ، أضفي عليه لقب " ســـيـــــف الـــلـــــه " . ا
انا شخصيا ، لا أشك ان اختيار الوالد لابنه اسم " سيف الاسلام " كان تيمنا بشخص
" ســـيــــف الــــلـــــــه "
و ها " سيف الله " القرن 1 الهجري يتكرر الآن في القرن 14 على صورة " سيف
الاســـلام " بنفس السمات و الخصائص ، فكانا وجهين لعملة واحدة ، الثاني كالأول
و الأول كالثاني ، نسخة طبق الأصل ، لا فرق بينهمـــا
الأول قتل الناس و استباح دمائهم و نساءهم و أموالهم بدعوى ارتدادهم عن الكتاب ... و
الثاني يفعل نفس الشيئ بدعوى ارتداد الناس مرة أخرى عن الكتاب الأخضر هذه المرة
الأول قاتل الناس و قتلهم لرفضهم الطاغية فلان ، و صاحبنا يقاتل الناس و يقتلهم لرفضهم
الدكتاتور و الطاغية القدافي
الأول عاث في الأرض فسادا باسم الاسلام و الثاني يفعل نفس الشيئ ، و الاسلام براء منهما معا
هما سيفان ، هذا سيف الاسلام و ذاك سيف الله ، كلاهما مسلول ، ومسلط على رقاب المسلمين
و كلاهما كلف بالمهمات الوسخة القذرة التي لا يستطيع انسان سوي ان يقوم بها ، لا فرق
بين هذا و ذاك . ا