في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله وصحبه أما بعد
تمر الأيام و يظل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يملأ آفاق الدنيا ، فلا تمر دقيقة من الدقائق الا و ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مقرون بذكر الله تعالى في الآذان خصوصا.
لا ينتبه الأنسان العادي الى الآذان و هو أيذان بميقات معلوم لعبادة معلومة مخصوصة و هي الصلاة.
فلم كان استحضاره صلى الله عليه وسلم في هذه العبادة الجليلية القدر.؟
العادة تولد أحيانا الغفلة ، وكثيرا من اللامبالاة ، فلا يتذكر الأنسان هذا المعنى الا في ساعات الشدة فأذا به في باب الله يستعطف و يتوسل و يطلب ، فما أن يقضي حاجته عاد لما كان فيه من الغفلة.
و الغفلة سم قاتل.
استحضار نبوي عظيم في التشهد ، فلم جاءت الصيغة بالسلام و الدعاء باتم التحيات و العبارات المفعمة بالتقدير و الحب و الخضوع و الذل ، وطلب المزيد بمجرد الصلاة عليه؟.
هذا جوابي لهذه الأسئلة قدمتها كجواب لأخ علي عزيز ن تحاورنا في أحدى المنتديات حول هذا المعنى :
(
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اما بعد
اخي الكريم خليل
استهل حديثي الأخوي بأمر مهم.ليس هدفي من هذا الحوارالمبارك أن أفحمك بحجتي .ولاأنتظر منك انت ان تقحمني بقدر ماأبحث عمن يدلني عن الله عز وجل ويجمعني به .ماغايتي سوى أني أ رجو أن أجد صاحبا يقيل عثراثي بلطف وود.اطلب الصاحب في السفر فهل تصحبني و أصحبك وتنصحني و انصحك.ولا تنسى اننا في حضرته صلى الله عليه وسلم نطلب من الله جل جلاله أن يرزقنا الأتصال به.فنسقى من قطرة من بحره ونورا من شموس انواره وياخذنا في حجزته فنرقى ونربو ونتصل.
تجد كلام الله يخاطبنا خطابا خاصاواتبع سبيل من اناب ألي)(ولكل قوم هاد)(الرحمن فاسأل به خبيرا)وترجم علي كرم الله وجهه هذا المعنى فقال(رحم الله عبدا سمع فوعى ودعي للرشاد فدنى وأخذ بحجزة هاد فنجى).اكان عبثا أن قال جل جلاله(من يهد الله فهو المهتد وم يضلل فلن تجد له وليا مرشد).لم يحثنا الله جل وعلا عن الهاد والخبيروالمنيب.؟
اوتي النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم علمنا عند الدعاء ان نقول (اللهم)فبها نبداعند الصلاة عليه.فلم لم يقل صلى الله عليه وسلم (الاهي).ما دامت الصلاة عليه مناجاة واستعطاف و رجاء.وحلت هذه الميم عوض الياء.هذه الأخيرة تفيد عند اهل الله البعد.والله أقرب منا من حبل الوريد.وهو القريب المجيب.حلت الميم لأنها تدل على الجمع والبقاء والأنجماع على الله عزوجل والقرب والمودة والسكن.بعكس الياء فهي تفيد البعد.والخطاب بالنسبة للمتكلم.ومناداة البعيد .ونحن نرجو من الله عز وجل ان ينوب علينا في الصلاة على الجوهر الفرد و السر الممتد و يعسوب الأرواح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.ومن قال اللهم بهذا المعنى والفهم كمن دعى باسماء الله الحسنى كلها.وهي تنوب عن جميع أسمائه جل جلاله كأنك تقول اللهم بمعنى ياألله يا حي ياقيوم ياعلي يا عظيم.....وقد جاءت الميم في فواتح السور (الم.المص.حم.طسم.المر.)ومنهم من اعتبرها أسماءا للنبي صلى الله عليه وسلم كسيدنا أحمد ابن عجيبة الحسني في كتابه البحر المديد.وسيدنا أحمد العلاوي المستغانمي في كتابه البحر المسجور في تفسير القرآن بمحض النور..و كانك تقول (اللهم )بمعنى ياالله يا بر يارحيم ياكريم ياجواد ياواحد يافرد ياصمد نب علينا في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عمن لايدرك سره الاانت لامقامه الا أنت .فأن صلى الله علينا واحدة رحمنا أبد الدهر.
افتتح سيدنا احمد ابن عجيبة الحسني في شرحه لصلاة القطب الشهير ابن بشيش رضي الله عنه في قوله(اللهم صل على من انشقت منه الأسرارو انفلقت الأنوار )ذهب بعض اهل الله الى اعتبار أن الذات الألهية كانت قبل ظهوره صلى الله عليه وسلم محجوبة باطنية تجلى فيها الله عزوجل باسمه الباطن فلما انفلقت جاءت الذات المحمدية النورانية الأصلية فتكونت الأكوان من العرش الى الفرش فتجلى الله باسمه الظاهر.فما ظهرت الذات الا من تلك الأسرار النورانية فمظاهرها ذات وباطنها صفات.يقول سيدنا أحمدابن عجيبة الحسني (ولما انفلقت اي أي ظهرت من نوره صلى الله عليه وسلم أنوار الصفات وآثارها التي ظهرت على ظاهر التجليات .من تكثيف وتلطيف وتقييد وتخصيص وتشكيل و تمييز واعزاز و اذلال وخفض ورفع وقبض وبشط وغير ذلك من الآثارو انتقالات الأطوار فهذه كلها من آثار الصفات الأزلية التي هي القدرة وألأرادة والعلم والحياة والصفات لاتفارق الموصوف لكن لما كانت الصفات لطيفة لاتدرك أظهرت نفسها في المحسوسات و الذات عين الصفات والصفات عين الذات وحيث تجلت الذات تجلت الصفات وحي ظهرت الصفات ظهرت الذات).
....(فاهل الفرق و هم أهل الحجاب لايشهدون الا الصفات وهم محجوبون عن شهود الذات وأهل الجمع أهل الجذب والفناء لايشهدون الاالذات ويغيبون عن اثر الصفات .وأهل البقاء وهم أهل الكمال يشهدون الذات في الصفات و الجمع في الفرق لايحجبهم جمعهم عن فرقهم ولافرقهم عن جمعهم يعطون كل ذي حق حقه بتصرف ص 15.16 من شرح صلاة القطب ابن مشيش لسيدنا أحمد ابن عجيبة الحسني.
وكما تعلم أخي تتجلى أسماء الله في خلقه وهي أنواع
1.الأسماء و الصفات الذاتية (الله الأحد الفرد الصمد.الحي).
2.الأسماء و الصفات الجلالية (القادر المقتدر المذل الرقيب).
3.الأالسماءو الصفات المشتركة وهي الكمالية(الرحمن الرحيم الظاهر الباطن القيوم).
4.الأسماء و الصفات الجمالية(الرؤوف الوهاب الجواد المنان).
فكيف تتجلى أسماء الله في خلقه؟
نربع على أنفسنا فنسمع للولي الكامل مولانا عبد الكريم الجيلي في كتا به النفيس (الأنسان الكامل في معرفة الأوائل وألأواخرفي بابه الثا لث عشر
1.قي تجلي الأسماء(اذا تجلى الله لعبده في أسم من أسمائه اصطلم العبد تحت أنوار ذلك الأسم .فمتى ناديت الحق بذلك الأسم أجابك العبد لوقوع الأسم عليه فأول من تجليات الأسماء أن يتجلى الله لعبده في أسمه الموجود فيطلق هذا الأسم على العبد واعلى منه تجليه في أسمه الواحد.وأعلى منه تجليه في أسمه الله.فيصطلم العبد لهذا التجلي ويندك جبله فيناديه الحق على طور حقيقته انه أنا الله هنالك يمحو الله اسم العبد و يثبث له اسم الله فأن قلت ياألله أجابك هذا العبد لبيك و سعديك فأن أرتقى وقواه الله وابقاه بعد فناءه كان الله مجيبا لمن دعى هذا العبد.فأن قلت محمدا قال العبد لبيك وسعديك .ثم أذا قوي العبد تجلى الله له في اسمه الرحمن ثم في اسمه الملك وكلما تجلى الله في اسم من الأسماء فانه أعز مما قبله من الترتيب وذلك ان تجلي الله في التفصيل أعز من تجليه في الأجمال ).....بتصرف ص56.
2.في تجلي ألأفعال يقول رضي الله عنه(تجلي الحق سبحانه و تعالى في أفعاله عبارة عن مشهد يرى فيه العبد جريان القدرة في الأشياء فيشهده الله تعالى محركها و مسكنها بنفي الفعل عن العبد وأثباثه للحق .والعبد في هذا المشهد مسلوب الحول والقوة والأرادة.والناس في هذا المشهد على أنواع فمنهم من يشهده الحق أرادته أولا ثم يشهده الفعل ثانيا فيكون العبد في هذا المشهد مسلوب الحول و الفعل و الأرادة وهو أعلى مشاهد تجليات الأفعال .ومنهم يشهده الحق أرادته ولكن يشهده تصرفاته في المخلوقات وجريانها تحت سلطان قدرته .ومنهم من يرى الأمر عند صدور الفعل من المخلوق فيرجع الى الحق.ومنهم من يشهده ذلك عند صدور الفعل من المخلوق).
3.في تجلي الصفات يقول ( أذا تجلت ذات الحق سبحانه على عبده بصفة من صفاتها سبح العبد في فلك تلك الصفة الى أن يبلغ حدهابطريق الأجمال لآطريق التفصيل لأن الصفاتيين لاتفصيل لهم الا من حيث الأجمال فأذا سبح العبد في صفة وأستكملهابحلم الأجمال استوى على عرش تلك الصفة فكان موصوفا بها فحينئذ تتلقاه صفة أخرى فلا يزال كذلك حتى يستكمل الصفات كلها. ص62.
نبقى مع نفس الكتاب لسيدنا عبد الكريم الجيلي رضي الله عنه الأنسان الكامل في معرفة الأوائل والأوائل يقول في ص168(ثم اعلم أن العقل ألأول و القلم الأعلى نور واحد فنسبته الى العبد يسمى العقل الأول .ونسبته الى الى الحق يسمى القلم الأعلى .ثم ان العقل الأول المنسوب الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خلق الله منه جبريل عليه السلام في الأزل فكان محمدا صلى الله عليه وسلم أبا لجبريل عليه السلام و أصلا لجميع العالم ...ولهذا وقف جبريل عليه السلام عنه في أسرائه وتقدم وحده .وسمي العقل الأول بالروح الأمين لأنه خزان علم الله و أمينه وسمي بهذا الأسم جبريل من تسميته الفرع باسمه اصله فافهم).
ثم قال في نفس الكتاب ص169(خلق الله وهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من نور اسمه "الكامل"وخلق الله سيدنا عزرائيل عليه السلام من نور وهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم....فلما خلق الله وهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من نور اسمه "الكامل"أظهره بالوجود بلباس القهر ولهذا حين أمر الله الملائكة أن تقبض من الأرض قبضة ليخلق منها آدم عليه السلام لم يقدر احد ان يقبض منها الا عزرائيل عليه السلام...).بتصرف.
ويستطرد الكاتب في كشفه عن أسرار التجليات الألهية في الذات النبوية قائلا في ص 177(اعلم أن الله خلق الفكر المحمدي من نور اسمه الهادي الرشيد وتجلى عليه باسمه المبدئ المعيد ثم نظر اليه باسمه الباعث الشهيد فلما حوى الفكر المحمدي أسرارهذه الأسماء الحسنى وظهر بين العالم بلباس هذه الصفات العليا خلق من فكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أرواح الملائكة السموات والأرض ووكلهم بحفظ الأسافل و الأعالي فلا تزال العوالم محفوظة مادانت هذه الملائكة ملحوظة فأذا وصل الأجل المعلوم وآن الأوان المحتوم قبض الله الأرواح هذه الملائكة ونقلهم الى عالم الغيب).ووصف الصورة المحمدية قائلا في ص184(اعلم وفقك الله لمعرفته وجعلك من اهل قربه ان الله خلق الصورة المحمدية من نور اسمه البديع القادر ونظر اليه با سمه المنان القاهر ثم تجلى باسمه اللطيف الغافر فعند ذلك النجلي تصدعت صداعين فصارت كأنها قسمت نصفين .فخلق الله من نصفها المقابل لليمين وجعلها دار السعادة للمنعمين ثم خلق النار من نصفها المقابل للشمال وجعلها دارا للأشقياء من أهل الضلال وكان القسم الذي خلق منه الجنان هو المنظور اليه باسمه المنان فهو سر تجلي اللطيف محل كل كريم عند الله شريف والقسم الدي خلق منه النارهو المنظور اليه باسمه القاهر.....).وفي فصل الأنسان الكامل ويقصد به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في ص206موضحا(ثم انهم متفاوتون في الكمال فمنهم الكامل الأكمل .ولم يتعين لأحدهم بما تعين به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الوجود من الكمال الذي قطع له بانفراده فيشهد.به له ذلك أخلاقه و أحواله وأفعاله وبعض أقواله فهو الأنسان الكامل والباقون من الأنبياء و الأولياء صلوات الله عليه وسلامه عليهم ملحقون به لحوق الكامل للأكمل منتسبون اليه انتساب الفاضل للأفضل ولكن مطلق مقام الأنسان الكامل لايسوغ اضافة تلك الأشارات و لايجوز أسناد تلك العبارات الا لأسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم)...ثم يواصل في كشفه عن السرار التجليات الألهية قائلا(اعلم ان نسخة الله تعالى كما أخبر به صلى الله عليه وسلم حيث قال "خلق الله آدم على صورة الرحمن"وفي حديث آخر"خلق الله آدم على صورته"وذلك ان الله تعالى عليم قادر مريد سميع بصبر متكلم وكذلك الأنسان حي عليم الى آخره ثم يقابل الهوية بالهوية والأنية با لأنية والذات بالذات والكل بالكل و الشمول وبالشمول والخصوص بالخصوص وله مقابلة أخرى يقابل الحق بحقائقه الذاتية.).....
يرى المؤلف أن الوصف بالأنسان الكامل لايستحق أن يوصف به الا سيدنا محمد صلى الله عليه فهو حبيب الله وصفيه وخليله ومجتباه .وبمقتضى الوراثة التي يرثه بها أولياء الله فانهم بمثابة الفرع بالنسبة للأصل .فهم التبع له والسائرون على خطاه وكراماتهم ومايقذف الله من المعارف والعلوم مستنبطة باتباعهم له وأقتفائهم لأثره.
فيقول رضي الله عنه فيمن يستحق الوصف باالأنسان الكامل في ص210(ثم اعلم أن الأنسان الكامل هو الذي يستحق الأسماء الذاتية و الصفات الالهية استخقاق الأصالة والملك بحكم المقتضى الذاتي فأنه المعبر عن حقيقته بتلك العبارات والمشار الى لطيفته بتلك الأشارات ليس له مستند في الجود الا الأنسان الكامل .فمثاله للحق مثل المرآة التي لايرى الشخص صورته الا قيها والا فلايمكنه ان يرى صورة نفسه الا بمرآة الاسم "الله" فهو مرآته .و الأنسان الكامل مرآة الحق فأن الحق أوجب على نفسه أن لاترى أسمائه ولا صورته الا في الأنسان الكامل وهذا معنى قوله تعالى"انا عرصنا الأمانة على السماوات و الأرض والجبال فابين أن يحملنها و أشفقن منها وحملها الأنسان أنه كان ظلوما جهولا).
نستفسر سيدنا محيى الدين ابن العربي فنجد في الصلاة الأكبرية يثول"اللهم صل على سيدنا محمد أكمل مخلوقاتك وسيد أهل أرضك وأهل سمواتك النور الأعظم والكنز المطلسم و الجوهر الفرد و السر الممتد الذي ليس له ميل منطوق و لاشبه مخلوق .وارض اللهم عن خليفته في هذا الزمان من جنس عالم الأنسان الروح المتجسد والفرذج المتجدد .حجة الله في الأقضية وعمدة الله في الأمضية محل نظر الله من خلقه .منفذا أحكامه بينهم بصدقه المدد للعوالم بروحانيته المفيض عليهم من نور نورانيته .من خلقه الله على صورته واشهده أرواح ملائكته وخصصه في هذا الزمان ليكون للعالمين أمان.فهو قطب دائرة الوجود ومحل السمع و الشهود فلا تتحرك ذرة في الكون الا بعلمه و لاتسكن الا بحكمه لأنه مظهر الحق ومعدن الصدق .اللهم بلغ سلامي اليه و أوقفني بين يديه وأفض علي من مدده و احرسني بعدده .وانفخ في من روحه كي أحيى بروحه .و لأشهد حقيقتي على التفصيل فاعرف بذلك الكثير و القليل و أرى عوالمي الغبية تتجلى بصوري الروحانية على اختلاف المظاهرلأجمع بين الأول و الآخر و الباطن و الظاهر فأكون مع الله آله بين أفعاله و صفاته ليس لي من الأمر شيء معلوم ولا جزء مقسوم .فأعبده به في جميع الأحوال بل بحول وقوة ذي الجلال و الأكرام.
اللهم ياجامع الناس ليوم لاريب فيه اجمعني به وعليه و فيه حتى لا أفارقه في الدارين و لاأنفصل عليه في الحالين بل أكون كأني اياه في كل أمر تولاه من طريق الأتباع و الأنتفاع لا من طريق المماثلة و الأرتفاع
وأسألك بأسمائك الحسنى المستجابة أن تبلغني ذلك منة مستطابة فلا تردني خائب و لا ممن لك نائب فأنك الواجد الكريم و أنا العبد العديم.فصل اللهم وسلم على سيدنا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين و الحمد لله رب العالمين).
نقف هنا مع تاج المحبين و سلطان العارفين في زمانه لنستنبط من صلاته مايلي:
1.قوله "و ارض اللهم عن خليفته في هذا الزمان من جنس عالم الأنسان".ان خليفته صلى الله عليه و سلم منا و منه لا يخرج عن بشريته رغم روحانيته وكماله. لا يعدو أن يكون سوى آدميا تسري عليه مايسري على الخلق أجمعين من المصائب و الأوجاع و ألأسقام و الأحكام و النوازل و المنازلات و السنن .و أنه بما أعطاه الله من الخصوصية بكونه الغياث الرباني بمختلف تجلياته و طرقه وصفاته .حمله الله الأمانة العظمى ان يقسم النور بوراثته لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في التكليف على الطالبين والسائرين بمختلف مشاربهم ممن لهم جذب سلوكي والسلوك الجذبي و صبيان حضرته الأزلية و عياله من أهل الجذب فقط.وبكونه ملزم برعايتهم و الذوذ عنهم بقدر صدقهم و طلبهم لله عز وجل .و ان يحكم بشريعته صلى الله عليه و سلم في حقائقهم و بالحقيقة حين تسري عليهم أحكام شريعة من حيث الحال و الصفة و الأسم.فهو روح الله المتجسد قي خلقه .و النور المتعدد بحسب و الكيف و المعنى فيهم.بأختلاف الصفة و الفعل و الأسم الذي يتحقق فيهم أثناء منازلاتهم القربية من جلال و جمال و جمع و فرق و قبض و بسط وحب و محبوبية وقربة.فمنهم الغارق في اسمه الله المفرد الجامع لكل صفات الألوهية و الواحدية و الفردانية و الأحدية.ومنهم من أفاض عليهم بسره و جمعهم على الفيض التام الكامل في كلمة السلوك الكامل على طريق القطبين الكاملين أبى الحسن الشاذلي و عبد القادر الجيلاني "الذكر بكلمة لا أله الا الله".فليس منهم من لم تفض عليه كلمة لا اله الا الله"في ذكره بعد ان جاء فيها الأذن العام من لدن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي رواه الطبراني .قال صلى الله عليه وسلم "جددوا ايمانكم " قالوا كيف نجدد ايماننا يارسول الله!"قال صلى الله عليه و سلم "اكثروا من قول لا اله الا الله.".
2.بكونه "حجة الله في الأقضية و عمدة الله في الأمضية محل نظر الله من خلقه منفذا احكامه بينهم بصدقه المدد للعوالم بروحانيته المفيض عليهم من نور نورانيته من خلقه الله على صورته و أشهده أرواح ملائكته وخصصه في هذا الزمان ليكون للعالمين أمان فهو قطب دائرة الوجود ومحل السمع و الشهود فلا تتحرك ذرة في الكون الا بعلمه و لا تسكن الآ بحكمه.لأنه مظهر الحق و معدن الصدق "نجد شرحا لهذا الأمر لسيدي عبد القادر الجيلاني في مواعظه في الفتح الرباني .فبعد أن يلح في طلب الرجل المفرد المخبر المنيب الدال على الله يصف ما يحدث لاولياء الله من الفتح الأكبر من رؤية الملائكة و البعث والقيامة والجنة و النار و مجالسة الأنبياء و محادثتهم يقظة و مناما وشهودا و اتصالا و اخبارا لهم لقضية الله و أمضيته و تجلياته في خلقه بمختلف أسمائه .و كيف شربهم من سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم يقظة و مناما وكيفية اذنه لهم في التربية العامة و الخاصة.وكيف تصرفهم في الأقضية و الأمضية بأذنه و بمقتضى اسمه اللطيف الخبير فالكل منه وهو الممدد لهم بقوته و تأييده و لايعدو أن يكون ذلك الا من تصاريفه جل جلاله القدرية القضاءية فلا يعلم الغيب الا الله و هو السميع العليم الجامع القادر المقتدر و اولياءه هم خلفاءه في الكون لقوله جل جلاله "واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها و نحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم مالا تعلمون".ومن اراد التفصيل يااخي خليل فعليه بكتاب الأبريز من كلام عبد العزيز الدباغ .فصل ديوان الصالحين. يجد الخبر بالواضح البين لمن أراد أن يقارن كشفه بكشفه ان كان له كشف.أما نحن فكفى بنا أن نحبهم و نحسن الأعتقاد فيهم.فنحن على اعتقادهم و حجتهم ونسال الله أن يحشرنا معهم ببركة محبتهم آمين.فهم محل نظر الله من خلقه هي نوره و تجليه فلولا العبد لما عورف و شوهد الرب وما تجلى الله في اسمه الظاهر الا بهم فهم منه واليه وله به لايتحركون الا به ولايسيرون الا بحكم منه و لايمنعون و لايعطون الا بأمره و لايتحملون هذا الأمر الا بواسطة وراثثهم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكما جاء في الصلاة المشيشية (ولولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط).
3.ثم يطلب الولي الكامل مولانا محيى الدين ابن العربي ان يرزقه الله صحبة الخليفة تواضعا منه لله جل جلاله و هو فريد زمانه علما من حيث المدد والحجزة و الجمعية معه و الحماية والمدد.
فكيف بنا ان اردنا أن نتكلم في ذاته صلى الله عليه و افا ض عليها الله من الخصوصية والأجتباء والأصطفاء فأني عاجز على ذلك.أتيت بمن هم فرع منه و أمتدادا له .حتى نعلم جميعا أننا عاجزون عن معرفة قدره مو جاههه العظيم.
فاللهم ا جمعنا به ببركة الصلاة عليه و آخر دعانا ان الحمد لله رب العالمين.