المشرف العام المدير
تاريخ التسجيل : 16/08/2009 عدد المساهمات : 1175 العمر : 55 الموقع : http://al-ofeq.blogspot.com/
| موضوع: شيعة المغرب وسؤال مرحلة ما بعد 20 مارس 2009 السبت 03 أبريل 2010, 20:49 | |
| الحديث عن "التشيع" في المغرب أصبح حديثا لا يمكن فصله عن مستجدات السياق السياسي والأمني المعاصر بالمغرب ، خاصة بعد حدث قطع العلاقات المغربية الإيرانية وما تبعه من حملة أمنية استهدفت عناصر التيار الشيعي في المغرب ، وذلك بتاريخ 20 مارس 2009 ، هذا التاريخ الذي نكاد نجزم أنه رسم في مسار التشيع المغربي المعاصر نهاية مرحلة وبداية أخرى ، نهاية مرحلة يمكن وصفها بالتردد والارتباك وغموض الرؤية والموقف من جملة من الأمور وأهمها : الموقف من الإسلاميين ، الموقف من اليسار ، الموقف من العمل العلني والشعبوي ، الموقف من العمل النخبوي ، الموقف من الفعل الحقوقي ، الموقف من الإعلام ٠ إن مرحلة ما بعد 20 مارس من السنة الماضية ، لابد أن تغير الكثير من حركة الموقف والموقع ، فالشيعة المغاربة كانوا قبل التاريخ المذكور منقسمون حول الموقف من القضايا السالفة الذكر ، لكنهم اليوم أصبحوا أكثر توافقا ولو بشكل موضوعي على جملة من القضايا ومنها : 1*الموقف من التيارات الإسلامية : بعد أن التزمت أكبر جماعة إسلامية معارضة "العدل والإحسان" الصمت المريب ولم تتضامن مع شيعة المغرب في الحملة الأمنية الأخيرة ، وبعد أن أصدرت حركة التوحيد والإصلاح الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية بيانا رسميا أعلنت فيه دعمها لحظر التشيع وحصار أتباعه ، أصبح من المنطقي أن يتموقف الشيعي المغربي من كل التيارات الإسلامية المغربية، معتبرا إياها قد وقعت في أسر الطائفية المذهبية متجاوزة روح التسامح المذهبي في الإسلام الواحد ، وأيضا وقعت في منطق الحسابات السياسوية البراغماتية متجاوزة بذلك الأصول العقائدية للحركات الإسلامية . 2 *الموقف من اليسار المغربي : في سياق الحملة الأمنية على التيار الشيعي في المغرب ، كان موقف اليسار المغربي أكثر قربا ودعما لمحنة المتشيعين المغاربة سواء حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي واكبت صحيفته الحملة الأمنية منددة بالطريقة التي تم بها التعامل في بعض المدن كوزان مثلا ..كما أن الحزب الاشتراكي الموحد كان أكثر وضوحا ودعما لحق المتشيعين في الاختلاف الفكري والإيديولوجي مادام الأمر لا يخرج عن حدود المواطنة وما تتيحه من حقوق وتفرضه من واجبات , وخاصة تصريحات الأستاذ محمد الساسي في ندوة بوزان يوم 21 مارس 2009 بقاعة البلدية ..وأيضا لا يمكن للمتشيع المغربي أن ينكر دور الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ذات المرجعية اليسارية والعلمانية في دعم حقوق المتشيعين والدفاع عنهم إعلاميا وحقوقيا ..كل ذلك ، لابد أن يجعل التيار الشيعي في المغرب يجد نفسه موضوعيا أقرب إلى التيار اليساري منه إلى التيارات الإسلامية ٠ 3*الموقف من العمل العلني الشعبوي : أعتقد أن الموقف المستجد والمتحفظ من العمل العلني والشعبوي ليس وليد ظروف ما بعد قطع العلاقات المغربية الإيرانية ولا الحملة الأمنية بتاريخ 20 مارس ، وإنما بسبب رفض السلطات الترخيص لجمعيات ثقافية شكلت مبادرة بعض المتشيعين المغاربة ، لكن مع ذلك جاء حدث 20 مارس ليكرس ويؤكد فكرة عدم الرهان على العمل الشعبوي المفتوح والمعلن ، لانعدام أي هامش للحرية والحركة في هذا الاتجاه ، وتزايد نسبة الحساسية من "التشيع" وإصرار الكثيرين على رؤية المذهبية داخل منطق التوظيف السياسي وليس خارجه ..مما سيعزز حالة الانعزال الاجتماعي والانكماش الأمني والحد من الفعالية الدعوية ٠ 4*الموقف من العمل النخبوي : إن الأحداث المتوالية وخاصة حدث 20 مارس وما بعده أظهر حاجة كبيرة لخروج بعض أفراد الشيعة المغاربة من طي التكتم إلى الإعلان عن مواقفهم بشكل أكثر وضوحا ، وقد انطلق مسار الخروج النخبوي مع طلب تأسيس جمعيات ثم تأسيس جريدة "رؤى معاصرة" وتعزز في سياق الحملة الأمنية الأخيرة ، حيث لم يعد هناك مبرر لاختفاء الرموز الشيعية عن الواجهة بعد أن أنجزت لهم محاضر بهذا الخصوص واعترف بعضهم بشكل صريح بقناعته العقدية المذهبية ..لذلك نتوقع أن يتأكد الفعل النخبوي في المرحلة القادمة على حساب انكماش البعد الشعبي ، وحيث أن الصيغة الثقافية والفكرية هي عنوان العمل النخبوي بينما الصيغة الدعوية والمذهبية هي عنوان العمل الشعبوي ، فإن المرحلة القادمة ستشهد ضمور الحركة الدعوية وتألق الحركة الثقافية ٠ 5*الموقف من العمل الحقوقي : قد يلاحظ أن عددا قليلا جدا من المتشيعين المغاربة من كان توجه للانخراط في العمل الحقوقي قبل الحملة الأمنية الأخيرة ، فالبعض من الأفراد المتشيعين بادر إلى الانخراط المبكر في صيغة العمل الحقوقي بعد رفض الترخيص للجمعيات أو بسبب بعض المضايقات الأمنية التي تعرض لها البعض كما في الصويرة مثلا ..لكن وقوف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بشكل بارز في الدفاع عن المتشيعين المغاربة وكذلك المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف ..لابد أن يعزز الوعي الحقوقي لدى المتشيع المغربي ويدفع به إلى الانخراط الإيجابي في دينامية المجتمع المدني من الزاوية الحقوقية على الأقل دفاعا عن حقه في الوجود والتعبير..لذلك نتوقع أن نشهد في المرحلة القادمة أن تتعزز صفوف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وغيرها من منظمات حقوق الإنسان الوطنية والدولية بفعاليات تنتمي مذهبيا للتشيع المغربي ٠ 6*الموقف من العمل الإعلامي : حيث أن العمل الحقوقي لا يمكن أن يحدث اختراقا لحدود الممكن انتزاعه من الحقوق والحريات إلا بدعامة الإعلام ، وحيث إن الإعلام هو أهم وسائل التأثير في الرأي العام ، وخير وسيلة لإيصال صوت من لا صوت له ، فقد وقف المتشيع المغربي بجلاء أثناء الحملة الأمنية الأخيرة على أهمية التواصل مع الإعلاميين والباحثين ، لإخراج المسكوت عنه إلى حيز المعبر عنه ، وقد تأسف الكثيرون لتوقف جريدة "رؤى معاصرة" قبل الحملة الأمنية وهي التي كان يمكن لوجودها واستمرارها أن تمثل وسيلة إعلامية رائدة في التعبير عن المواقف ..لذلك ، من المرجح أن يتم إيلاء المسألة الإعلامية أهمية بالغة في المرحلة الراهنة والتي تلت حدث 20 مارس ..لكن ، قد يكون الإعلام الإلكتروني هو أفضل المداخل للتعبير عن الموقف مع الحرص على الانخراط الإيجابي والفاعل في مستوى التحرير والكتابة في المجلات والجرائد والمواقع الإلكترونية ، إبقاء للصوت الإسلامي الأصيل في مخاطبة الرأي العام والنخبة بشكل خاص رفعا لكل الالتباسات التي يثيرها خصوم مدرسة أهل البيت ع في المغرب ، وبالأخص "التيار الوهابي" ٠ إننا إذن نقف أمام منعطف تاريخي في مسار تطور التشيع بالمغرب المعاصر ، وهو ما قد يحدد المعالم الأساسية لهوية أفراد جمعهم رابط عقدي وروحي أساسه الانتماء لتراث أهل البيت ع فكريا وتربويا ، وهو رابط لا أعتقد أن اختلاف مرجعيات التقليد ستزعزع قوته ، لأن المسـألة أصبحت مسألة وجود لا مجرد حدود , واختلاف لا يصل إلى درجة الخلاف ٠ عصام احميدان[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
علي اميري عضو برونزي
تاريخ التسجيل : 30/01/2010 عدد المساهمات : 178 العمر : 38
| موضوع: رد: شيعة المغرب وسؤال مرحلة ما بعد 20 مارس 2009 السبت 03 أبريل 2010, 21:48 | |
| شكرا اخي على الموضوع القيم وبصراحة نحن بحاجة الى متل هده المواضيع ...موفق | |
|
chiadumaroc عضو فضي
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 216 العمر : 36
| موضوع: رد: شيعة المغرب وسؤال مرحلة ما بعد 20 مارس 2009 الأحد 04 أبريل 2010, 02:55 | |
| العدل والإحسان والتيار الإسلامي لم ينتصروا لشيعة المغرب ..كيف وهم لم ينتصروا لظلامة الزهراء عليها السلام ..هؤلاء لا يعول عليهم في الموقف و أفضل التعويل على من له عقل وليس من يستهلك الأحلام | |
|