المشرف العام المدير
تاريخ التسجيل : 16/08/2009 عدد المساهمات : 1175 العمر : 55 الموقع : http://al-ofeq.blogspot.com/
| موضوع: صفحة مقالات السيد عصام أحمدان : نختلف في المذهب ونشترك في المواطنة الجمعة 20 نوفمبر 2009, 10:55 | |
| كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن الصلة بين الشيعة العرب وإيران، وكثرت معه التشكيكات في ولاء الشيعة العرب لأوطانهم في محاولة لعزلهم اجتماعيا وسياسيا وتجريدهم من كل حقوق المواطنة أو على الأقل اعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة،وفي هذا السياق لابد أن أشيد بتجربة الإخوة شيعة الكويت الذين أبلوا بلاء حسنا في الدفاع عن وطنهم في فترة الغزو الصدامي، كما كان ولا يزال دورهم الوطني من خلال المشاركة في دينامية العملية السياسية رائدا ومعبرا عن زيف كل الدعاوى المغرضة والأقاويل التي تستهدف وضع المواطنة على المقاسات الطائفية الضيقة. إن قول البعض إن الشيعة العرب أكثر ولاء لإيران من أوطانهم لهو جهل في أحسن الأحوال بالعلاقة بين الانتماء الوطني والانتماء الديني، أو مكر في أسوأ تقدير يريد إدخال المعتقدات في لعبة التوظيف الأمني والمزايدات السياسية خدمة لأجندة خارجية غير وطنية. إن الاختلاف في فهم الإسلام وفي تمثله عمليا لا يخرج عن ضرورات الواقع الموضوعي بسبب بعدنا عن عصر النص وعن التواصل المباشر مع من له العصمة واعتماد آليات النقل الخاضعة بدورها لتقييم بشري لوثاقة الرواة، وأيضا بسبب طبيعة اللغة العربية الغنية بالدلالات المتحركة،كما أن هذا الاختلاف في الفهم والتمثل الواقعي للإسلام لا يخرج كذلك عما تتيحه كل شرائع الأرض من حريات وحقوق تشمل حق التعبير بعد حق التفكير. لعله من نافلة القول التأكيد على حق الاختلاف، لكن الذي هو أساسي في هذا الصدد هو ضرورة تدبير الاختلاف بطرق أخلاقية وعلمية وواقعية كي لا نتحول من دائرة التفكير إلى دائرة التكفير،كما أنه بات من الضروري أن يعلم القاصي والداني أن اختلافنا في فهم الإسلام وتمثله بحسب مرجعياتنا في نقل النص الديني وتفسيره لا يخرجنا من المواطنة، كما يجب ألا نسمح لأحد أن يشكك في انتمائنا لأوطاننا أيا كان هذا الأحد، ولا مساومة في ذلك ولا مزايدة. إن كانت إيران دولة ذات مذهب جعفري فهل هذا يعني أن كل جعفريي العالم إيرانيون؟!لو كان الأمر كذلك فهل كل مالكية العالم مغاربة؟!أم كل أحناف العالم مصريون؟!أم كل حنابلة العالم سعوديون؟! إنه لمن دواعي الاستغراب والدهشة أن نقرأ ونسمع لبعض من كنا نحسبهم إلى وقت قريب مثقفين كلاما عن مشروع شيعي عالمي تقوده دولة إيران! صحيح أن إيران دولة شيعية، لكن ما هو أصح أن التشيع ليس إيرانيا بل هو مدرسة علوية للتواصل مع الإسلام المحمدي،كما أن إيران ملزمة بخدمة التشيع وليس صحيحا أن يخدم التشيع إيران،كما ليس للشيعة مشروع خاص ولا ينبغي أن يكون لهم ذلك لجهة أن الانتماء للأوطان حقيقة لا غبار عليها، ولا يمكن القفز على الواقع الموضوعي والتعلق بالأوهام وتجاهل خصوصية كل بلد. إن مشكلة الكثيرين أنهم يحاولون قراءة التجارب الوطنية للشيعة من خلال تجارب أخرى ذات منبع عقائدي مختلف، فأنصار التكفير وقتل الناس بغير وجه حق هم من يؤمنون بدولة مركزية تحمل اسم «إمارة» أو «خلافة» يجتمع حولها كل شذاذ الآفاق في كهوف «قندهار»، كما أن صهاينة العالم هم من يتمركزون على أساس ديني حول دولة مزعومة تستقطب كل يهود العالم. إن كان لابد من الإيمان بوجود مشروع عالمي، فسيكون مشروعنا هو مشروع محاربة الجهل والأمية الفكرية وضحالة الوعي السياسي والطائفية والتكفير والإرهاب ونشر قيم المواطنة والمساواة والعدالة الاجتماعية وتجديد الوعي الديني وتكريس مفهوم الديمقراطية كأساس لتدبير الاختلافالدار الكويتية ١٨ اكتوبر ٢٠٠٩ م [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|