أجوبة الأسئلة التي اثارها مقال : وانشق القمر ..وقفة مع فكرانية البتر عند فضل الله
ياسر الحراق الحسني
شخصيات الثقلين 08.19.2010
س . لماذا قمت بالتهجم على المرجع الراحل اية الله فضل الله و لم يمر بعد أربعين يوم بعد وفاته؟ هذا أمر غير اخلاقي كما أنه يدعو إلى شق الصف الشيعي بالمغرب
ج. أولاً المقال ليس تهجماً بل هو مجهود علمي يطرح تساؤلات مشروعة بخصوص السيد فضل الله المفكر وليس فضل الله الذي يراه البعض -مع احترامي لهم - كمرجع. مسألة الأربعين على رأي السيد فضل الله بدعة أصلها من اليهود و العزاء ثلاثة أيام. إذاً نلزم مقلدي الراحل برأي مرجعهم وعدم إستعمال مسألة الكتابة عنه قبل الأربعينية عوض الإجابة عن التساؤلات المطروحة. أما الصف الشيعي إذا كان هناك من يرى أنه ينشق بمناقشة أفكار لأشخاص وضعت حولهم خطوط حمراء، فالذي لا يمانع في التشكيك في مظلومية الزهراء يتحتم عليه عدم الممانعة في التشكيك في نظريات المفكرين .
س. على مستوى لفظ "السيد": استهل الأخ مقاله بعبارة "ترك السيد محمد حسين فضل الله .." فقلت استعمال لفظ "السيد" لا يمكن إلا أن يستبعد فكرة النقد الشخصي ، وأن الكاتب سيعالج الموضوع في إطار الاحترام الواجب للسادة العلماء ، لكني لما تابعت المقال ، وجدته عدل عن استعمال لفظ "السيد" في المقاطع كلها بعد ذلك.
ج. الحقيقة انني لا اهتم كثيراً بهذه الأشياء في مقال أتناول فيه الفكر وليس ذات الشخص. و يؤيد هذا إستعمالي عبارة " المأثور المشيشي" دون ذكر شخصية "مولاي عبد السلام بن مشيش" مثلاً و عبارة :" المحقق العاملي " عوض " السيد جعفر مرتضى العاملي" وغيره. و يمكن إعتبار هكذا نقد مخالفة لقواعد النقاش العلمي لسقوط بعض أركانه على هامش المغالطات الشكلية.
س. حقيقة هذا مثير للدهشة والاستغراب ، أن يكون مشروع الوحدة الإسلامية لدى السيد يقوم على الانفصال على القرآن والإسلام والمذهب ، فماهي قاعدة هذه الوحدة إذن ؟
ج. القاعدة هي بتر ما يؤدي إلى الإختلاف من مضامين فكرية قرآنية، إسلامية عامة و شيعية خاصة.
س. المسألة لدى الأخ مقلوبة إذ ليس الهدف من الولادة والنطق في المهد هو الإخبار بنبوته المستقبلية بل العكس هو الصحيح أي أن النطق في المهد الهدف منه هو تأكيد الولادة المعجزة ، أما حديث نبي الله ع عن نبوته فهذا أمر آخر ، والسيد ره يقول أنه إخبار عن نبوته المستقبلية ، أما ما يدفع شبهة الولادة فهو ذات النطق في المهد لا مضمونه كما فهم ذلك صاحب المقال .
ج. الموضوع الأساس هو جواب لهل عيسى ع كان نبياً منذ أن كان في المهد أو لا . فضل الله يقول لا. أما معالجة مضمون الولادة المباركة من حيث الطريقة التي تحقت بها فهي في حد ذاتها تجلي للنبوة في المهد. تقول العرب : "الصِّدْقُ يُنْبي عنكَ لا الوعيدُ" و منه فعلية النطق في المهد تحكي عن مقام النبوة. و قيل في لسان العرب : النبيُّ العَلَم من أَعْلام الأَرض التي يُهتَدَى بها لما في "نبا" من معاني الإرتفاع في اللغة؛ و النبي من يخبر عن الله كما المعروف لغةً. ففي موضوع المقال يتلائم هذا المضمون مع تكلم عيسى في المهد و يقره ثبوت تصديق القوم -وإن كان البعض فقط-، وهذا كاف للقول بنبوة المهد فيما تضمنته من الأخبار عن الله و الترشيد لما هو أصح. هذا ناهيك عما أدرجناه بخصوص إثبات النبوة من حيث معنى الإرتفاع الذي منه اشتق أسم :" النبيّ" لأَنه أَرفع خلق الله، و لا شك في كون الولادة المباركة و التكلم في المهد مصداقان لذلك.
س. إن كان غرضك هو إثبات نبوة المهد بهذه الآية فإنه يلزم أيضا القول برسالة المهد أيضا لأن في الآية "قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا"
ج. لا بأس في القول برسالة المهد إذا تم تجنب الخلط بين الرسالة والتبليغ
س. ادعاء أن السيد فضل الله ربط نبوة عيسى ع بالمستقبل بعيدا عن لحظة المهد ، بكونه يريد التأسيس لرفض إمامة الجواد ع مع حداثة سنه ، فهذا محض افتراء على السيد رحمه الله
ج. لم أقل بهذا . كلامي كان عن المترتبات وليس الغايات في : " إذا تم نفي نبوة المهد لعيسى ع فيكون نفي إمامة الإمام الجواد ع من المحصلات"
س. إذ يقول -السيد فضل الله- مثبتا إمامة الجواد في طفولته بل ومستندا في ذلك على نبوة المهد ليحي ع وهو ما يدحض قول صاحب المقال والذي ادعى فيه أن مشروع السيد يقوم على بتر فكرة نبوة المهد ، فلماذا يثبت نبوة المهد ليحيى ع بل ويؤسس عليها إمامة المهد والمعجزة للإمام الجواد ؟
ج. إثبات فضل الله لنبوة يحيى في الطفولة من جهة و نفيه نبوة عيسى ع في المهد إجمالاً يعد تناقضاً من باب كون خصوصية المورد لا تخصص الوارد. و لا يجدي نفعاً إثباته لنبوة يحيى في الصغر لتبرير عدم اضرار نفيه لنبوة عيسى ع في المهد بقضية الجواد ع. ذلك لأن المتواتر إعتماد الائمة ع الإحتجاج بالثانية لا بالأولى.
س. التمسك بظاهر القرآن وحرفيته ليس من مذهب أهل البيت ع بل هو مذهب السلفية والظاهرية
ج. مذهب أهل البيت فيه ظاهر وباطن والذي يحدد هذا من ذاك هم أهل البيت ع وليس المفكرون
س. نحن نتساءل عن مقصود صاحب المقال ب "الأسرار والأنوار" فإن كان قصده بالأسرار في شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله أنه تلك الخصائص الخاصة من جهة عظمته الذاتية أو الرسالية فيما هي حالة تسديد الله له وصيانة حركته موقفا وموقعا ، فإن السيد فضل الله ره يؤكد كل ذلك
ج. الأسرار والأنوار شرحت المقصود منها في : " اللهمَّ صلِّ على مَنْ منهُ انشقَّت الأسرارُ ، وانفلقَتِ الأنوارُ ، وفيهِ ارتقَتِ الحقائقُ ، وتنزَّلتْ عُلومُ آدمَ فأعجزَ الخلائقَ ، ولهُ تضاءَلتِ الفُهومُ فَلمْ يُدْرِكْهُ منّا سابقٌ ولا لاحِقٌ ، فرياضُ الملكوتِ بزهرِ جماله مونِقةٌ ، وحياضُ الجبروتِ بِفيضٍ أنوارِهِ مُتدفّقةٌ ، ولا شيءَ إلا وهوَ به منوطٌ ، إذ لولا الواسِطةُ لذهَبَ كما قيلَ الموسوطُ". الحديث عن النورانية أما الولاية التكوينية فهي إمتداد لذلك.حصر الكلام في الولاية التكوينية في هذا المقام خروج عن الموضوع. اشرت في آخر المقال إلى ضرورة إعطاء "مافوقبشرية" النبي ص حقها من الإحتمال هذا بطريقة تبطل جدوى التساؤل المذكور.
س. أن يبدأ المقال بحكم قيمة تم ينتهي إليه هذا مما لم نعهده في مناهج البحت وبالتالي فهو في حكم اللامعقول الفكري . إن المقال يبدأ بحسب السيد الحراق بالحكم على السيد محمد حسين فضل الله بالفكرانية..
ج. حكم القيمة هو الحكم بصحة أو غلط أو فائدة شيء ما إعتماداً على رأي شخصي وهذا لا ينطبق على المناقشة والتساؤل كما ترى في المقال, وانما ينطبق على مسلك المتسائل نفسه
س. اعتمد القراءة التجزيئية والانتقائية في التعاطي مع النص نعتبرها أخطاء منهجية وقع فيها صاحب المقال مما يجعلنا نستبعد القراءة المتأنية والحكيمة لديه تجعلنا نشك في مصداقية البحث إن كان هناك حديث عن بحث.
ج. لا بأس بإنتقاء المؤدى الكلامي المصغر إذا كان يعبر عن مجمل الحقيقة. فقولك مثلاً : زيد نصراني لقوله بأنه يؤمن أن يسوع هو "الرب " كاف للقول بنصرانيته.
س. إن اعتماد نص المهد ونص الطبل ونص الترضي في الحديث عن الفكرانية هو نوع من الالتفاف على الحقيقة وتنصيب الذات في مقام الأخر وكأن السيد الحراق من أنصار موت النص والكاتب والإحلال مكانه مما يستدعي من صاحب المقال الاطلاع على خبايا الهرمينوطيقا. قبليات المفسر والدور الهيرمنيوطيقي..
ج. إقحام الهرمنيوطيقا في الموضوع فيه صنعة و تكلف. هل كل من يقرأ نتاج فضل الله يحتاج إلى إحكام علم الفلسفة الذي يدرس مبادئ التأويل والادراك؟ هل كل جماهير الندوة اخصائيين في تفسير النصوص المقدسة؟
س.بخصوص نظرية الطبل -أي تسقيط فضل الله للطبل كرمز لبعض الشعار- : الملاك العام في الأحكام ألا وهو الصلاح و الفساد أو ما فيه صلاح الناس وفسادهم لا أنها قائمة على تعبدية صرفة لا تتمتع بأي ملاك أو علة..
ج. ليس من الإنصاف القول عن الشعائر المقدسة أنها فيها فساد للناس.