سؤال عن عقوبة رجم الزناة المحصنين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سؤالي يتعلق بعقوبة رجم الزناة المحصنين هل تتطابق مع النص القراني .


يقول الله تعالي

( الزانية والزاني فأجلدوا كل واحد منهما مائة جلة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) ( النور 2 )



يقول الله تعالي

"فإذا أُحصِنَّ فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب" [النساء: 25، والملاحظ ان الرجم عقوبة لا تتنصف، فيثبت أن العذاب في الآية هو المذكور في سورة النور: " وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين" [النور: 2.


يقول الله تعالي


( يانساء النبي من يات منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ) الاحزاب 30 كيف يحكم بمضاعفة الرجم لنفس الشخص وهل يموت الشخص مرتين ؟



سماحة السيد الدكتورحسين الحسيني كيف تتعامل مع هذا الاشكال اي عدم تطابق عقوبة رجم الزناة المحصنين مع النص القراني .

بسم الله الرحمن الرحيم ج 1: قال تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ...فإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ) النساء آية 25.المحصنة في صدر الآية بمعنى الحرة غير المتزوجة في قبال الأمَة بقرينة ما بعدها من الحديث عن الإماء، ولبداهة أن نكاح المتزوجة غير جائز، وإلا لو كان معنى المحصنة في صدر الآية المتزوجة، لكان معنى قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ)، أي من لم يستطع أن يتزوج المتزوجات، وهذا باطل بالإجماع. وبناء عليه فسر علماؤنا المحصنة في ذيل الآية بالمعنى ذاته، أي بمعنى الحرة غير المتزوجة. وعليه يكون حد الأمة إذا زنت نصف ما على الحرة غير المتزوجة، أي خمسون جلدة. ج 2:قال تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) سورة النساء، آية 30.مضاعفة العذاب المقصودة في الآية، أي العذاب الأخروي، وهذا يمكن تضاعفه أضعافا كثيرا. ثم اعلم يا أخي أن الفاحشة المذكورة لو كانت الزنا، لما قال تعالى: (مبينة)؛ لأن الزنا وخصوصا من الشخصيات المعروفة يكون سريا مستورا، وإنما المقصود من الفاحشة المبينة ما روي عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن غالب، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن حريز السجستاني، عن إمامنا الصادق (عليه السلام) قال: الفاحشة الخروج بالسيف. ولا يخفى عليك من خرج منهن، وعلى من خرج، نسأل الله العافية وحسن العاقبة. ملاحظة: لم يرد في القرآن الكريم الحديث عن حد المرأة المتزوجة، وهو الرجم حتى الموت كما عليه تسالم الطائفتين، وإنما مستند المسلمين من السنة، وليس من الكتاب، فما ذكرتموه من تعارض في حد الرجم في القرآن متوهَم، لما بيناه لكم من ان المقصود بالمحصنة في الآية الأولى الحرة في قبال الأمة. موفقين لكل خير