السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تطبيل وتزمير ، وتهم ودعاوي ، بأن الشيعة يخالفون المسلمين ويقولون بالتقليد والمرجعية الدينية ، وذلك باطل ، وادعّى بعضهم أنه مخالف لصريح العقول ومناقض للإسلام ، وهو أساس البلاء على الشيعة والمسلمين .. وهلم جراً من تهم إنشائية وسياقات فكرية غريبة .
ولكن لو سألنا هؤلاء عن حلهم لمشكلة تلقّي الأحكام الإسلامية فما هو حلهم لهذه القضية ؟؟!.
وماذا سيكون جوابهم ؟!!.
أما جوابنا فمعروف ... الناس ثلاثة أصناف عامي محض عليه أن يقلد مجتهداً جامعاً للشرائط يحمّله وزر حكمه ، فهو كالقلادة التي يقاد منها المجتهد على حجته في التكليف .
أو مسلم له حظ من العلم يستطيع أن يعمل بما هو أحوط فيبرء ذمته بمعرفته بطريقة إبراء الذمة أو رجل اجتهد حتى جمع شرائط العمل بما قامت عليه الحجة .
ولا رابع لهم ..
فماذا يقول الشاتمون لهذا التقسيم ؟؟!! ..
وكيف تحل مشكلتهم ؟؟!.
لنقرأ كتاباً من كتب العقائد السلفية تأليف عبد الرحمن عبد الخالق - الكويت - في 27 من ذي القعدة سنة 1402 هـ الموافق 15/9/1982 وهو كتاب جيد يجب أن يقرأ بإمعان ، والذي اسماه :
---------- ((( القضايا الكلية للاعتقاد في الكتاب والسنة ))) -----------
و قدم له مقدمة صريحة كصراحة ضوء الشمس بأنه سلفي ينتسب للحركة السلفية ..
ولأجل أن لا يتوهم المرء بأن ما سأورده من نص هو تقوّل على السلفية فهذا ما وصف به كتابه :
« وقد جرينا في جمع هذه القواعد وترتيبها وفق معتقد أهل السنة والجماعة حيث نرسي التصور الصحيح لمعتقد السلف في إطار قضايا كلية كفيلة بحول الله بالعصمة من الوقوع في الباطل ولم نترك بحمد الله وتوفيقه عقيدة من عقائد أهل السنة والجماعة ، ولا مسألة عامة إلا وذكرناها مستوفين بذلك ما كتبه علماء الإسلام الأجلاء قديماً وحديثاً - فقد ضمنا هذه العقيدة (( القضايا الكلية )) ما هو موجود في عقيدة الإمام ابن تيمية التي لخصها في فتاويه والعقيدة الواسطية التي أوجزت معتقده ، والطحاوية وعقيدة أبي زيد القيرواني السلفي .
هذا مع ما استجد من شبهات كثيرة كان لا بد من الرد عليها ووضع قواعد تعصم من الانزلاق إلى الباطل في هذه الشبهات الجديدة والفتن الحادثة » ..
« .. فالسلفيون الذين ساروا على منهج الرسول وأصحابه صلى الله عليه وسلم هم الجماعة أهل الحق المعتصمون بكتاب الله وسنة رسوله المائلين عن كل طرائق الشرك والباطل والبدعة .
وخلاصة الدعوة السلفية وعقيدة الفرقة الناجية هي ما ضمناه هذه الرسالة بحمد الله وتوفيقه - وقد راعينا أن تكون بأسهل عبارة لأننا نكتب لعامة الناس ولا نخاطب بهذه العقيدة فئة بعينها بل أملنا - في الله - أن تصبح هذه العقيدة في كل قلب وأن يحملها كل مسلم ويبشر بها كل داع إلى الله والحمد لله رب العالمين والأمل في الله سبحانه وتعالى أن ييسر لي قريب إخراج شرح مختصر لهذه القضايا يوضح مستند كل قضية من كتاب الله وسنة رسوله والله المسئول أن يجعل هذا خالصا لوجهه الكريم وأن يجنبنا الزلل في المعتقد والقول والعمل انه هو السميع العليم » ..
وبعد هذه المقدمة هل من شك في أن هذه العقيدة والقول هما لسلفي غارق في سلفيته ؟؟!
فماذا يقول عن التقليد ووجوب الرجوع الى المجتهد ؟؟!
وهو زبدة قول العلماء كما وصفهم حسب « ما هو موجود في عقيدة الإمام ابن تيمية التي لخصها في فتاويه والعقيدة الواسطية التي أوجزت معتقده، والطحاوية وعقيدة أبي زيد القيرواني السلفي » ..
تفضل اقرأ ما يقول بتدبر وإمعان في هذه العقيدة السلفية : -
( 155 ) والاجتهاد هو بذل الوسع والجهد للوصول إلى حكم الله في قضية ما أو ما تظن أنه حكم الله .
( 156 ) والناس في الاجتهاد ثلاث طبقات :
1 . العامي ( الأمي ) وعليه أن يتبع من غلب على ظنه أنه من أهل العلم والدين ، وأنه أفتاه بحكم رب العالمين .
2 . وطالب علم لديه بعض العلم والفهم فعليه اتباع العلماء وطلب الدليل وتحرى الحق .
3 . وعالم استوفى شروط الاجتهاد فعليه أن يتعرف على الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية .
===========================
إذن هذا ما يصنفه السلفيون : -
(( عامي )) يجب عليه اتباع أهل العلم المظنون صحة فتواهم ( يجب عليه التقليد ) !!
(( طالب علم )) يطلب الحق ( براءة الذمة بالاحتياط بين فتوى العلماء ) !!
(( مجتهد )) استوفى الشروط بمعرفة الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية !!.
رغم ركاكة البناء الفقهي والقول بصحة مطلق الظن المرفوض من قبلنا .
ولكن نقول :
أين الاختلاف بيننا في التفصيل ؟؟!.
لماذا هذا السب والشتيمة لأمر تقولون به بالتطابق معنا وليس بالتقارب ؟؟!.
هل الشاتمون متسورون على حدود السلفية أيضاً ؟؟!.
أعاميّكم يجب عليه الرجوع الى العالِم ، وعامينا ملائكي لا يجوز له الرجوع الى العلماء ؟؟!.
أ طالب علمكم قادر على الجمع بين اقوال الفقهاء بالدليل وطالبنا كسيح لا يقدر على ذلك ؟؟!.
أ مجتهدكم يعرف الأحكام من أدلتها التفصيلية ومجتهدنا لا يعرف ؟؟!.
ثم أين هو اجتهادكم ؟؟! .. دلونا عليه يرحمكم الله لنراه، نلمسه ، نحسه ، نتذوقه !! ..
أين هذا الاجتهاد ومن أجاز به ؟؟ .. وهل تجيزون التمذهب وفق المذهب الواحد كما يفعل الشيعة ؟؟!.
إذا لم تكن هذه هي المرجعية إذن لماذا هناك مجلس للإفتاء له صولة وجولة .. إذا كفّر مطرباً خسّره ملايين الاسطوانات !!.
وإذا حرم الـ (( بوكيمونات )) خسّر اليابان .. فما معنى المرجعية إذا لم تكن هذه مرجعية !! ...
أظن - والله أعلم - أنكم تؤمنون بمرجعية مدريد فقط ...
البقية متروك لفهمكم ...
وأما أنا ...
فسلامي لكم ..
وحبي لكم ..