الكاتب : أبو فاطمة العذاري .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله اجمعين ..
اَللّـهُمَّ سَمِعْنا وَاَطَعْنا وَاَجَبْنا داعِيَكَ بِمَنِّكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ غُفْرانَكَ رَبَّنا وَاِلَيكَ المَصيرُ، آمَنّا بِاللهِ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَصَدَّقْنا وَاَجبْنا داعِىَ اللهِ، وَاتَّبَعْنا الرَّسوُلَ فى مُوالاةِ مَوْلانا وَمَوْلَى الْمُؤْمِنينَ اَميرَ المُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ اَبيطالِب عَبْدِاللهِ وَاَخى رَسوُلِهِ وَالصِّدّيقِ الاكْبَرِ، وَالحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِهِ، المُؤَيِّدِ بِهِ نَبِيَّهُ وَدينَهُ الْحَقَّ الْمُبينَ، عَلَماً لِدينِ اللهِ، وَخازِناً لِعِلْمِهِ، وَعَيْبَةَ غَيْبِ اللهِ، وَمَوْضِعَ سِرِّ اللهِ، وَاَمينَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ، وَشاهِدَهُ فى بَرِيَّتِهِ، اَللّـهُمَّ رَبَّنا اِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادى لِلايمانِ اَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الابْرارِ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ اِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ
تمر علينا مناسبة مهمة جدا في تاريخنا الإسلامي الا وهي قضية الغدير ونحن هنا لا نريد الخوض في الجانب التاريخي او العقائدي او القرآني لهذه الحادثة التي أصبح ثبوتها كالشمس الساطعة و لا غبار على أنها تدل بقوة على تنصيب الإمام علي ( ع ) خليفة لرسول الله ( ص ) .
نريد هنا نوجه الخطاب الى أخواننا أهل السنة والى كل من لم يؤمن بولاية أمير المؤمنين وندعوهم الى ان يطالعوا هذا الأمر ويشاهدوا الحقيقة التي أثبتها رسول الله ( ص ) في تلك الحادثة الشهيرة و لا نريد منهم ان يطالعوا كلام علماء الشيعة ومؤلفاتهم بل عليهم ان يطالعوا مصادر علماء السنة أنفسهم فانها بلغت مئات الكتب المشهورة والتي هم انفسهم يستندون اليها في اخذ تعاليم دينهم .
ونحن هنا سنذكر البعض القليل من تلك المصادر مع تعليق بسيط ان استوجب ذلك نعم فمن كبار أساطين علماء السنة الذين ذكروا قضية الغدير وأثبتوها منهم :
اولا : يقول سبط بن الجوزي في: تذكرة الخواص - ص 30 - 31 .
: (( اتفق علماء أهل السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفا وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه )) .
ثانيا : يقول الإمام مسلم في صحيح مسلم : ج 7 - ص 122 - 123: " وعن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوما فينا خطيبا بماء يدعى " خما " بين مكة والمدينة فحمد الله ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله . . . ثم قال وأهل بيتي . . . "
ثالثا : وقال المحب الطبري في ذخائر العقبى ، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : كنا عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سفر فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا ، الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تحت شجرة فصلى الظهر وأخذ بيد علي ، وقال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . قال : فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة "
رابعا : وفي كنز العمال - ج 1 - ص 166 - 167 - 168 . للمتقي الهندي : " . . . إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ، من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . . . " .
اقول وقد نقل المتقي الهندي هذا الحديث عن زيد بن أرقم ، و عن أبي هريرة ، و جابر بن عبد الله ، و أبي سعيد الخدري ، و ابن عباس وغيرهم من الصحابة .
خامسا : وفي الجامع لأحكام القرآن- ج 18 - ص 287 - 289 للقرطبي .عند تفسير قوله تعالى : ( سأل سائل بعذاب واقع ". قيل إن السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري ، وذلك أنه لما بلغه قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في علي ( رض ) : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ثم قال : يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك . . . إلى قوله : ثم لم ترض بهذا حتى فضلت ابن عمك علينا ، أفهذا شئ منك أم من الله ؟ فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : والله الذي لا إله إلا هو ، ما هو إلا من الله ، فولى الحارث ، وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء ، وائتنا بعذاب أليم ، فو الله ما وصل إلى ناقته حتى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله فنزلت : ( سأل سائل . . . " .
سادسا : ويقول أبو حامد الغزالي في سر العالمين وكشف ما في الدارين - ص 10 . : " أجمع الجماهير – لا حظوا - على متن الحديث من خطبته من غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر : بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مولى ، فهذا تسليم ورضى وتحكيم ،ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرياسة ولما مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال قبل وفاته ائتوا بدواة وبياض لأزيل لكم إشكال الأمر ، وأذكركم من المستحق لها بعدي ، قال عمر : دعوا الرجل فإنه يهجر . . . " .
وهذا نص صريح من هذا العالم المشهور جدا عند اخواننا اهل السنة .
سابعا : وحديث الغدير ذكره غير هؤلاء من علماء أهل السنة ومنه على سبيل المثال :
ابن حجر العسقلاني في الإصابة .
والقندوزي في ينابيع المودة .
والمقريزي في خططه .
والإمام أحمد في مسنده .
والبيهقي في كتابه الاعتقاد على مذهب السلف وأهل الجماعة .
والسيوطي في الجامع الصغير .
وتاريخ الخلفاء
والمحب الطبري في الرياض النضرة .
وابن خلكان في وفيات الأعيان .
والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد .
وابن قتيبة في الإمامة والسياسة .
والمسعودي في مروج الذهب
والبلاذري في أنساب الأشراف .
وابن كثير في تفسير القرآن الكريم .
وابن حجر الهيثمي في صواعقه المحرقة .
وابن تيميه من اشد المعارضين للشيعة واليه يرجع الوهابية في كثير من عقائدهم وهنا ننقل نص كلامه ..
يقول ابن تيمية في كتاب حقوق آل البيت ص 13 .
: " وثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بغدير يدعى " خم " بين مكة والمدينة . . . "
فيا إخواننا يا من لم تلتحقوا الى الآن بولاية أمير المؤمنين هذه بين ايديكم البعض من أقوال علماء أهل السنة المعترف بهم عندكم والتي تدل على صحة حديث الغدير الذي ينص بوضوح على إثبات الحق في خلافة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فهل انتم تتعضون .. ؟؟؟