حديث الغدير: فهو الذي يحتج به على إمامة علي بن أبي طالب ء عليه السلام ء، وكذا حديث المنزلة وغيرهما فنقول: لما أنزل الله: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ... ﴾[المائدة:67] لم يستجز ء صلى الله عليه وآله وسلم ء أن يخطو خطوة واحدة قبل أن يبلغ وذلك في منصرفه من حجة الوداع بمكان يسمى خماً بين مكة والمدينة فدعا ((الصلاة جامعة)) فاجتمع الناس، ثم خطب خطبة طويلة نتركها اختصاراً، وقال فيها: ((أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم ؟)) قالوا: اللهم بلى، قال: (( فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله)).
وقد روي بألفاظ مختلفة لكنها متفقة في إفادة معنى الولاية، وقد أجمع أهل بيت رسول الله ء صلى الله عليه وآله وسلم ء على صحته، ورواه حفاظ الأمة من غيرهم.
فرواه محمد بن جرير الطبري، وطرقه من خمس وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سماه ((كتاب الولاية))، ورواه محمد بن عقدة وطرقه من مائة وخمس طرق.
وقد رواه الحسين بن القاسم في شرح الغاية عن ثمانية وثلاثين صحابياً كلها من غير طرق أهل البيت ء عليهم السلام ء.
وقال محمد بن إبراهيم الوزير: خبر الغدير يروى بمائة وثلاث وخمسين طريقاً.
وقال الذهبي: بهرتني طرقه فقطعت بوقوعه، وعده السيوطي في الأحاديث المتواترة.
وقال الغزالي: أجمع الجماهير على خطبة يوم الغدير، واعترف ابن حجر في صواعقه أنه رواه ثلاثون صحابياً.
وقال المقبلي في أبحاثه: فإن كان هذا معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم.
وقد روى نزول: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ [المائدة:67]، في الأمر لرسول الله ء صلى الله عليه وآله وسلم ء بتبليغ ولاية أمير المؤمنين، الجم الغفير.
منهم: الإمام زيد بن علي، وأخوه الباقر، والصادق، وعلي بن موسى الرضى، والإمام القاسم بن إبراهيم، والهادي، والمرشد بالله، وأبو الفتح الديلمي، والمتوكل على الله أحمد بن سليمان، والمنصور بالله عبدالله بن حمزة، والإمام الحسن بن بدر الدين، وأبو الحسين أحمد بن موسى الطبري، ومحمد بن سليمان الكوفي، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين، والحاكم الحسكاني، والواحدي، والثعلبي، والبطريق في عمدته، والطوسي في تفسيره، والرازي في مفاتيح الغيب، وغيرهم.
وقد روى خبر الموالاة بلفظ: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) من العامة خصوصاً: أحمد بن حنبل، والطبراني، وسعيد بن منصور عن علي عليه السلام، وزيد بن أرقم، وثلاثين رجلاً من الصحابة، وعن أبي أيوب وجمع من الصحابة.
والحاكم في المستدرك عن علي ء عليه السلام ء، وطلحة وأبو نعيم عن سعد بن أبي وقاص، والخطيب عن أنس، والطبراني عن عمر بن مرة وزيد بن أرقم بزيادة: ((وانصر من نصره، وأعن من أعانه)) تطابق على هذا اللفظ هؤلاء الرواة، دع عنك من سواهم وما سواه، انتهى من لوامع الأنوار باختصار يسير.
وفي كتاب فضائل الخمسة قال:
صحيح الترمذي ج2 ص298 عن زيد بن أرقم وقال علي بن سلطان في مرقاته ج5 ص568 إنه رواه الترمذي، والنسائي، والضياء عن زيد انتهى.
والنسائي عن سعد ص25 من خصائصه، وابن ماجه في صحيحه ص12 عن البراء بن عازب، وعن سعد بن أبي وقاص.
وابن حنبل في مسنده ج4 ص281 عن البراء.
وقال في كنز العمال ج6 ص397 أخرجه ابن أبي شيبة.
وقال الطبري في رياضه ج2 ص169 أخرجه ابن السمان، والحاكم في المستدرك ج3 ص109 عن زيد بن أرقم، وفي ج3 ص533 عن زيد بطريق أخرى.
وقال في كنز العمال ج1 ص48 للطبراني في الكبير عن زيد.
وأخرجه الحاكم عن سعد بن مالك في المستدرك ج3 ص116، وفيه ص371 عن رفاعة بن إياس الضبي عن أبيه عن جده، وفيه ص110 حديث بريدة، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
وروى أحمد حديث بريدة في ج5 ص347.
وقال المتقي في كنزه ج6 ص154 أخرجه أحمد بن حنبل وابن حبان وسمويه والحاكم وسعيد بن منصور عن ابن عباس عن بريدة.
والنسائي في خصائصه ص22، وذكره ابن حجر في صواعقه ص26، وقال قبله: صححه الذهبي.
وقال علي بن سلطان في مرقاته ج5 ص568 رواه الذهبي عن بريدة وصححه.
وقال المتقي في كنز العمال ج6 ص152 أخرجه أحمد والنسائي عن البراء وأحمد أيضاً عن بريدة والترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم، وذكره المناوي في فيض القدير ج6 ص218.
والمحب الطبري في الرياض ج2 ص172 عن بريدة، وقال: أخرجه أبو حاتم وأحمد في مسنده ج1 ص152 عن علي عليه السلام.
وذكره الهيثمي في مجمعه ج9 ص107 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات وأحمد في مسنده ج1 ص330 عن ابن عباس.
ورواه النسائي في الخصائص ص8.
والمحب الطبري في الرياض ج2 ص203 وفي ذخائره ص86، وقال: أخرجه أحمد وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات.
وذكره الهيثمي في مجمعه ج9 ص119 وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.