خلال زيارة رئيس وزراء تركيا اردوغان الى الولايات المتحدة مؤخرا، رافقه طاقم خاص لبحث قضايا المنطقة مع طواقم امريكية، وذلك بناء على طلب الادارة الامريكية، في سياق ترتيبات جديدة بحاجة الى قوى للتنفيذ وتولي الادوار اللازمة.
دوائر مطلعة في واشنطن أكدت لـصحيفة المنار أن الطواقم الامريكية استعرضت تقارير أعدها وزير الخارجية التركي، وبعد نقاشات اتفق الجانبان على خطوات أقرها الرئيس الامريكي، وتعهد رئيس الوزراء التركي بالعمل على تنفيذها، تحت شعار يافطة أن أنقرة ذراع لأمريكا وحلف الاطلسي وأن على واشنطن تعزيز دورها جراء الخدمات التي تقدمها في اطار خدمة الاستراتيجية الامريكية في المنطقة.
وذكرت هذه الدوائر بحسب صحيفة المنار أن الرئيس الامريكي كلف رئيس الوزراء التركي بقيادة القوى المشاركة في ضرب الاستقرار في سوريا، مستندة الى دعم مالي سعودي قطري، وأدوات في لبنان وغيرها وأشارت الدوائر الى أن الادارة الامريكية أبلغت ادروغان خيبة أملها من فشل التحركات التي تقودها أطراف عديدة ضد سوريا، رغم الأموال المستخدمة والأدوات المنفذة، وحملات تدريب العناصر المسلحة "الارهابية" وشراء السلاح، والتجييش الاعلامي، حيث اثبتت ما تسمى بقوى المعارضة عجزها، بما في ذلك الاخوان المسلمون، وبالتالي ارتأت واشنطن أن تتولى تركيا قيادة هذا "المايسترو" المكون من دول وجهات عديدة تصعيد حملات التحريض والعداء بأشكاله ضد سوريا شعبا وقيادة، اضافة الى فرض عقوبات اقتصادية تؤثر سلبا على السوريين على أمل أن ينقلبوا على النظام القائم في دمشق، الذي دحر فصول ومراحل المؤامرة التي يتعرض لها.
وكشف الدوائر أن تركيا ستسعى الى اقامة معسكرات وقواعد تدريب لمسلحين على الحدود مع سوريا، وفتح مكاتب للمعارضين الذين يقيمون في عواصم اوروبا، والزج بمتسللين الى داخل الاراضي السورية للقيام بعمليات ارهاب وتخريب واغتيال على أمل تمكن أنقرة من اقامة رأس جسر على الحدود يمكن استغلاله والنفاذ الى داخل سوريا. وايضا العمل على احداث انشقاقات في اجهزة الدولة والجيش، وكذلك، سحب استثمارات مالية تركية في سوريا.
وأضافت الدوائر أن تركيا على لسان اردوغان وعد الرئيس باراك اوباما، بأن ينهي قريبا عملية تطويع وتدجين حركة الأخوان المسلمين، واعتمادها في المنطقة، في مواجهة ما أسماه أردوغان بالاسلام المتطرف وأن بامكان الولايات المتحدة الاعتماد على هذه الحركة في مواجهة الانظمة القائمة مع عدم المس بالسياسات والاستراتيجية الامريكية.
وأكدت الدوائر ذاتها أن اوباما طرح على اردوغان مخططا لتقسيم سوريا، ومن ثم تولي انقرة حل الصراع بين سوريا واسرائيل، وهذا يتطلب من أنقرة المصالحة السريعة مع تل ابيب وانهاء الاشكالات القائمة التي لا تخدم حلف النيتو، الذي يضم في عضويته تركيا.
واستنادا الى مصادر عليمة في واشنطن، فان اردوغان رحب بمزيد من الدروع الصاروخية فوق الاراضي التركية للتصدي لأية هجمات قد تقوم بها ايران مستقبلا ضد اسرائيل، في حال اندلعت حربا بينهما، واشارت المصادر الى أن اوباما وعد اردوغان بالعمل لدى حلفائه الاوروبيين لقبول تركيا في الاتحاد الاوروبي.
وأكدت المصادر نقلا عن المسؤول الامريكي أن اردوغان وعد اوباما بالضغط على القيادة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل، وأن لا تقوم هذه القيادة بأية خطوات تحرج برامج الرئيس الامريكي.
مراقبون امريكيون اكدوا ان الولايات المتحدة تدفع باتجاه تعزيز الدور التركي في المنطقة ليتولى قيادة تحالف مدعوم امريكيا واوروبيا واسرائيليا ضد ايران، كما أن اردوغان سيعمل مع سعد الحريري وحلفائه امثال سمير جعجع على اثارة احداث داخل لبنان واستغلال ما يجري في سوريا لجر حزب الله الى حرب داخلية، تمهد لاسرائيل شن حرب ضد الحزب ولبنان .