استغرب النائب السابق اميل اميل لحود "تنازل بعض الدول العربية، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية، عن دورها الريادي العربي لصالح دولة قطر التي بات وزير خارجيتها الحاكم العربي الفعلي، مستمدا دوره من القاعدة العسكرية الأميركية ومن مكتب التمثيل الإسرائيلي الموجودين على أرضه، فنعم العرب ونعم العروبة".
ورأى في تصريح اليوم: "ان المنطقة مقبلة على تطورات خطيرة في حال استكملت الجامعة العربية نهجها الذي يؤكد يوما بعد يوم وقرارا بعد قرار، أنها مجرد دمية في يد الإدارة الأميركية. فالأخيرة تقرر وبعض الحكام العرب ينفذون من المحيط الى الخليج، فنعم العرب ونعم العروبة".
وقال: "لو اختارت الإدارة الأميركية رجلا يملك تاريخا مشرفا أكثر من وزير خارجية قطر للعب الدور الذي يقوم به تجاه سوريا، لربما كانت المؤامرة محكمة أكثر. أما وقد أصبح الشيخ حمد بن جاسم يخرج كل يوم ليلقي علينا محاضرات في الديموقراطية ودروسا في الإصلاحات، فإن ذلك يعني أنّ العرب باتوا في أسفل درك لهم، لأن أكثرهم قربا من إسرائيل بات حاكما عليهم، فنعم العرب ونعم العروبة".
وأكد ان "القيمين على الجامعة العربية يخرقون ميثاقها عبر اتخاذ قرارات تتناقض مع مضمون هذا الميثاق، ويتآمرون على بلد عربيّ ساهم، من خلال دعمه المقاومة في أكثر من محطة، خصوصا في حرب تموز 2006 في رفع رأس العرب، إلا أنه يبدو أن بعض العرب اعتادوا خفض الرؤوس، فهالهم أن يخرج أحد عن شبه إجماعهم المريب".
واعتبر ان "ما يحكى عن إنشاء منطقة عازلة من قبل تركيا لن ينعكس إلا سلبا عليها"، متوقعا أن "تكون تركيا أذكى من أن تدخل في لعبة من هذا النوع، خصوصا أن الحسم العسكري له حسابات مختلفة لا بد أن يعيها الجيش التركي الذي يحاول رجب طيب أردوغان الزج به في مواجهة ستكلفه الكثير، وهو بغنى عنها"، مشيرا الى ان "المواجهة المفبركة بين تركيا وإسرائيل كانت تمهيدا للدور الذي تلعبه الإدارة التركية اليوم، عبر تنفيذ أجندة خارجية تقضي بإشعال الجبهة مع سوريا وإراحة إسرائيل، الى جانب الدفع باتجاه فتنة سنية شيعية سبق أن حاولت الولايات المتحدة الأميركية إشعالها مرارا وتكرارا، خصوصا في لبنان، وعجزت عن ذلك بسبب الوعي الوطني لدى جميع الأفرقاء".
واذ سأل "بعض المتحمسين لما يسمونه التغيير في سوريا عما إذا كان رئيس الوزراء التركي اردوغان حريصا على مصلحة طائفته فعلا أم أنه ينفذ مؤامرة خارجية هدفها الأساس إراحة إسرائيل"، قال: " فليتشارك ثنائي المؤامرة القطري والتركي أحلام يقظتهما ما شاؤوا، وليخضعوا للإدارة الأميركية ما اعتادوا، وليصدروا عبر جامعة الدمى العربية ما أرادوا من القرارات. فسيأتي يوم، ولعله بات قريبا، يثبت فيه الشعب السوري وجيشه المتماسك ومعهما القيادة السياسية، بأن وحدتهم أقوى من أي مؤامرة مهما كذب بعض الإعلام وابتكر من أوهام".