"العدل والإحسان" والتشيع أوجه التقارب والتباعد
الحلقة الثانية
مدخل
قال الشيخ عبد السلام ياسين حفظه الله (3) :"
التقليد
نرجو بهذا العرض الموجز أن نقف عند ما يلي :
1 – إن إسلامنا الموروث انحدر إلينا من خلال تاريخ منكسر مليء بالصراعات المذهبية و العسكرية.
2 – إن التراثيين المغربيـن الذين يرون في آراء الفقهـاء ضحـية هذا الصـراع و أطباءه ركاما يجب نبذه ليرتفع عنا الحجر و نعصرن الدين، لا يمكن إقناعهم بأن أولائك الفقهاء حجة على عصرهم و أن الأصلين القرآني و السني كفيلان وحدهما برفع كل حاجز دون فهمنا لمقاصد الشريعة و دون تجديدنا للمنهاج النبوي القرآني لمستقبل الخلافة. فلنفهم تاريخنا فهما غير فهمهم .
3 – إن الأمة لا يمكن أن تواجه تحديات الحاضر و المستقبل إن لم تجمع ما فرقته عصور الخلاف . و إنما يمكن ذلك بنصب الجسور و التعاون الفعلي في جهود البناء لتكون نتائج البناء المشترك حافزا على توحيد النظرة بعد حين. لا ينبغي أن نؤجل الحوار و لا أن نستعجل الوفاق و لا أن نيأس لما نراه خلفنا من أهوال تاريخية . فإن تحولنا عن المواقف العاطفية و عمقنا معاني الرحمة الأخوية الجامعة فعسى يأذن الله جلت قدرته برجوع المياه إلى المجرى الأول.
4 – إن وحدة الأمة إنما تتاح بالرجوع إلى أصولها الثابتة بالكف عن تغذية ذكريات المآسي و شرحها إلا بمقدار ما تحصل العبرة. و إن الإغضاء الكريم عن فروع الخلاف ضروري ليتسنى لنا
الحفاظ على ما يجمعنا.
5 – إن تأسيس مستقبل الوحدة لا يمكن أن يعتمد خلافـا مذهبـيا يتخذ بمثابـة الأصل. و إلا حكمنا على أنفسنـا بسرمديـة الخلاف و الانشقاق، إن لم نزد الانكسار التاريخي تفتتا بما يستجد من مواقف متناقضة بين أعضاء أمة جعلها الله خير أمة، و نرجو أن يبتعثها ثانية لتعود شاهدة على الناس كما كانت. والشاهد لابد أن يكون نموذجا في الثبات و الثقة و القوة .
لنضع حدا لتقليد الأجيال المختلفة، لنكن شهداء بالحق عن أصالة كما كان السلف الصالح رضي الله عنهم شهداء بالحق عن أصالة". انتهى كلام الشيخ
إن هذه الفقرة من كلام الشيخ تظهر مدى اطلاعه على وقائع تاريخنا الأليم،وما صاحب ذلك من صراعات سياسية ومذهبية كان العلماء والفقهاء طرفا مهما فيها،كما أنها تظهر حرصه الشديد على نصب الجسور و لم الشعث و ضم الفرقة، و نبذه للتقليد الأعمى.
و إنما جعلناها مدخلا لمحاورنا التالية لتفهمنا لما جاء فيها و تبنينا لأكثر ما ورد فيها.
اعتماد بعض فكر الجماعة على كتاب " نهج البلاغة "
1 - يقول الشيخ منتقيا من "نهج البلاغة"(4) : " وصف الإمام علي كرم الله وجهه عمر ابن الخطاب قال : "لله در فلان فقد قود الأود، و داوى العمد . خلف الفتنة، و أقام السنة، ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها و سبق شرها أدى إلى الله طاعته و اتقاه بحقه" (5).
2 - و قال الشيخ في كتابه "إمامة الأمة" (6) : "كتب الإمام علي كرم الله وجهه في عهده للأشتر يعلمه كيف يجلس لذوي الحاجات، و كيف يخصص لهم قسما من وقته، و يعلمه آداب التعامل مع الرعية. قال: "و اجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصـك، و تجلس لهم مجلسا عاما، فتتواضع فيه لله الذي خلقك. و تقعد عنهم جندك و أعوانك من أحراسك و شرطك، حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع. فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول في غير موطن: "لن تقدس أمة لا يؤخد للضعيف فيها حقه من القوي " (التتعتع في الكلام التردد. و المراد لازمه و هو الخوف) . ثم احتمل الخـرق منهم و العي (لا تضجـر من العنيف و لا من العاجـز عن التعبيـر) ، و نـح عنـك الضيـق و الأنـف ( تجنب ضيق الأخلاق و الكبر) يبسط الله عليك بذلك أكناف رحمته، و يوجب لك ثواب طاعته. و أعط ما أعطيت هنيئا، و امنع في إجمال و إعذار (بحسن أدب و اعتذار) . ثم أمور من أمورك لابد لك من مباشرتها منها إجادة عمالك بما يعيى عنه كتابك ( بما لا تكفي فيه الكتابة). و منها إصدار حاجات الناس يوم ورودها عليك مما تحرج به صدور أعوانك ) قال محمد عبده في شرح هـذه الجملة: و الأعـوان تضيق صدورهم بتعجيل الحـاجـات و يحبون المماطلة في قضائها استجلابا للمنفعة، أو إظهارا للجبروت).
و أمض لكل يوم عمله فإن لكل يوم ما فيه و اجعل لنفسك فيما بينك و بين الله أفضل تلك المواقيت، و أجزل تلك الأقسـام. و إن كانـت كلهـا لله إذا صلحـت فيها النية و سلمت فيها الرعية"
3 - و قال في نفس الكتاب (7) : و من عهد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام إلى الأشتر هذه الوصية للعامة. و هي أبلغ ما يفحم به من ينسب إلى الإسلام ما طرأ على الإسلام في عهود الفتنة و الملك العاض الكسروي. قال رضي الله عنه : "و ليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق، و أعمها في العدل، و أجمعها لرضى الرعية. فإن سخط العامة يجحف برضى الخاصة، و إن سخط الخاصة يغتفر مع رضى العامة. و ليس أحد من الرعية أثقل على الوالي مؤونة في الرخاء، و أقل معونة له في البلاء، و أكره للإنصاف، و أسأل بالإلحاق، و أقل شكرا عند الإعطاء، و أبطأ عذرا عند المنع، و أضعف صبرا عند ملمات الدهر من أهل الخاصة. و إنما عماد الدين، و جماع المسلمين، و العدة للأعداء العامة من الأمة. فليكن صغوك لهم و ميلك معهم"
4 - و يسوق لنا الشيخ الجليل في نفس كتابه (
فقرات من نهج البلاغة تتضمن وصية الإمام علي عليه السلام للأشتر النخعي ,وكذا لعامل له على الصدقة (9).
5 - و يقول الأستاذ خالد العسري، و هو أحد تلاميذ الشيخ النجباء وفقه الله لما فيه خير الإسلام والمسلمين في كتابه "الشورى المغيبة" (10): "و لقد وقف الإمام علي – و هو خليفة – موقفا لا يحسد عليـه ، و لا يقدر عليه إلا من ملئ إيمانا إلى مشاشه ، فقد افتقر أخوه عقيل و سأله من مال المسلمين، و نترك الإمام يعرض الواقعة بأسلوبه البياني الساحر (و الله لقد رأيت عقـيلا و لقد أملق حتى استماحني من بركم صاعا و رأيت صبيانه شعث الشعور غبر الألوان من فقرهم كأنما سودت وجوههم بالعظلم، و عاودني مؤكدا، وكرر علي القول مرددا، فأصغيت إليه سمعي فظن أني أبيعه ديني، و أتبع قياده مفارقا طريقي، فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها، فضج ضجيج ذي دنف من ألمها، و كاد أن يحترق من ميسمها. فقلت له : ثكلتك الثواكل يا عقيل ، أتئن من حديدة أحماها إنسان للعبه، و تجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه. أتئن من الأذى و لا أئن من لظى!) [ نهج البلاغة ص 301 – 302 . شعث : جمع أشعث و هو من الشعر المتلبد بالوسخ. و الغبر : جمع أغبر متغير اللون شاحبه. و العظلم : سواد يصبغ به. الدنف: المرض. و الميسم: المكواة ]
6 - و يقول الأستاذ في نفس الكتاب(11) : "و نقف مع تصويره البلاغي الرائع لموقف تعرض له عندما (أهداه) أحدهم هدية فكان جوابه: (و أعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها، و معجونة شنئتها كأنما عجنت بريق حية أو قيئها، فقلت : أصلة أم زكاة أم صدقة فذلك محرم علينا أهل البيت. فقال: لا ذا و لا ذاك و لكنها هدية، فقلت: هبلتك الهبول، أعن دين الله أتيتني لتخدعني، أمختبط أنت أم ذو جنة أم تهجر! و الله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت. و إن دنيا كم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي و لنعيم يفنى و لذة لا تبقى. نعوذ بالله من سـبات العقل و قـبح الزلل وبه نستعين) [نهج الـبلاغة، ص: 304. و الملفوفة: نوع من الحلواء أهداها إليه أحدهم. وشنئتها أي : كرهتها. و الصلة : العطية. و هبلتك: ثكلتك. الهبول: المرأة لا يعيش لها ولد. تهجر: تخرف. و جلب الشعيرة: قشرتها]
7 - و يقول فيه أيضا (12): " جاء في رواية عن الرسول (ص) في "نهج البلاغة" أنه قال للإمام علي بعد ظهور الإسلام : ("يا علي، إن القوم سيفتنون بأموالهم، و يمنون بدينهم على ربهم ، ويتمنون رحمته، و يأمنون سطوته، و يستحلون حرامـه بالشبهات الـكاذبة و الأهواء الساهية، فيستحلون الخمر بالنبيذ و السحت بالهدية و الربا بالبيع" . قلت: يا رسول الله، بأي المنازل أنزلهم عند ذلك أبمنزلة ردة أم بمنزلة فتنة فقال : "بمنزلة فتنة" [نهج البلاغة من كلام الإمام علي كرم الله وجهه. دار الكتب العلمية - بيروت . طبعة 2001 م، ص 196-197 ]
8 - كما أن مجلة "منار الهدى" التابعة للجماعة تطالعنا أحيانا بمقتطفات من كلام الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة (13)
هذه النصوص و غيرها من كلام أمير المؤمنين علي ابن طالب علـيه السـلام فـي" نهج البلاغة" يستشهد بها الشيخ وتلامذته لدعم و تثبيت رؤية ما أو ممارسة قصد التأسي بها .
و إنما ركزنا في بحثنا هذا على "نهج البلاغة" لأمور نذكر منها:
أ – أن هذا الكتاب يعتمده جميع المسلمين سنة و شيعة إلا أنه بين الأولين مهجور وبين الآخرين مشهور. و لعل الأخذ منه و لو على سبيل الانتقاء الشديد من طرف بعض العلماء و المفكرين – مثل الشيخ و تلامذته – يسهم في شهرته و اعتـماده بشـكل أكبر و نحن نعتبر هذه الخطوات بمثابة إشارة مرور لنا – بعد الله و رسوله (ص) و محبتنا لأمير المؤمنين (ع) – لننهل منه ما يروي عطشنا القلبي و الروحي و الفكري و العقلي.
ب – أن هذا الكتاب مدحه الشيخ محمد عبده - مفتي الديار المصرية سابقا- في مقدمته له بشتى أنواع المدح والإطراء . ونحن هنا نقتصر على بعض منها: قال في مقدمته للكتاب (14) و هو يقيمه : "و أحيانا كنت أشهد أن عقلا نورانيا، لا يشبه خلقا جسدانيا، فصل عن الموكب الإلهي، و اتصل بالروح الإنساني فخلعه عن غاشيات الطبيعة و سما به إلى الملكوت الأعلى،ونما به إلى مشهد النور الأجلي و سكن به إلى عمار جانب التقديس، بعد استخلاصه من شوائب التلبيس، و آنات كأني أسمع خطيب الحكمة ينادي بأعلياء الكلمة، و أولياء أمر الأمة، يعرفهم مواقع الصواب و يبصرهم مواضع الارتياب و يحذرهم مزالق الاضطراب. و يرشدهم إلى دقاق السياسة و يهديهم طرق الكياسة، و يرتفع بهم إلى منصات الرئاسة، و يصعدهم شرف التدبير و يشرف بهم على حسن المصير.
ذلك الكتاب الجليل هو جملة ما اختاره السيد الشريف الرضي رحمه الله من كلام سيدنا و مولانا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه. جمع متفرقه و سماه بهذا الاسم (نهج البلاغة) و لا أعلم اسما أليق بالدلالة على معناه منه"
ج - و مدحه جامعه الشريف الرضي غاية المدح. و حسبنا منه ما جاء في مقدمته له (15) : "... لأن كلامه عليه السلام الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي، و فيه عبقة من الكلام النبوي. فأجبتهم إلى الابتداء بذلك عالما بما فيه من عظيم النفع و منشور الذكر و مذخور الأجر، و اعتمدت به أن أبين من عظيم قدر أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الفضيلة مضافة إلى المحاسن الدائرة و الفضائل الجمة. و إنه عليه السلام انفرد ببلوغ غايتها عن جميع السلف الأولين الذين إنما يؤثر عنهم منها القلـيل الناذر و الشاذ الشارد. و أما كلامه فهو من البحر الذي لا يساجل و الجم الذي لا يحافل و أردت أن يسوغ لي التمثيل في الافتخار به عليه السلام بقول الفرزدق:
أولائك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع"
و قبل الانتقال إلى صلب الموضوع نشير إلى قضية مهمة، قضية المنهجية في الانتقاء، إذ إن الانتقاء العشوائي من التراث يفرز لنا مذاهـب و اتجاهـات مختلفة بل و متصارعة كما هو حالنا اليوم والبارحة. و لذلك تجد الصادقين من هذه الأمة دوما يركزون على المناهج العلمية الدقيقة لاختيار الأصح من الأخبار و الروايات، على أن هذه الجهود المبذولة لم تثمر بعد ثمرتها المرجوة من توحيد الرؤى و التصـورات و العقـائد و المذاهب، و ذلك لكثرة المعوقات الذاتية و الخارجية، فوجب علينا بذل المزيد من الجهد للوصول إلى تحديد هته المناهج التي تكون نتائجها العلمية ملزمة للجميع.
و في هذا الصدد فإن الشيخ عبد السلام ياسين يسعى" لتأسيس خطاب دعوي متجدد قادرعلى بناء مستقبل الخلافة الثانية الموعودة،هذا الخطاب الذي يسميه الأستاذ علم الحكمة و فصل الخطاب" (16) .
و هذا العلم يقوم منهجه على ثلاثة مبادئ متناغمة – حسب الدكتور محمد رفيع( أستاذ جامعي وعضو بارز في جماعة العدل والإحسان) – أحدها الأخذ المنتقي من التراث الذي يقوم بدوره على ضابط الأصـالة و المنــاسبة. الأصالة باختصــار ما يوافق كتـاب الله و سنة رسوله (ص). و المناسبة : ما يعنينا في واقعنا و مستقبلنا .
و نحن و عند انتقائنا من "نهج البلاغة" سنلتمس بحول الله تعالى ما نراه موافقا لكتاب الله تعالى و له شواهد من السنة المطهرة. على أن المناسبة هي فهم ماضينا لمعرفة حاضرنا و التطلع إلى مستقبلنا.
هذا و إني قد آليت على نفسي في هذا البحث أن لا أستشهد عند المناقشة إلا بالشواهد المنتسبة لأهل السنة و الجماعة إضافة إلى العقل و المنطق، ريثما تتسع الصدور و ينقشع الضباب عن التراث الآخر الذي يعاني محنة الصد و الإعراض من قبل قومنا ظلما و عدوانا.
كما أني سأبدأ في كل فصل من فصوله بكلام أمير المؤمنين عليه السلام من نهج البلاغة، واقفا في شرح مفرداته الصعبة على الشيخ محمد عبده رغم تحفظنا على بعض منها، ملخصـا بعد ذلك ما
جـاء فيه. لأنتقل بعد ذلك إلى إيراد فقرات من كـلام الشيـخ و تلامذته و مناقشتها محاولا إبراز
أوجه التقارب و التباعد بينها وبين الفكر الشيعي.
(يتبع في الحلقة القادمة بحول الله عز وجل)
(3): "الخلافة و الملك" ص. 51.
(4) : "الخلافة و الملك" ص. 19.
(5) : "نهج البلاغة" الجزء الثاني ص. 222. حسب الطبعة المعتمدة لدى الشيخ، و هي تقع في ص 306 في طبعتنا المعتمدة في بحثنا هذا.
(6): ص. 24. و هذه الفقرة من "نهج البلاغة" هي في الجزء الثالث ص 102 حسب الطبعة المعتمدة لدى الشيخ.
(7): ص 20 . و هذه الفقرة من "نهج البلاغة" هي في الجزء الثالث ص 86 حسب الطبعة المعتمدة لدى الشيخ.
(
: ص 77-78. و هذه الفقرة من "نهج البلاغة" هي في الجزء الثالث ص 94-95 حسب الطبعة المعتمدة لدى الشيخ.
(9): ص 272-27 . الجزء الثاني من " نهج البلاغة " ص 141 و ما بعدها. و الجزء الثالث منه ص 100-101 .
(10): الطبعة الأولى ص 194-195. و هذه الطبعة من الكتاب هي التي سيتم الإشارة إليها لاحقا.
(11): ص 186.
(12): ص 92-93.
(13): انظر مثلا: العدد الثالث ص 99. و العدد السابع ص 138-139
(14): ص 4. طبعة سنة 1424 هـ - 2004 م. و التي سنعتمدها لاحقا خلال البحث.
(15): ص 12.
(16): منار الهدى، العدد الثاني، ص 104. المقال للدكتور محمد رفيع أحد.