في البداية أرحب بكم فضيلة السيد عصام أحميدان بإسمي و إسم كل أعضاء هذا المنتدى العطرـ منتديات العترة الطاهرة ـ ، كما أشكركم على تخصيصكم هذا المنتدى المبارك ، بهذا الإستجواب الذي يأتي على غرار صدور بيان ( من أجل إئتلاف إسلامي أمازيغي ) مؤخرا ، و الذي ورد فيه إسمكم ضمن الموقعين على هذا البيان ، كسؤال أولي :
لماذا هذا البيان في هذا الوقت بالذات ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا أبي القاسم محمد وعلى آله الطهر الميامين
بداية ، أشكر موقع منتديات العترة الطاهرة على هذا الحوار المقتضب ، وأرجو من الله تعالى لكم دوام التوفيق
لبلوغ الأهداف المبتغاة وعلى رأسها رضى الله ورسوله وآله الأطهار ..
أما فيما يخص سؤالك أختي الكريمة عن السياق الذي ولدت فيه فكرة "الائتلاف الإسلامي الأمازيغي" ، فإن أربع دوافع تقف وراء هذا التأسيس وهي :
أولا : حماية الوحدة الوطنية للمغاربة .
ثانيا : تجديد المشروع الإسلامي المغربي .
ثالثا : إحياء الائتلاف الإسلامي الأمازيغي .
رابعا : إعادة الاعتبار لمقومات الوجود الاجتماعي وهي أربعة كذلك : الأمازيغ ، الشرفاء ، الزوايا ، العلماء .
فقد كنا نراهن على الحركة الإسلامية من خلالها جسمها التنظيمي الحالي في أن تكون عامل توحيد للمغاربة ، وتجديد للمشروع الإسلامي ، وصيانة لمقومات الشخصية الثقافية والمجتمعية المغربية التي ساهمت في تكوينها : الهوية الأمازيغية ، الشرفاء من آل البيت النبوي سلام الله عليهم ، الزوايا ، العلماء ..غير أننا سجلنا على أداء هذه الحركات مجموعة من الملاحظات النقدية سيأتي الوقت لبسطها ، وتفصيلها لاحقا من خلال أدبيات "الائتلاف الإسلامي الأمازيغي" ، وهو ما دفعنا إلى المبادرة إلى إعلان هذا الائتلاف ، حماية للمكتسبات الدستورية وتطويرها على قاعدة الممارسة الفعلية والتجسيد العملي .
ـ ما طبيعة هذا الإئتلاف ؟
إن "الائتلاف الإسلامي الأمازيغي" ليس حزبا سياسيا ولا إطارا جمعويا ، ولا يطرح نفسها بديلا سياسيا عن الدولة ومختلف الفاعلين السياسيين ، ويؤمن أنه من خلال طبيعته كتيار ثقافي واجتماعي يمكن أن يجسد القاعدة الفكرية والثقافية لمن يريد أن يكون فاعلا جمعويا أو سياسيا ، بحيث يسترشد بتصورات وأفكار وأدبيات "الائتلاف" ..إننا نطمح لكي نشكل ما يمكن تسميته قوة اقتراحية بناءة وأساس التفكير النقدي التأسيسي لمشروع بناء الحركة الإسلامية الجديدة وإعادة وضع المسألة الأمازيغية في قلب المعادلة الإسلامية بعيدا عن مختلف الرؤى القومية المتلبسة بالدين إيديولوجيا ..
كما أن هذا الائتلاف هو مبادرة مستقلة تماما عن كل الهيآت والأحزاب والجمعيات ..وهي مبادرة عن تعبر عن نفسها بنفسها من خلال تنسيقيتها ، وبالتالي فلا شرعية لأي طرف يحاول احتواء هذه المبادرة أو توظيفها لصالحه ..
٣ـ ما هي مرتكزات هذا الإئتلاف ؟
كما ذكرنا سابقا ، فإن دوافع إعلان هذه المبادرة هي التي تشكل الإطار الغائي لحركية "الائتلاف" أي : حماية الوحدة الوطنية، وتجديد المشروع الإسلامي ، وإحياء الائتلاف الإسلامي الأمازيغي ، وإعادة الاعتبار لمقومات الوجود الاجتماعي المغربي " الزوايا ، الشرفاء ، العلماء ، الأمازيغ " .
ألا يفهم من هذه الخطوت أنها محاولة لنشر التشيع ، خاصة و قد تم تكرار الإشارة الى آل البيت عليهم السلام والأشراف في طيات البيان ؟
أولا ، يجب التذكير أن التشيع له عدة مستويات : التشيع العقائدي ، التشيع السياسي ، التشيع الثقافي والروحي : فالتشيع العقائدي يركز على الجدل الكلامي بين الفرق العقدية والمدارس المتنوعة في فهم عقائد الإسلام والاستدلال عليها ، وهذا الأمر لا يدخل في مجال مبادرتنا وهو دور العلماء الأفاضل ، ونحن قلنا أننا سنعيد الاعتبار للعماء وبالتالي لن نأخذ دورا ليس لنا ..أو على الأقل ليس الائتلاف مجال حراكه ..
التشيع السياسي : ويعني الانتصار لآل البيت سياسيا وكذلك لكل أنصارهم ، وهذا الأمر أيضا لا يدخل في نطاق المبادرة المعلنة ، وذلك لكوننا مبادرة مستقلة ولا تعتقد بأولوية المدخل السياسي للتغيير ، بل نؤمن بأولوية التغيير الجذري العميق الذي يحدث تحولا في الأنماط الثقافية والاجتماعية قبل الأنماط السياسية ، لأن التعابير السياسية ما هي إلا صور ومظاهر لطبيعة البنية الثقافية والاجتماعية للمجتمع .
التشيع الثقافي والروحي : وهو النهل من فكر أهل البيت ونهجهم معارف ودروس ومواعظ تشكل مادة للتغيير الثقافي والاجتماعي ، فهذا الأمر نراهن عليه كثيرا ، غير أننا لا نحبذ استعمال مصطلح "الشيعة" لأن "الائتلاف" تيار منفتح على كل التوجهات المؤمنة بالإسلام والأمازيغية والأشراف والزوايا ودور العلماء..وإن كانت لي وجهة نظر عقائدية في فهم الإسلام وتمثله فهو أمر يلزمني ولا ألزم به غيري ، ونحترم بعضنا فيما اختلفنا فيه ، ونعمل من أجل الشعار العام " المشروع الإسلامي" في عناصره المجتمعية "الأمازيغ ، الشرفاء ، الزوايا ، العلماء" .
خلاصة القول ، إن الائتلاف ليس إطار لدعوة مذهبية ، ونحترم تنوع الاختيارات المذهبية الفردية لكل من يعمل معنا في إطار "الائتلاف" ، ونعتبر أن تجسيد فكر وروحية أهل البيت ع يمكن أن يتم من خارج الأطر المذهبية الضيقة ، كما يمكن أن نجسد رؤية إسلامية منفتحة ومتسامحة ومتعايشة مع الآخر أيا كان ذلك الآخر ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فضيلة السيد عصام أحميدان ، لا يسعني إلا أن أشكركم مرة أخرى على تخصيص منتدى العترة الطاهرة بهذا الإستجواب، و أتمنى لكم كل التوفيق و النجاح في هذه المبادرة ٠